توقيت القاهرة المحلي 09:41:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذوو الأنوفِ الطِوالِ.. تنمَّروا على المجرمين!

  مصر اليوم -

ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين

بقلم - فاطمة ناعوت

أنوفُهم طويلةٌ كما الأبد، معقوفةٌ مُدبّبةٌ كما أنيابِ الكَمَد، ودون حقٍّ أو سند، يغرسون أنوفَهم في كل أرضٍ كما وتد، لا يترأّفون بأمٍّ ولا شيخٍ ولا ولد، ولا يستذئبون على لصٍّ ولا قاتلٍ ولا خائنِ بلد، بل على مسالمين عُزّل لم يجوروا على أحد!.

عن «المتنمرين ثقلاء الظلّ» أتحدثُ. الفعل: «تنمَّرَ»، والجذر اللغوى: «نَمِرَ»، ومعناه: «ساءَ خُلُقُه»، يعنى بالبلدى: «قليل الأدب مش متربى»!، والمقابل لـ«المتنمر» هو «المتحضِّر» لأن أحد تعريفات «الحضارة» هو: «رقّة التعامل مع الآخر». ولهذا فكل متنمر هو بالضرورة شخصٌ همجىٌّ غيرُ متحضر. تراهم في كل التوافه حاضرين يتصدّرون المشهد، شاغرين عن أي عمل مفيد، فهم يدركون أنهم من هامش المجتمع غير المفيد، ولا يُشعَر بغيابهم إن غابوا؛ لهذا يعمدون إلى إثبات حضورهم ولفت الأنظار عن طريق التنمّر والتطاول واستخدام أرخص المعاجم وأعلى الأصوات؛ لكى نترك ما في أيادينا من جادّ الأعمال، وننظر صوبهم، وهذا عينُ مَرامهم، فهم دون الضجيج والتنمر غيرُ مرئيين لأن لا منجزَ لهم ولا قيمة.

سلاحهم ليس العلم ولا العمل ولا الكدّ ولا الإنتاج، بل هو «المعجمُ الرخيص وثقلُ الظلّ»، وفقط. وظيفتهم على المدفع ليست «بوررم» حتى نضحك كما ضحكنا مع «إسماعيل ياسين»، فكما أسلفنا هم ثقلاءُ الظل، إنما وظيفتهم الوحيدة: «كسر الخواطر» بدلًا من «جبر الخواطر المكسورة»، كما يفعل المتحضرون النبلاء، بل تمتد جرائمُهم حتى تصل إلى «القتل» العمد مع سبق الإصرار والترصّد. ولا أقصد «القتل المعنوى»، بل أقصد «القتل الحقيقى»، أي «إزهاق الروح» حرفيًّا، عبر التنمر، وسأسوق لكم المثال خلال هذا المقال.

-«ولماذا تكتبين هذا المقال بسَوط وعصا بدلًا من كتابته بالقلم؟!، ألستِ تتنمرين عليهم الآن، بينما تنتقدين التنمُّر؟!». سؤال افتراضى موجّهٌ لى. وإجابتى: «نعم. بالفعل أنا أتنمَّرُ عليهم الآن. ذاك أن التنمّرَ على المُتنمّر مشروعٌ وحلال بلال، بل هو واجبٌ قومى؛ حتى يذوقوا الكأسَ التي يُذيقون للناس؛ فكلُّ ساقٍ سيُسقى بما سقى. مادام لم يردعهم أمرُ الله الصريح: (لا يسخرْ قومٌ من قومٍ)، ولم يردعهم قانون العقوبات وهذا نصُّه: (يُعاقبُ المتنمرُ بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وغرامة لا تقل عن ١٠ آلاف جنيه)». وكيف يفلتون من العقاب إذن؟!. آه، لقد نسيتُ أن أخبركم عن صفة أخرى للمتنمر غير طول الأنف وثقل الظل. المتنمرون الجدد جبناءُ، يتخفّون وراء الشاشات بأسماء وهمية، ويمارسون رذيلة التنمر على صفحات السوشيال ميديا.

أحدث ضحاياهم كان الفنان «شريف منير» وابنته الإعلامية «أسما». لسبب ما قامت «أسما» بقص شعرها كاملًا، وظهرت في مهرجان الدراما حليقة الرأس، فانهال عليها وعلى أبيها وابلٌ من سهام التنمر القاتلة، بكلمات يعفُّ قلمى عن كتابتها!، وبثَّ الأبُ فيديو يناصر فيه ابنته ويقول للمتنمرين: «إنتو مالكو؟!، شعرها وهى حرّة فيه!، فهى لم تؤذِ أحدًا!»، وهذا هو لبُّ الأمر. لماذا لا نرى المتنمرين «الحِشَريين» يمارسون رذالتهم على مَن يُكفّرُ ويهدرُ الدمَ ويغتصب ويتحرّش ويسرق ويخون الوطن؟!، ما أرخص أن تترك جميع مَن سبق من مجرمين يزيدون في غلوائهم، ثم تتنمّر على ضفيرة فتاة أو فستان سيدة أو عاهة مُعوّق أو شيخوخة عجوز!، ما هذا الرخص والتدنّى والإفلاس؟!.

وعلى ذكر الإفلاس أذكّركم بحديث الرسول، (ص)، حين قال: «أتدرون مَن المفلس؟»،، قالوا: «المفلسُ فينا مَن لا درهمَ له ولا متاع»، فقال: «إن المفلس من أمَّتى يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، وقد شتَم هذا، وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفَك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار». وفى يقينى أنك لو بحثت وراء «متنمرى السوشيال ميديا»، فلن تجد صلاةً ولا زكاة ولا صيامًا، بل ستجد من بينهم مجرمين ومتحرشين وسارقى مال النبى، لكن غطاءَ الستر لم يسقط عنهم بعد، وريثما يسقط، يُنصّبون من أنفسهم قضاةً وديّانين وجلادين على عباد الله المُسالمين، غاضّين الطرف عمّن يدمرون المجتمع ويُفسدون في الأرض.

وأما «التنمُّر القاتل» الذي وعدتكم أن أحكى عنه، فدعونى أُذكّركم بالفنانة الكوميدية الجميلة «حنان الطويل» التي تنمّر عليها بعضُ الشاغرين وسخروا منها، فدخلت في نوبة بكاء، ثم انهارت ودخلت مستشفى الأمراض النفسية، وما لبثت أن ماتت عام ٢٠٠٤. وتعددت الأقاويل حول موتها انتحارًا أم إثر أزمة قلبية، لكن الحتمى أن القاتل هم المتنمرون الذين حطّموا معنوياتها واغتالوها بكل خسّة.

أيها المتنمرون مصاصو الدماء، الحقَّ أقولُ لكم إن عذابكم في الدارين لشديد، فتوبوا وأصلحوا واتقوا الله وارتقوا، فإن القاعَ تدنّسَ وفاضَ، بعدما امتلأ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين ذوو الأنوفِ الطِوالِ تنمَّروا على المجرمين



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:24 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي
  مصر اليوم - وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي

GMT 16:43 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين
  مصر اليوم - ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين

GMT 15:33 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية جديدة لمساعدة الروبوتات على التكيف مع البيئة المحيطة

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 08:51 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 06:29 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان ينتهي من تصوير 60% من أحداث فيلمه "موتة ملوكي"

GMT 11:30 2021 السبت ,29 أيار / مايو

أليو بادجي يضع الأهلي في ورطة كبيرة

GMT 14:17 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تتبنى أولاد قتيل فيلتها ومحاميته ترد بقوة

GMT 11:53 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

سلوى عثمان تقدم حالة جديدة في "نصيبي وقسمتك"

GMT 05:19 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دينا فؤاد تقترب مِن إنهاء مَشاهدها في فيلم "قرمط بيتمرمط"

GMT 04:05 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

آبل تعلن عن مواصفات أجهزة آيفون "XS وXS max وXR"

GMT 02:40 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

ستاف ماترز يوضح عدم وجود تعريف قوي وسريع للسوائل

GMT 13:39 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أبرز الديكورات للفصل بين غرف منزلك

GMT 12:38 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

طريقة سهلة لإعداد "الغُريّبة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt