توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسهام العربي في المعرفة!

  مصر اليوم -

الإسهام العربي في المعرفة

بقلم : محمد أمين

عرفنا تاريخيًا أنه كان هناك إسهام عربى كبير فى الإنتاج المعرفى العالمى.. أيام ابن الهيثم وابن سينا وابن النفيس وابن رشد.. وكل هؤلاء معروفون عالميًا وشهرتهم تملأ الآفاق.. السؤال الآن: هل هناك إسهام عربى حاليًا فى الإنتاج المعرفى العالمى.. أم أن الشعوب العربية تعيش على ما ينتجه الغرب من علوم ودواء وأمصال، خاصة فى ظل جائحة كورونا؟.. هذا سؤال طرحه نخبة من المفكرين فى سفر كبير نشرته مكتبة الإسكندرية واهتمت به.. فإلى أى مدى تستفيد الشعوب بالبحث العلمى الذى تموله؟.. وهل هذا العلم مفيد للبشرية أم ضار جدًا بالصحة؟!

يقول الدكتور مجدى يوسف، أحد مؤلفى كتاب الإسهام العربى، إن هذه العلوم قد تنفع عامة الناس، لكنها أيضًا قد تضرهم، بل قد تؤدى لكوارث عامة تدفع ثمنها عامة الشعوب، مع أنها الممولة الأصلية لذلك البحث العلمى، كما حدث بالنسبة لهيروشيما وناجازاكى مثلًا، ومن هنا كتب «دورينمات» مسرحيته الشهيرة «علماء الطبيعة»، التى ينحو فيها باللائمة على هؤلاء العلماء، ويُعِدُّهم «وحوشًا كاسرة يجب أن توضع وراء القضبان»!

ويرى «يوسف» أن «اللوم لا يجب أن يوجه لعلماء الطبيعة، وقياسًا عليهم فى كافة التخصصات الدقيقة الأخرى، وإنما على التوجه العام للبحث العلمى والتعليم، ليس فقط فى مصر والعالم العربى، وإنما فى عالم اليوم على وجه العموم. إنما ندعو فى هذا العمل للصدور فى كل تخصص، مهما دقت تفرعاته وتشعبت، عن السعى لإشباع حاجة المجتمعات المحلية التى تنفق موضوعيًا على البحث العلمى، إلى ما يحقق لعامة الناس فى تلك المجتمعات المحلية حياة أفضل وأقل معاناة».

ويضيف: «لابد أن تحرص الإدارات الوطنية على تشجيع سياساتها الداعمة للبحث العلمى والتعليم. وأن يتكون فى كل من المجتمعات المحلية، مهما صغرت، فريق من الباحثين فى كافة التخصصات، يسعون بصورة جماعية لإيجاد حلول ومن ثم حياة أفضل وأنقى من التلوث بأنواعه المادية والفكرية لتلك المجتمعات، من خلال مقارنة حلولها المحلية بتلك التى توصلت إليه المجتمعات الأخرى فى سياقاتها المختلفة من نتائج، وذلك ليس لتبنيها، وإنما لاختبار مدى مصداقيتها بالرجوع لحلول المجتمع المحلى التى يجب أن تكون منطلقًا لتطويرها من داخلها، وليس بإحلالها بما توصل إليه الآخرون مهما بلغوا من تطور، (وهو ما أثبته فى مجال العلوم الطبيعية فى هذا الكتاب كل من الدكتور رؤوف حامد فى علم الأدوية، والدكتور حامد الموصلى فى هندسة الإنتاج). وهو ما قدمه المهندس حسن فتحى فى العمارة، وراسم بدران فى الأردن من تطويره لمبادئ حسن فتحى ونشرها فى المجال ذاته، وهو ما يناقشه فى هذا الكتاب علماء مخضرمون من جامعات أوروبية وأمريكية عريقة، معترفين بأهمية ما تعلموه من الإسهامات التى قدمها باحثونا المصريون والعرب فى هذا العمل الجماعى بالضرورة».

وأخيرًا، ما علاقة العلم المعاصر والأدب العربى المعاصر بالغرب، وهل يأتى فى حالة انصياع للغرب، أم أنه يؤثر فيه ويتأثر به؟.. هذا هو السؤال الذى يبحث عن إجابة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسهام العربي في المعرفة الإسهام العربي في المعرفة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon