توقيت القاهرة المحلي 10:04:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سترة البنات

  مصر اليوم -

سترة البنات

بقلم : محمد أمين

من أهم الموضوعات التى تؤرق المجتمع كله والأسرة تحديدًا موضوع «سترة البنات».. بعض الناس فى القرى يجهزون العروس بأكثر من تجهيزها فى المدينة حتى لو استدانوا.. ثم نفاجأ بأننا أمام آلاف الغارمات وقد أصبحن فى السجون.. ثم يعيش المجتمع حالة «صعبانية»، وتقوم الجمعيات بسداد قيمة العفش لإطلاق سراح الغارمات من السجون، وتنتهى مشكلة عدة غارمات، ولم تعالج المشكلة حتى الآن من جذورها، عن طريق التنوير وتغيير ثقافة المجتمع!.

الأصل هو إعادة بناء الثقافة المجتمعية، وتعليم الناس أن المغالاة فى المهور تضر الجميع.. وأن كل فتاة تتزوج على قد حالها، فبالتأكيد العريس يأتى وهو يعرف ظروف الفتاة، فلماذا تشترى الفتاة 80 جلابية و40 فوطة وسبعين قميص نوم؟.. ولماذا يتم تجهيز البنت الواحدة بربع مليون جنيه؟.. هل تشترى الأجهزة لخدمة أحفادها؟.. هل يصح أن تشترى العروس ثلاجتين وغسالتين وأربع شاشات تليفزيون.. وهم فى النهاية لا يملكون نصف هذا المبلغ؟.. هل يصح أن تستر الأم ابنتها ثم تذهب إلى السجن؟.. أى عقل هذا؟!.

المُلاحَظ أن الشباب الجامعى يرضى بأقل القليل، ويتزوج بغرفة نوم وأنتريه، وبدون نيش، فى شقة إيجار، بينما الفتاة الريفية تفرش خمس غرف، وتجدد عفش حماتها أيضًا.. ما هذا التبذير، وأى منطق فى هذا كله، مع أن الأسرة لا تملك ربع هذا العفش؟!.. لقد قرأت أن عروسًا من الفلاحين اشترت ملابس تكفى عشر سنوات، مع أن الموضة ممكن تتغير، ومع أن وزنها نفسه بالتأكيد سيتغير بعد الحمل والولادة.. ومعناه أن ما اشترته وهى بنت قد لا يصلح لها وهى زوجة، فماذا تفعل بثمانين جلابية، وماذا تفعل باثنتى عشرة بطانية، وسبعين قميص نوم؟!

هل نحن شعب «مظهرى»، ولماذا يعاير البنات بعضهن ويتعاملن بطريقة المحاكاة؟.. وكيف تقبل البنت دخول عش الزوجية على حساب الأم الغارمة، التى تدخل السجن؟ وكيف تشعر بفرحتها؟.. باختصار، «سترة البنات» ضرورة ولكن ليس على حساب الأم أو الأب بأى حال من الأحوال!

أين رجال الدين وعلماء الاجتماع؟.. هل المجتمع لم يعد يقبل عظات رجال الدين، بعد أن ظهروا وهم يركبون أحدث السيارات ويسكنون أفخم الشقق وأفخر الفيلّات؟.. هل ينبغى أن تتدخل الدولة فى تحديد المهور، ولو بعدم مساعدة الغارمات مرة أخرى؟.. بالتأكيد كل أم عندها أكثر من بنت، وإذا ساعدتها الدولة وأهل الخير مرة، فينبغى ألا تحصل نفس الغارمة على مساعدة أخرى، لكى تتعامل مع بناتها بطريقة عادلة! بالطبع لست ضد مساعدة أهل الخير للفقراء أبدًا.. المساعدة الحقيقية تكون بتقديم التوعية والتثقيف.. حكمة: علِّموهم الصيد ولا تعطوهم السمك.. علِّموا أبناءهم القناعة والرضا. الشباب المتعلم الآن رفع يافطة «لا نيش ولا ستاير ولا سجاد».. ويستمرون فى التجهيز حتى بعد الزواج، ويؤخرون الإنجاب خمسة أعوام.. فقط لأنهم يشعرون بالمسؤولية.. وأخيرًا، هذه القضية ينبغى أن تكون قضية مجتمع، بإعلامه وثقافته وتعليمه وجمعياته!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سترة البنات سترة البنات



GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:21 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة
  مصر اليوم - بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

اليوم ينصحك الفلك ألا تعلن أخبارك ولا تتكلم عن حياتك

GMT 16:11 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

فيسبوك تسلك طريق أكثر تشدد بشأن شفافية الإعلانات

GMT 13:54 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لاختيار أفضل عباءة شتوية للتمتع بالأناقة والدفء

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفال بمرور 18 عامًا على إقامة متحف النوبة في أسوان

GMT 02:18 2016 الخميس ,02 حزيران / يونيو

الاعلان عن قائمة منتخب بلجيكا في "يورو 2016"

GMT 15:03 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل تاجري مخدرات جراء مشاجرة بينهما في الشرقية

GMT 14:43 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

أبراج تدعمك وتقف بجانبك في المواقف الصعبة

GMT 15:49 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ضربة موجعة لـ منتخب بلجيكا قبل انطلاق يورو 2020

GMT 08:07 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

مصر تسجل 40 وفاة و641 إصابة جديدة بكورونا

GMT 17:37 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

افتتاح مشروعا ضخمًا "للأسماك" في مدينة بورسعيد

GMT 15:08 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

مصطفى فتحي يشارك في تدريبات سموحة استعدادا لبيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon