توقيت القاهرة المحلي 05:10:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحكم لبنان؟

  مصر اليوم -

من يحكم لبنان

بقلم : جيهان فوزي

لبنان بلد يئن بالتناقضات.. يعيش على صفيح ساخن، لبنان العاشق للحياة يبحث أهله عن علبة حليب مدعمة، وكسرة خبز جافة! لبنان الذى خاض أقسى أنواع الحروب الأهلية وتجاوزها بإيمانه وتمسكه بالحياة، انتصر على الموت الساكن فى طرقاته المظلمة، ونجا من فخ الطائفية وصراع السلطة السياسية المتهافتة على اقتسام خيراته وسرقة أحلام سكانه، لبنان الذى يعطينا درساً فى التفاؤل رغم الأزمات التى يتعرض لها، بات على وشك الانفجار بفعل الفساد الذى أطاح بكل مكوناته.

لبنان يُسرق ويُخطف بأيدى السياسيين معدومى الضمير، على حد تعبير الفنان اللبنانى «راغب علامة»، الذى استنكر دفاع رجال الدين عن الظالمين والطغمة السياسية الفاسدة.

لبنان على شفا أن يصبح «دولة فاشلة»، لم يعد لحكامها مصداقية لدى الشعب اللبنانى، أو احترام يتكئون عليه، أو ثقة تطمئنهم على مستقبل بات مظلماً وشديد السوداوية، رغم الوعود التى قطعتها القيادات السياسية بإيجاد حل للأزمة الاقتصادية والسياسية العاصفة، من هنا جاءت المبادرة الفرنسية بهدف الوساطة وكانت فى طليعة البحث عن حل للأزمة، لكنها فشلت نتيجة تصلب الرئاسة اللبنانية، لبلد ينهار فى ظل الفراغ الحكومى والانقسام السياسى بين أطراف السلطة وقواها والسياسية والطائفية، لبنان يقع على مفترق تحولات إقليمية ودولية، وهو يدعو المجتمع الدولى إلى مساعدته مالياً وسياسياً لعبور أزمته الأشد فى تاريخه والأكثر خطورة. لكن الترنح يجتاح كل شىء حتى وصل إلى قوت المواطن والفتات الذى تلقيه له الحكومة، ووصل الأمر إلى نشوب مشاجرات حادة فى أحد مراكز التسوق بسبب علبة حليب! الفقراء ضاق بهم الحال وتغلب على تفاؤلهم اليأس، وتبدلت أصوات حناجرهم التى تصدح بأغانى فيروز «صوت الضمير والأيقونة الملهمة»، إلى صيحات هادرة تخرج من أعماق القلب فى مظاهرات احتجاجية غاضبة، تندد بالفساد والفاسدين الذين التفوا على مقدراته، ونهبوا خيراته وتركوا اللبنانيين فى عراء العوز والحاجة.

وإذا كان للتدخل الدولى لدى البعض مبرراته، مثلما طالب البطريرك المارونى «بشار الراعى» وبعض القوى السياسية، فإن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد التدويل ويهدد بأنه سيؤدى إلى الحرب! محاولاً قطع الطريق على الاصطفاف الذى قد يحدث بين القوى السياسية المؤيدة للتدخل الدولى، لأن هذا المطلب يفقد حزب الله الكثير من عناصر قوته والإمساك بمفاصل أساسية فى لبنان وفى القرار السياسى والتأثير.

لبنان يشبه سفينة بلا قائد تعطلت محركاتها، تحاول النجاة من الغرق، ولا يوجد من ينقذها من الأمواج العاتية التى تضربها بقوة، من كل الاتجاهات، حمولتها من الأزمات السياسية والمعيشية تفوق قدرتها الاستيعابية، وركابها يترنحون يميناً ويساراً محاولين التماسك حتى لا يسقطوا فريسة الأمواج الهادرة لتلتهمهم الأسماك السامة.

اللبنانيون أصبحوا تحت خط الفقر بعد أن انسحقت الليرة اللبنانية تحت أقدام الدولار، ووصل بهم الحال أنهم لا يجدون لفة الخبز أو كيس حليب يطعمون به أطفالهم الجوعى، وهم الذين يتميزون دون غيرهم بأشهى أنواع الطعام فى موائدهم السخية العامرة بالخيرات، أصبحوا الآن يبحثون عن الفتات ولا يجدونه، ما دام تعاطى المسئولين مع قضايا الوطن والمواطن مبنياً على جشع وطمع ورغبة جامحة فى الاستئثار والسلطة، والغوص فى مستنقعات الصراعات الإقليمية، التى ساهمت فى تنامى موجات النهب والقتل والتهريب والتخريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحكم لبنان من يحكم لبنان



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon