توقيت القاهرة المحلي 04:09:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا نشطاء الدراما.. ارحمونا!

  مصر اليوم -

يا نشطاء الدراما ارحمونا

بقلم - رشاد كامل

منذ سنوات ابتلينا بظاهرة عجيبة وغريبة اسمها النشطاء!! نشطاء فى كل شىء وأى مجال!! من الناشط السياسى إلى الناشط الحقوقى، ومن الناشط الكروى إلى الناشط الاستراتيجى!!

ومع كل شهر رمضان يختفى هؤلاء النشطاء، ويظهر نوع جديد من النشطاء هو «الناشط الدرامى» الذى يتفرغ تمامًا للدراما ويستعد بكل ما أوتى من «نشاط» وحيوية لممارسة حقه كناشط درامى جهبذ!!

ومع أول يوم لعرض مسلسلات رمضان، بدأ هؤلاء النشطاء فى ممارسة «نشاطهم» وخبرتهم النضالية فى النضال الدرامى، وكان «الفيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعى هى مكانهم المفضل لنضالهم ونشاطهم!!

والناشط الدرامى يشبه الناشط الحقوقى أو الناشط السياسى، فهو لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، ودائمًا تجده صاحب رؤية غاضبة وساخطة وناقمة على كل ما يراه!!

ولم ينج مسلسل واحد من نضال وكفاح هؤلاء النشطاء، فإذا تجرأ مشاهد وأبدى إعجابه بعمل ما أنهال عليه النشطاء بالسب والتقريع واتهامه بأنه لا يعرف «ألف» الحبكة الدرامية من «كوز» الإخراج والمونتاج!

وإذا أبدى أحدهم إعجابه وتقديره بمضمون أحد المسلسلات، هاجمه النشطاء واتهموا المسلسل بأنه مسروق من الرواية الفلانية للأديب الفلانى!! أما إذا أبديت استحسانك بالموسيقى التصويرية لهذا المسلسل فسوف ينالك الهجوم والتقريع لأنك لا تفهم فى قواعد الموسيقى ولا تحفظ السلم الموسيقى، وأن موسيقى المسلسل مسروقة بالكامل!!

وهكذا يمضى يوم النشطاء على الفيس بوك هجوم ثم هجوم ثم هجوم ولا شىء غير ذلك!! تمامًا كما يفعل أى ناشط سياسى أو حقوقى!!

ثم نأتى لنوع آخر من هؤلاء الذين يرتدون ثياب البطولة والنضال، عندما يكتب أحدهم على صفحته مثلا «بدلا من كل هذه الملايين التى صرفت على المسلسلات لماذا لم تقم الحكومة بصرفها فى بناء مدارس ومصانع ومستشفيات، وسرعان ما ينضم لكلامه المئات، فيهاجمون هذا الإسراف والسفه، فإذا قام أحدهم بالقول إن هذه الملايين هى لشركات القطاع الخاص التى تنتج المسلسلات وليس الحكومة، هاجوا عليه وماجوا واتهموه بأنه موالس خلبوص!!

ما تفسير هذه الحالة؟! وما هو تحليلك لظاهرة «الناشط الدرامى» بشكل خاص؟! أظن أن الإجابة وجدتها فى كتاب مهم اسمه «العرب ظاهرة صوتية» للمفكر العربى الكبير «د. عبدالله القصيمى» إذ يقول مفسرًا وشارحًا: «لو أنهم منعوا البتة من الكلام أو قللوا منه فماذا يبقى لهم من المجد والقوة والكبرياء، أليس الكلام هو كل مجدهم وقوتهم وكبريائهم وثنائهم على أنفسهم، وهل اعتدى قوم على الكلام أو على ما يسمى كلامًا مثلما اعتدى عليه العرب أو أكثر مما اعتدوا عليه؟ «صدقت يا دكتور عبدالله»!!

وكما تقول الفنانة المطربة الكبيرة «صباح» فى إحدى أغنياتها «كلام.. كلام.. كلام.. ما باخدش منك غير كلام».

ورحمه الله كاتبنا الكبير أحمد رجب عندما كتب: الكلام نوعان: كلام فارغ وكلام مليان كلام فارغ»!

ارحمونا يا نشطاء الدراما يرحمكم الله!

نقلا عن روزاليوسف

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا نشطاء الدراما ارحمونا يا نشطاء الدراما ارحمونا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:39 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية ناردين فرج تقدم برنامج "ذا فويس كيدز" 2017

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

حافظ على صحة قلبك والجهاز الهضمى بالعدس

GMT 10:43 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

أفكار وأكسسوارات مميزة لمطبخ رمضان الكريم

GMT 06:16 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة إيطالية حديثة تؤكّد أنّ "سرعة القذف" حالة نفسية

GMT 16:22 2017 الإثنين ,20 آذار/ مارس

10 نصائح لاختيار صندوق طعام طفلك المدرسي

GMT 08:31 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

محلات "vitrine" تطرح أحدث تشكيلة من ملابس الخريف

GMT 05:16 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مسلسلات وأفلام حكت عن حرب أكتوبر ورأي النقاد بها

GMT 06:59 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير التموين يعلن 80 مليار جنيه تكلفة دعم التموين والخبز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt