توقيت القاهرة المحلي 08:32:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة أم الشرطة؟!

  مصر اليوم -

الثورة أم الشرطة

بقلم - محمد أمين

هل نحتفل هذه الأيام بعيد الثورة، أم نحتفل بعيد الشرطة؟.. وبماذا تحتفل الدولة؟.. عن نفسى لا أجد مشكلة فى الاحتفال بعيدى الثورة والشرطة.. عيد الشرطة فى هذا التاريخ يسبق الثورة.. وقد كانت الدولة موفقة حين قررت يوم الخميس 25 يناير إجازة رسمية بمناسبة الثورة والشرطة.. لكنها عملياً تحتفل بالشرطة، ولا تفتتح أى مشروعات بمناسبة عيد الثورة!.

فمصر غالباً لا تحتفل بعيد 23 يوليو، ولا تحتفل بعيد 6 أكتوبر، ولا تحتفل بعيد 30 يونيو، بمعنى أنها لا تفتتح فيها المشروعات، وإنما تحتفل بيوم إجازة، ولو أنها كانت تعمل فى هذه الأيام لكان هذا هو الاحتفال الذى يليق بالثورة والنصر.. وبالمناسبة مصر لا تتجاهل 25 يناير لحساب 30 يونيو.. ولا تتجاهل الثورة لحساب الشرطة.. هكذا تتصرف رسمياً!.

ودعونى أقل إذا كانت الثورة قد اندلعت لتعدل «المايل»، وقدمت آلاف الشهداء، فإن الشرطة قد دفعت الثمن غالياً لتحمى الوطن أصلاً، وقدمت آلاف الشهداء أيضاً ومازالت.. إذن لا ينبغى أن نطرح السؤال بالطريقة السابقة «الثورة أم الشرطة؟».. فالثورة لا تتعارض مع الشرطة أبداً، والذين كانوا يريدون هدم الشرطة ليسوا ثواراً، وإنما هدفهم إسقاط الدولة!.

فليس صحيحاً أن الثورة كانت على جهاز الشرطة، وليس صحيحاً أن العداء كان بين الثورة والشرطة.. الذين اخترعوا هذا العداء كانوا يريدون أن يهدموا الشرطة، وبدا ذلك يوم 28 يناير.. ورأيت على كوبرى الجلاء من يدمر آليات ومدرعات الشرطة، وفى هذه اللحظة ابتعد الثوار الحقيقيون عن المشهد ورفضوا وتدخلوا لحماية الجنود سائقى المركبات الشرطية!.

الثورة كانت حالة نادرة لم نشهدها من قبل.. شباب يأكلون البقسماط والفلافل.. وشباب فى خدمة الميدان والسيدات، وشباب يكنسون الشوارع، وأقباط يحرسون المسلمين فى أثناء الصلوات.. هكذا كانت مصر تأكل فى طبق واحد.. والقصص لا تنتهى.. حالة حب جمعت بين أبناء الوطن من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وكانت مضرب الأمثال للعالم!.

كنا مستعدين للتضحية بلقمة عيشنا من أجل «مصر الجديدة».. وكنا جاهزين لنعمل عشرين ساعة فى اليوم.. كنا فى حالة عشق لافتة.. ربما كانت هناك تكلفة رهيبة، وهذا صحيح.. على الأقل لأننا لم نعمل قرابة شهر.. توقفت آلة الإنتاج والصناعة والزراعة.. تصور البعض أن الأموال سوف تهبط علينا من السماء.. انتظرنا كى نتقاسم حظوظنا فى أموال مبارك المهربة!.

وفى عيد الثورة، نجح «الإعلام» فى تصحيح العلاقة بين الشعب والشرطة.. واستعادت الشرطة مكانتها. إنه نفس الإعلام الذى «تشكو» منه الدولة وتدمره.. نفس الإعلام الذى جعل الناس تبكى شهداء الشرطة.. وهو الذى يجعلنا نحتفل اليوم بعيدى الثورة والشرطة معاً!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة أم الشرطة الثورة أم الشرطة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon