توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى ذكرى الزعيم!

  مصر اليوم -

فى ذكرى الزعيم

بقلم : محمد أمين

سألت الكاتب الكبير جمال الغيطانى- رحمه الله- عن حبه للزعيم جمال عبد الناصر.. رغم اعتقاله فى عهده.. وتعرضه للإهانات فى المعتقل كما ذكر.. سكت برهة كأنه يحاول تبرير هذا الحب وهذا الانتماء.. ثم قال: عبدالناصر كان عنده مشروع وطنى، ومشروع إنسانى، ومشروع اجتماعى.. قلت: ولكنه لم يكن عنده مشروع للحريات والديمقراطية.. قال: الإخوان كانوا السبب... تذكرت هذا أمس فى ذكرى وفاة الزعيم ناصر الموافق 28 سبتمبر!

وكأن «الغيطانى» قد تسامح مع عبدالناصر، ولكنه لم يتسامح مع الرئيس السادات بالقدر نفسه، رغم أن مصر انتصرت فى 6 أكتوبر.. وربما لأن السادات وقع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكان يشارك الغيطانى فى ذلك ناصريون كثيرون.. أهمهم على الإطلاق الإعلامية فريدة الشوباشى.. التى أحبت عبدالناصر ودافعت عنه أكثر من أبنائه الذين جاءوا من صلبه.. فريدة أيضاً زوجها الكاتب على الشوباشى اعتقل فى عهد عبدالناصر، ولكنها تسامحت معه وغفرت له!

فهل كان مشروع عبدالناصر الوطنى هو السبب فى تسامح المثقفين معه؟ واعتبروا فترة الاعتقال فترة بناء الشخصية، وكان معتقل القلعة بمثابة الجامعة التى جمعت المصريين، شباباً ومثقفين، وخرجوا منها كأنهم تخرجوا فى الجامعة، فكتبوا من الإبداع شعرًا ونثرًا، وأصبحوا فيما بعد كتابَ مصر وشعراءها!

وأذكر أننى سألت الغيطانى أيضاً عن سر حماسه للرئيس السيسى، فقال إنه صاحب مشروع مثل عبدالناصر وجاء فى ظروف أصعب منه وحافظ على هوية مصر من تشويهها، وطرد الإخوان إلى غير رجعة، وسيكون ذلك بداية لكى تسترد مصر عافيتها وشبابها.. وأظن أن الغيطانى لم يكن يخشى أحداً وكان يتمتع بطيبة قلب نادرة، وكان يتميز أيضاً بأنه صاحب رأى لا يعرف المهادنة ولا المداهنة، فهو صعيدى لا يهاب أحداً ومعاركه الصحفية تشهد عليه، فيما يعتقد أنه الحق!

وعلى ذكر الأسئلة وتحقيق المواقف، سألت الوزير فاروق حسنى عن الغيطانى، وقد خاض ضده معارك ضارية، فقال الوزير إنه طيب القلب.. فلما عرف بالحقيقة تراجع وتصالحنا.. والغيطانى نفسه قال لى إن فاروق حسنى هو أحسن وزير ثقافة جاء إلى مصر حتى الآن.. أى إلى ما قبل وفاة الغيطانى- رحمه الله!

ولو كنت أنت ممن أتيح لهم الاستماع إلى بعض المعتقلين فى سجن القلعة، لقالوا لك عنه أشياء يشيب لها الولدان، فقد أطلقوا عليه «شواية السياسيين» وكنا نسمع حكايات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ثم حكايات الغيطانى وصلاح عيسى وغير هؤلاء وكأننا معهم داخل المعتقل.. وكانوا يسخرون منه ومن زبانيته!

ومما سجلوه عن سجن القلعة أنه «باستيل مصر» كما أنه يضم 42 زنزانة، و8 غرف تعذيب.. وقالوا فيه كلاماً كثيراً.. لكنهم تسامحوا فى النهاية مع عبدالناصر، لأنه كان لديه مشروع وطنى.. حسب كلام الغيطانى لى.. فلماذا لم يتسامحوا مع السادات مع أنه صاحب النصر العظيم، الذى رد الاعتبار لكل العرب، وليس المصريين وحدهم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى ذكرى الزعيم فى ذكرى الزعيم



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon