توقيت القاهرة المحلي 02:02:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

بقلم : جيهان فوزى

كم حرباً تحتاج غزة لسحق صمودها؟ منذ أقل من عقد تعرضت غزة لأربع حروب إبادة إسرائيلية، لكنها ما زالت صامدة. محاصرة ومعزولة وتحارب من كل الأطراف، مؤخراً نذير الحرب على غزة يتصاعد بإطلاق الصواريخ المتقطعة ترهيباً لسكانها وإثارة الفزع فى نفوس أطفالها، قالت لى صديقة من غزة، ساخرة أنها أثناء صلاتها سمعت دوى انفجار صاروخ بالقرب من منزلها اهتزت الأرض من تحت قدميها وتمايلت الجدران كأنه زلزال فوجدت نفسها خارج المنزل بمسافة كبيرة فى مشهد دراماتيكى مأساوى، مقاطع فيديو تداولتها مواقع عديدة أظهرت أطفالاً يلهون فى منزلهم، حتى سمع دوى انفجار الصواريخ، فتحولت ضحكاتهم إلى صراخ وعويل، وخرجوا من الكادر مهرولين للاحتماء فى حضن أمهم. هذا هو حال السكان فى قطاع غزة الآن، لم تعد الصورة المعتادة التى يراها العالم فى كل حرب على القطاع هى السائدة، استبدلتها فيديوهات المصورين، الذين ينقلون الأحداث ما بعد القصف الإسرائيلى، وما بعد انفجار صاروخ أو لحظة انفجاره بحرفية نادرة لترصد اللحظة بتفاصيلها المرعبة، فالتقدم التكنولوجى كسر الصورة النمطية للأحداث.

ويقر الكنيست الإسرائيلى قانوناً يمنع التعاطف مع الفلسطينيين، أطلق عليه اسم تشريع «كسر الصمت»، فى إشارة إلى جماعة إسرائيلية تحمل نفس الاسم وتعمل على جمع ونشر شهادات محاربين قدامى بشأن معاملة الجيش الإسرائيلى للفلسطينيين، ويعتبر القانون جزءاً من مساعى الحكومة الإسرائيلية لنزع الشرعية عن الجماعات الحقوقية والمنظمات غير الحكومية فى دولة تتباهى بأنها الأكثر ديمقراطية فى الشرق الأوسط، وفى الوقت ذاته تحارب كل من يشكك فى الهولوكوست! هذا القانون قد يؤدى إلى حظر الجماعات التى تنتقد سياسات الحكومة من دخول المدارس الابتدائية والحديث مع الطلاب، بمعنى آخر إخراس كل الأصوات التى تنادى بالنظر بعين العدل والإنصاف إلى الفلسطينيين وبالتزامن مع استعداد الحكومة اليمينية بالتحضير لشن هجوم شامل على قطاع غزة إذا لم تتوقف الطائرات الورقية الحارقة من الانطلاق نحو الأراضى المحاذية للحدود مع غزة، مستخدمة سياسة التلويح بالعصا والجزرة.

فى السابق كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعارض سياسة المساس بالمساعدات الإنسانية التى تدخل للقطاع التى ستؤدى إلى مزيد من التدهور المعيشى لأهالى غزة وتكون عاملاً أساسياً للتصعيد وتعزيز فرص المواجهة، أما اليوم فتطالب قيادات الجيش الحكومة الإسرائيلية بالشروع فى إجراءات تضييق إضافية للضغط من خلالها على سكان غزة استعداداً لسيناريوهات مختلفة فيما يتعلق بالتصعيد العسكرى، بدءاً من عملية عسكرية تستمر لأيام تستهدف خلالها مواقع استراتيجية لحماس وانتهاءً باحتلال شامل للقطاع، وشن العملية العسكرية يأتى تحت وطأة الضغوط الجماهيرية الإسرائيلية، التى دفعت بالمؤسسة الأمنية إلى تغيير استراتيجيتها والمطالبة بالاستفادة القصوى من الحصار والتضييق على سكان القطاع وإغلاق المعابر والحواجز وتقليص مساحات الصيد فى محاولة للحد من الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التى يتم إطلاقها من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

«العصا والجزرة» الإسرائيليتان تلاحقان أحلام الفلسطينيين، وفى الجهة الأخرى من العالم يدور النقاش حول تطبيق «صفقة القرن» شئنا أم أبينا، «ترامب» يتفق مع «بوتين» ويشيد به ويتراجع عن تصريحاته بعد سويعات من النفى المستمر حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية. هذا رئيس يليق بأكبر دولة فى العالم! أما بوتين فيستعد للتساهل وغض النظر عن التجاوزات الإسرائيلية فى سوريا والتخفيف من سياسات بلاده تجاه إيران وحزب الله والمساهمة فى إنجاز صفقة القرن إرضاءً لأمريكا وإسرائيل، فى مقابل عدم التدخل فى ملف أوكرانيا، أما الفلسطينيون، فهم فى متاهة الصراع غائبون يتنازعون فى جنون.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى «الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

"يوتيوب" يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية
  مصر اليوم - يوتيوب يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة

GMT 11:17 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هنادي مهنا وجميلة عوض ومي الغيطي مراهقات في «بنات ثانوي»

GMT 02:15 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة جريئة لكنزي عمرو دياب في أحدث ظهور لها

GMT 01:50 2019 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

محمد فؤاد يؤكد على حبه للجيش وللشعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon