توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية

  مصر اليوم -

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية

بقلم : نبيل عمرو

 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، انتشرت في وسائل الإعلام لقطة تلفزيونية تصور جنوداً إسرائيليين مدججين بالسلاح، ينقضون على طفل فلسطيني ويسحقون عظامه بالحجارة وكعوب البنادق.

أحدثت هذه اللقطة انقلاباً في المزاج العالمي لمصلحة الفلسطينيين، وضربت الرواية الإسرائيلية من أساسها، وتكرست صورة الجيش الإسرائيلي أمام العالم كجيش يقوم بأعمال وحشية ضد الأطفال العزل، حينها وجه أشهر وزير خارجية في العالم هو السيد هنري كيسنجر نصيحة إلى إسحق رابين مفادها: افعل ما تشاء بالفلسطينيين ولكن وراء الكاميرا.

وعلى مدى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غير المتكافئ من كل النواحي إلا رجحان كفة العناد الآدمي على الإمكانات الضوئية الهائلة، فإن الكاميرا لعبت دوراً حاسماً في ضرب الرواية الإسرائيلية وتجنيد أوسع قطاعات الرأي العام العالمي ضدها، ومع أن الوقائع التي تثبت ذلك كثيرة وتزدحم بها مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون الناجية من القبضة الإسرائيلية، فإنني أختار واقعتين لا تزالان تحتلان اهتماماً كبيراً عند كل من لا يزال لديه بقية ضمير أو موضوعية؛ واحدة بطلها شاب فلسطيني استخدم كاميرا الموبايل عن قرب، في تصوير عملية الإجهاز على الجريح الفلسطيني مشلول الحركة عبد الفتاح الشريف في الخليل، وحين وجدت اللقطة سبيلها إلى النشر تعرّت الرواية الإسرائيلية القائمة على تبرير كل قتل لفلسطيني بأنه دفاع عن النفس، ووقعت اللقطة حتى في إسرائيل ذاتها كزلزال ما زالت تداعياته متواصلة حتى الآن.

حتى إن الرأي العام الإسرائيلي لا يزال منقسماً على الفاعل واسمه ازاريا، البعض يريد تبرئته مهما فعل، وبعض آخر يريد استمرار حبسه، ليس دفاعاً عن العدالة وإنما دفاعاً عما يسمونه «طهارة سلاح جيش الدفاع».

واقعة أخرى طازجة تماماً حدثت حين تسربت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لقطة شديدة الوضوح يظهر فيها قناصة إسرائيليون وهم يتراهنون على قتل ولد فلسطيني يقف وراء السياج الحدودي، وبالصوت والصورة، رأى الناس وسمعوا الحوار الضاحك بين القناصين قبل قتل الولد ثم الحوار المبتهج بعد قتله، مع أن الصورة الواضحة تماماً تظهر أن الولد لا يحمل أي نوع من السلاح.

الكاميرا الخفية والظاهرة أرغمت أفيغدور ليبرمان على تغيير الرواية واعتماد بديل جديد عنها يستحق أن يقدم مبتدعها إلى المحاكم الجنائية في كل مكان، إذ قال وزير الجيش: «لا يوجد في غزة أبرياء»، وهذا يعني إطلاق يد الجنود وحتى الطيارين ورماة المدافع والصواريخ لقتل كل من يعيش على أرض غزة. وهنا أُعلنت الرواية الإسرائيلية على حقيقتها دون رتوش، كل من يعيش في غزة ليس بريئاً!

وما الفرق بين هذا القول والقول الأخطر الذي قاله سلفه حين أفصح عن أن أهم أمانيه أن يرى غزة بمن عليها وقد غرقوا في البحر.

أمام هذا المثبت بالصوت والصورة ماذا تعني في الواقع نصيحة كيسنجر، وهل لدى القادة الإسرائيليين وقت كافٍ ليفعلوا ما يشاءون بالفلسطينيين وراء الكاميرا وليس أمامها.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية كيسنجر وإسرائيل والكاميرا الخفية



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt