توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللمسات الأخيرة!

  مصر اليوم -

اللمسات الأخيرة

بقلم : محمد أمين

توقفت، أمس، أمام تصريح وزير المياه الإثيوبى، الذى قال فيه «نضع الآن اللمسات النهائية مع مصر والسودان، على الاتفاق النهائى بشأن ملء سد النهضة».. وبين التعنت الإثيوبى والتصريح الأخير جهود جبارة قامت بها مصر، لعرض قضية مياه النيل بكل حُسن النية.. وأحالت الملف إلى مجلس الأمن.. وبيننا وبين هذا التصريح يوم واحد من جلسة مجلس الأمن، وساعات من انعقاد جلسة الاتحاد الإفريقى التى دعا إليها رئيس جنوب إفريقيا ورئيس الاتحاد لهذه الدورة!

وكنت من أوائل الذين دعوا إلى تدخل الاتحاد الإفريقى فى هذه القضية التاريخية.. وتساءلت: لماذا الكاف له خرابيش عن الاتحاد الإفريقى، ومتى يتساوى بالاتحاد الأوروبى؟.. ولماذا نحن أعضاء فى اتحاد لا قيمة له؟.. ولماذا يتخلى الاتحاد عن دوره فى حل قضية إفريقية؟.. إن إحالة الملف لمجلس الأمن يعنى موت الاتحاد الإفريقى، أكثر مما هو ميت!

ومساء الجمعة، انعقدت قمة مصغرة عبر خاصية الفيديو كونفرانس، برئاسة رئيس جنوب إفريقيا، لحل القضية، وهى مبادرة معتبرة منه شكرها الرئيس السيسى ودعا إلى تفعيلها، فى البيت الإفريقى، بحضور عدد من رؤساء كينيا والكونغو وهيئة مكتب الاتحاد الذى كانت ترأسه مصر، بحضور الدول الثلاث!

وخرج وزير المياه الإثيوبى ليقول: سوف نضع اللمسات النهائية على الاتفاق الثلاثى قبل ملء السد.. ولست أرى أنها لعبة جديدة أو «مناورة»، لأن إثيوبيا تعرف أن البديل هو مجلس الأمن، وهو ما قد يعرض إثيوبيا لاحتمالات أربعة، إما العودة للتفاوض وتوقيع اتفاق قبل الملء، أو إحالة الملف لمحكمة العدل الدولية، أو توقيع العقوبات، وكلها احتمالات تعرقل إثيوبيا فى الوقت الذى تقف فيه مصر إلى جوار تنمية إثيوبيا، بشرط التفاهم على الملء أولاً!

وبالتالى، فلا أرى هذا التصريح بالذات نوعاً من المناورة، وإنما هو تصريح يستوعب الحقيقة، ولا مجال للتلاعب أو التعنت كالمعتاد.. فقد دخلت الفاس فى الراس كما يقولون.. وأصبح على إثيوبيا الانصياع وإلا سوف يتم إهدار المليارات التى تم وضعها فى السد.. فقد كان موقف مصر صلباً وهى تبحث عن حقها، واستخدمت كل أوراق الضغط محلياً وإقليمياً ودولياً.. وأثبتت مصر حُسن نيتها تجاه إثيوبيا ورغبتها فى تنميتها اقتصادياً، دون إضرار بمصالح أحد، وأكد الرئيس تقدير مصر لحكمة الرئيس راما فوزا فى ظروف استثنائية بالغة الحساسية بالنسبة للقارة الإفريقية!

وأخيراً فقد أثبتت مصر أنها دولة متحضرة، ولديها الاستعداد الكامل للتفاوض من أجل تحقيق مصالح كافة الأطراف من خلال اتفاق عادل ومتوازن، والعودة الفورية لمائدة التفاوض للتوصل إلى اتفاق قبل ملء السد، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن، باعتباره جهة الاختصاص لأخذه فى الاعتبار!

وباختصار، أتمنى أن يكون للاتحاد الإفريقى دوره المهم، وليس انتظار مجلس الأمن.. وساعتها سيدخل التاريخ بدلاً من أن يتم دفنه للأبد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللمسات الأخيرة اللمسات الأخيرة



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon