توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفتاح الشخصية!

  مصر اليوم -

مفتاح الشخصية

بقلم : محمد أمين

عندما كتبتُ عن شخصية عباس العقاد، على هامش زيارتى لأسوان الجميلة، فاتنى أن أكتب عن مفتاح شخصية العقاد نفسه، وهو الذى استخدم هذا المنهج فى سلسلة العبقريات.. ولكننى أستطيع أن أستخدم المنهج نفسه أيضًا فى كتابة هذا المقال.. فيمكن القول إن الدكتور مصطفى مدبولى يتميز ببساطة شديدة استطاع صاحب محل العصير أن يكتشفها وحده!.

فقد ذهبتُ إلى محل العصير الذى زاره رئيس الوزراء.. وكنت أتصور أنه محل على الكورنيش، فإذا به داخل السوق.. وقد ذهب إليه مصادفة فى جولة حرة لاكتشاف حركة البيع والشراء، وتشجيع أبناء أسوان، فإذا بصاحب المحل يتكلم عن بساطته وتواضعه، كأول مسؤول يدخل السوق بلا حراسة، فى حين كان المسؤولون يكتفون بالمرور على «شارع الكورنيش» فقط!.

وحين مازحت صاحب المحل عما إن كان العصير الذى تناوله رئيس الوزراء مخصوصًا أم لا؟.. قال: لا والله.. وحين قلت له هل دفع الثمن أم أنه شرب وشكر؟.. قال: دفع أكثر منك.. فقلت له: هل التقطت معه صورة؟.. قال: لا للأسف.. لقد أخذنى الموقف.. ولم أكن أتخيل أن يكون رئيس الوزراء عندى بلا ترتيب.. ومرت المناسبة، لكنه متواضع، وابن ناس ربنا يكرمه!.

ولا أحد ينكر ما قاله صاحب محل العصير على رئيس الوزراء، فهو رجل بسيط فعلًا ومتواضع وبلا شِلّة.. وأغلب الظن أنه لو بقى عشر سنين فى الحكم ثم خرج منه فسيخرج كما دخل، بلا شِلّة ودون أن يشكل مراكز قوى.. ستكون عودته إلى بيته أجمل الأيام.. وهى مسألة يعرفها الرئيس، ولذلك يتمسك به أكثر.. لأنه يعمل فى مكانه، دون شِلَلِية، ودون أن يدير بالوقيعة!.

هذا هو مفتاح الشخصية الذى آخذه من عباس العقاد.. التحليل النفسى مهم لمَن تكتب عنه، وإلا يصبح ما نكتبه «إنشاء» لا معنى لها.. وإذا كان لى أن أتحدث عن شخصية الرئيس أيضاً، فبالتأكيد هو شخص قيادى تعلم من خدمته الطويلة فى الجيش فكرة المفاجأة والمبادأة.. كأنه فى حالة حرب.. فقد استعد لما بعد يوليو بسحب «الاستشكال» على حكم أصحاب المعاشات!.

وقد كان لهذا القرار أثره النفسى البالغ على الملايين من أصحاب المعاشات، كما كان يعنى أنه لا ينتظر آثار قرارات يوليو على الناس ثم يتخذ القرار فيما بعد.. إنها القيادة التى تنتصر لدولة القانون.. وتستخدم الأدوات فى توقيتاتها بالضبط.. وأظن أن الرئيس قد رجع من منتدى الشباب وهو يستعد لفترة أكثر سخونة، أولها التعديلات الدستورية، وثانيها مداواة قرارات يوليو!.

والخلاصة أنك أمام رئيس وزراء بسيط ومتواضع، وهى صفات مهمة لرئيس حكومة فى بلد مثل مصر.. كما أنك أمام رئيس «فايتر» لا ينام ويحسب كل شىء وردود الأفعال، ولم يكن غريبًا أن يصدر قرارًا بالعفو عن الغارمات فى عيد الأم، وقرارًا آخر لترضية أصحاب المعاشات!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتاح الشخصية مفتاح الشخصية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon