توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

خيري شلبي… شيخُ الحكّائين!

  مصر اليوم -

خيري شلبي… شيخُ الحكّائين

بقلم : فاطمة ناعوت

إنها ذكرى فارس الحكى الذي تحقّق له حلمٌ يراود كلَّ فنان: أن يموت في حقله وصومعته؛ فرحل وهو يكتب مقاله اليومى، فجر يوم ٩ سبتمبر ٢٠١١. إنه الجميل «خيرى شلبي» صاحب السبعين كتابًا. طاردته الكتابةُ منذ استلبته هوايةُ التجوال بين أرصفة الكتب ومكتبات الكتب القديمة. فراح يُجرّب قلمَه في: الشعر، المسرح، النقد، الأدب الإذاعى، حتى تيقّن أن تلك الأشكال الكتابية المتباينة، قد صاغته روائيًّا وقاصًّا لا مثيلَ له.أوقعه البحثُ الدؤوب بين أضابير الكتب القديمة على اكتشاف أن مسرحية «على بك الكبير» لأمير الشعراء «أحمد شوقى»، ليست كما يُشاع أولَ مسرحية شعرية في تاريخ المسرح المصرى، بل سبقتها تجاربُ كثيرةٌ تصل إلى المائتين، تغافل عنها التاريخ. منها مسرحيةٌ للزعيم المصرى مصطفى كامل عنوانها: «فتح الأندلس». وهو ما دعاه لتقديم حديث أسبوعى على إذاعة البرنامج الثانى عنوانه: «مسرحيات ساقطة القيد»، تقديم الروائى «بهاء طاهر». كذلك عثر على مذكرة صغيرة مكتوب عليه: «قرار النيابة في كتاب الشعر الجاهلى»، بإمضاء القاضى «محمد نور». فوجد أنه أمام نصٍّ أدبى رفيع، مكتوب بصياغة قانونية راقية، بقلم القاضى الشاب الذي حقّق مع العظيم «طه حسين» في واحدة من أشهر قضايا العصر، وأخطرها. لم يخرج قرارُ «محمد نور» كـ تكييف قانونى، أو محضر ضمن وثائق قانونية، بل صِيغ كأنما هو بحثٌ علمىّ ذو صياغة أدبية رصينة. فتساءل خيرى شلبى: هل صنعتِ النهضةُ الثقافية التي أسسها «طه حسين» ورفاقُه مثل هذا النائب المثقف؟ أم أن الوسطَ المثقف المستنير (آنذاك)، هو صانعُ النهضة التنويرية التي أفرزت «طه حسين»؟ وتذكّر السؤالَ الجدلى: الدجاجة أولا، أم البيضة؟!

إنها «الأوانى المستطرقة». ذاك أن «طه حسين» حين جلس على كرسى الاتهام، أمام قاضٍ من تلامذته، كان في الواقع يجنى ثمارَ غرسه الاستنارى الطيّب، الذي أينع رجالاً في مواقع السلطة يُقدّرون قيمةَ العِلم والعالِم وحرية البحث والاجتهاد. وطرح «خيرى شلبى» سؤالا مهمًّا حول محاكمة طه حسين عام ١٩٢٦، تلك التي حُسمت لصالحه: هل أنصفه قرارٌ سياسى؟ أم أنصفه قانونٌ يُقرُّ بحرية الاجتهاد وحرية التعبير؟ تلك كانت قضية كتابه: «محاكمةُ طه حسين». ومازلنا بحاجة إلى ألف «طه حسين» كقائد تنويرى، وملايين من ذلك النائب العام المثقف «محمد نور»؛ لمحاربة صوت الجمود والرجعية، والكلام باسم الله، والظلامية التي لا تليق بمصرَ المثقفة. «خيرى شلبى» كاتبُ المهمشين والفقراء، لم تكن تحلو له الكتابةُ إلا في صومعته بين المقابر. انتبه مبكرًا في صباه إلى ازدواجية اللغة في حياتنا. فنحن نتكلمُ بالدارجة المصرية، ونكتب بالفصحى. ثم نظر حوله فوجد عشرات المعاجم والألسن على شريط وادى مصر من الإسكندرية حتى أسوان، مرورًا بمئات المدن والقرى والنجوع التي يمتلك كلٌّ منها لسانًا مغايرًا، ومعجمًا مختلفًا. كذلك على مستوى المهن والحرف والطبقات والأعمار. فثمة معجمٌ للنجار، والحداد، والساعى، والموسيقى، والمهندس، والخبّاز، والكوّاء، والناضج، والطفل، والمتعلم، والأمىّ، وهلمّ جرا. كان رجالُ قريته يقصدونه ليكتب لهم الخطابات إلى ذويهم. يُنصت إليهم ثم يكتب بالفصحى. وحين يقرأ عليهم ما كتب، يرفضونه، ويصرّون على كتابة منطوق كلامهم بالعامية. أما أطرف ما حكاه لى عمّا حدث بينه وبين عميد الأدب العربى، فكان حين تماكر على الأستاذ «طه حسين»، الذي لا يسمحُ بالتهاونِ مع الفُصحى، حتى في المِزاح. «طه حسين» الذي انتقد «ليلى مراد» حين غنّت في فيلم «غزَل البنات»: «أبجد هوز حُطّى كلمن»، لأنها قالت: «شكل الأستاذ بقى منسجمٌ» وكان يريدها: «منسجمًا»، لأنها خبرُ «بقى»، بمعنى: «أصبح»، من أخوات كان. قرر «خيرى شلبى» في بداية حياته أن يكتبَ رواية: «الأيام» كمسلسل للإذاعة. وأراد أن يحصل على الموافقة القانونية من كاتب العمل. ذهب إلى بيت «طه حسين» بالزمالك، فرحّب الأستاذُ بالفكرة، شريطةَ أن يكون الحوارُ بين الشخوص في المسلسل بالفصحى! وأُسقِطَ في يدِ السيناريست الشاب! كيف يتكلمُ أبناءُ الصعيد في يومياتهم بالفصحى؟! ولم يكن ممكنًا مساومة الأستاذ في شرطه الصعب، وليس ممكنًا، كذلك، أن يتخلى الشابُّ عن حلمه؛ فالتجأ إلى دهاء الفنان والمصرىّ في آن. كتب الحوار على النسق الذي يتَّسِقُ فصحًى ودارجةً في آن! مثلا: «معى جوابٌ، أَحْلِفُ بالِله لو شَافَهُ مخلوقٌ لَرُحْتُ في داهية»، هكذا سيقرؤها «خيرى شلبى» على «طه حسين»، لانتزاع موافقته. بينما في المسلسل سينطقُها «عبدالوارث عسر»، بتسكين نهايات الكلمات، مثلما نحن في دارجتنا المصرية اليومية، مع تلوين اللسان باللكنة الصعيدية. رحم الله مبدعنا الكبير. «الدينُ لله، والوطنُ لمبدعى الوطن».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيري شلبي… شيخُ الحكّائين خيري شلبي… شيخُ الحكّائين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt