توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيد ترمب... لا بيد نتنياهو

  مصر اليوم -

بيد ترمب لا بيد نتنياهو

بقلم: نبيل عمرو

منذ بداية الرد على عملية «طوفان الأقصى» وإلى يومنا هذا، لم تتوانَ الإداراتُ الأميركية عن تقديم كل ما يلزم لإسرائيلَ سياسياً وعسكرياً ومالياً، مع قيام الدولة العظمى بدور الوسيط إلى جانب مصر وقطر وحديثاً تركيا.

كانت إدارة بايدن لا تُخفي تحفظها على الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، إلا أن التحفظ وإن كان علنياً في بعض الحالات، فإن قادة الحرب في إسرائيل تعاملوا معه باستخفاف. ولم لا، ما دامت الإدارة المتحفظة سجّلت رقماً قياسياً في حماية الحرب، من خلال عدة فيتوهات اتخذت خلال سنتها الأولى فقط، ناهيك عن الجسر الجوي الذي نقل ما تحتاج إليه الحرب من سلاحٍ وعتاد.

غادرت إدارة بايدن المشهد وحلّت محلها إدارة ترمب، ليبدأ فصلٌ سياسيٌ مختلف، تبلور في حرب إيران، وكان ما كان بشأن المفاعلات وما حل بها.

على أن أهم ما أنتجته ولاية ترمب، هو خفض إطلاق النار، في غزة ولبنان.

الرئيس ترمب المولع بجمعه الانتصارات، كان إنجازه الذي يستحق المباهاة به هو وقف إطلاق النار في غزة، الذي تعزّز بإنجازٍ سياسيٍ غير مسبوق جسّدته قمة شرم الشيخ التي نصّبته عرّاباً لإنهاء الحرب، ولتنفيذ مبادرته التي تضمنت بنود اليوم التالي، إضافةً إلى رؤيةٍ تبشر بمعالجة قضايا المنطقة على نحوٍ يجعلها واحة سلامٍ واستقرار.

رغم كل عبارات الثناء التي أغدقها ولا يزال على نتنياهو، فإنه لم يتخلَّ عن حذره منه، فهو القادر على تجويف إنجازه الأهم؛ إذ لا تنقصه الذريعة لاستئناف الحرب لتحقيق نصره المطلق الذي بترته مبادرة ترمب.

وحدث بالفعل أن استؤنفتِ الحرب فعلاً بمذبحة خان يونس التي كادت تقوّض المبادرة وتوقعها في هاوية الفشل.

منذ تلك الواقعة ضاعف ترمب من توغله المباشر؛ إذ تأسست قاعدة إدارة الحالة الغزية في كريات جات، التي منها سيتم الإشراف الأميركي على غزة في المراحل التالية، إضافةً إلى نزع عملية إدخال المساعدات من يد نتنياهو، مع حديثٍ لا يزال الأميركيون يتحفظون عليه وهو احتمال إقامة قاعدةٍ عسكريةٍ كبرى على الأراضي الإسرائيلية، تستوعب إدارة عمليات القوة متعددة الجنسيات التي ستشارك في تطبيق المبادرة، ذلك مع القيام بجهدٍ رقابي عسكري في فضاء غزة، وأخيراً وليس آخراً العمل المباشر لحل مشكلة عناصر «حماس» العالقين في أنفاق رفح.

تاريخ العلاقات الأميركية - الإسرائيلية سجّل وقائع محدودةً للغاية يتم فيها تدخلٌ أميركيٌ مباشر في إسرائيل، كان ذلك جزئياً في حرب 1967، وجزئياً كذلك في حرب 1973، دون الحاجة لإرسال قواتٍ أو بناء قواعد، أمّا الآن فقد تغيرت الحالة من الدعم السياسي والتسليحي والمشاركة المحدودة في الحرب، إلى الوجود بكثافةٍ على الأرض، وقاعدة كريات جات هي البداية.

الرئيس ترمب يعتقد، وربما يكون على صواب، بأنه روّض نتنياهو وأرغمه على الإذعان لمتطلبات نجاح خطته بشأن غزة، يواصل حضوره المباشر على الأرض، فهو من سيقود المرحلة التالية من خلال وضعه رئيساً لمجلس السلام، وهو من وضع نص قرار مجلس الأمن، ومن سيوفر له إمكانيات المرور بتجنب الفيتو المضاد، وهو من سيرعى تشكيل القوة متعددة الجنسيات للعمل على أرض غزة... بعد كل ذلك ما الذي تبقى لنتنياهو أن يفعله سوى إبداءِ الملاحظات والتكيف مع الأسقف التي وضعها ترمب؟ وهنالك قيد حريري وضعه بين يدي نتنياهو، وهو دعوته رئيس الدولة العبرية كي يصدر عفواً يتيح لنتنياهو البقاء في موقعه لمساعدة ترمب على تنفيذ سيناريوهاته.

جاريد كوشنير في إسرائيل، ولا تتوقف مهمته عند تذليل العقبات أمام إبرام صفقة إنهاء حالة العالقين في أنفاق رفح، ولا حتى حماية مبادرة ترمب من التبدد والانهيار، بل يقوم الآن بعمل مبادرةٍ احتياطيةٍ بديلةٍ حال فشل المبادرة الأصلية، ما يعني أن الأميركيين هم من يرعى الأصيل ويضع البديل.

طبيعة التدخل الأميركي بالصورة غير المسبوقة يمكن وصفها بالمصطلح العربي الدارج مع بعض التأويل... «بيد أميركا لا بيد إسرائيل»، وهذا ما يحدث الآن بالضبط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيد ترمب لا بيد نتنياهو بيد ترمب لا بيد نتنياهو



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt