توقيت القاهرة المحلي 00:22:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زغاريد فى العزاء!

  مصر اليوم -

زغاريد فى العزاء

بقلم - محمد أمين

قطعاً هو مشهد مهيب.. وقطعاً هناك خصوصية يتميز بها مشهد وداع البطل.. فلا تستغربوا أن تسمعوا الزغاريد، ولا تندهشوا أن تسمعوا الهتافات مع صيحات البكاء.. أم ثكلى تبكى وتزغرد فى الوقت نفسه.. تبكى على فقد ابنها وفلذة كبدها، وتزغرد لأنه سوف يزف إلى الجنة.. ومئات الآلاف يبكون لأنه ضحى بنفسه كى نعيش.. والآن يزفونه فى علم مصر!

الكل يتسابق كى يلمس جثمان الشهيد.. يحاول أن ينال شرف حمله والسير فى جنازته.. إنه الابن والأخ والبطل.. كان «مشروع شهيد».. عاش ودوداً جميلاً يخدم أهله.. ويرتبط معهم برباط جميل.. حين تتفحص صوره تعرف أنه فعلاً «ابن موت».. فكيف كان عند أمه وأبيه وزوجته وبنيه؟.. كيف كان عند أصحابه؟.. هكذا كان «مصطفى» ينتظر لحظة الشهادة!

الآن يبكيه الرجال.. والآن تبكيه النساء ويزغردن فى وداعه.. من أين جاء هؤلاء بكل هذا الصبر؟.. إنه اليقين بأنه لم يمت.. اليقين بأنه حى يرزق.. يسمعهم ويراهم.. وسيمضى إلى حياة أفضل ألف مرة.. إنه قد حجز مقعده فى الجنة.. أصبح شفيعاً لأمه وأبيه.. تكريم كبير، فوق تكريمنا له بجنازة رسمية يتقدمها المحافظ وجنازة شعبية «كبرى» يسير فيها الآلاف!

لقد أنقذ الشهيد مصطفى عبيد مئات المصلين من الأقباط.. وانقذ مئات مثلهم من المسلمين.. فلم تكن هذه القنابل لتختار المسيحيين فقط فى كنائسهم.. كانت ستنسف كل من يقابلها، واختار مصطفى أن يكون هو الشهيد.. دفع حياته بكل الرضا.. عاش كريماً ومات كريماً فانتفضنا جميعاً لتكريمه.. فأراد أن يوجه لنا رسالة بالوحدة فى آخر لحظة من لحظات حياته!

إنها رسالة موجهة.. قوتنا فى وحدتنا، قوتنا فى التفافنا حول الوطن، قوتنا فى مواجهة الإرهاب الأسود.. هذا إمام المسجد والمؤذن، وهؤلاء هم طلاب الأزهر أول من طاردوا الإرهابى للفتك به.. وهم أول من أبلغوا عن العبوات الناسفة.. وتم إبلاغ الشرطة لتفكيك القنابل.. إلا أن إرادة الله كانت وراء سقوط «مصطفى» شهيداً فى «ليلة عيد الميلاد»، وهى ليست كأى ليلة!

إنها فرصة لنجدد العهد معاً على الثأر للشهداء.. ونجدد العهد لمطاردة الإرهابيين الظلاميين.. وكانت الجنازة إشارة ورمزاً لهذا العهد.. وكانت الهتافات تندد بالجناة.. هكذا أصبحنا على قلب رجل واحد للدفاع عن الوطن والثأر للشهداء.. نبكى نعم.. ونزغرد نعم.. لكننا لا ننسى أن نتوحد لحماية الوطن.. نهتف فى وجه الإرهاب الأسود.. فليسقط الإرهاب والإرهابيون!

بالتأكيد فإن كل ضابط «مشروع شهيد».. هو وحده من يستحق الزغاريد.. فلا تنسوا شهداءكم الأبطال.. ولا تخافوا أبداً وفيكم رجال مثل مصطفى وغيره من أبناء جيشنا العظيم وشرطتنا الباسلة!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زغاريد فى العزاء زغاريد فى العزاء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل

GMT 23:03 2021 الأحد ,30 أيار / مايو

تألقي بمكياج صيفي ناعم على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon