توقيت القاهرة المحلي 21:50:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللمسات الأخيرة!

  مصر اليوم -

اللمسات الأخيرة

بقلم : محمد أمين

توقفت، أمس، أمام تصريح وزير المياه الإثيوبى، الذى قال فيه «نضع الآن اللمسات النهائية مع مصر والسودان، على الاتفاق النهائى بشأن ملء سد النهضة».. وبين التعنت الإثيوبى والتصريح الأخير جهود جبارة قامت بها مصر، لعرض قضية مياه النيل بكل حُسن النية.. وأحالت الملف إلى مجلس الأمن.. وبيننا وبين هذا التصريح يوم واحد من جلسة مجلس الأمن، وساعات من انعقاد جلسة الاتحاد الإفريقى التى دعا إليها رئيس جنوب إفريقيا ورئيس الاتحاد لهذه الدورة!

وكنت من أوائل الذين دعوا إلى تدخل الاتحاد الإفريقى فى هذه القضية التاريخية.. وتساءلت: لماذا الكاف له خرابيش عن الاتحاد الإفريقى، ومتى يتساوى بالاتحاد الأوروبى؟.. ولماذا نحن أعضاء فى اتحاد لا قيمة له؟.. ولماذا يتخلى الاتحاد عن دوره فى حل قضية إفريقية؟.. إن إحالة الملف لمجلس الأمن يعنى موت الاتحاد الإفريقى، أكثر مما هو ميت!

ومساء الجمعة، انعقدت قمة مصغرة عبر خاصية الفيديو كونفرانس، برئاسة رئيس جنوب إفريقيا، لحل القضية، وهى مبادرة معتبرة منه شكرها الرئيس السيسى ودعا إلى تفعيلها، فى البيت الإفريقى، بحضور عدد من رؤساء كينيا والكونغو وهيئة مكتب الاتحاد الذى كانت ترأسه مصر، بحضور الدول الثلاث!

وخرج وزير المياه الإثيوبى ليقول: سوف نضع اللمسات النهائية على الاتفاق الثلاثى قبل ملء السد.. ولست أرى أنها لعبة جديدة أو «مناورة»، لأن إثيوبيا تعرف أن البديل هو مجلس الأمن، وهو ما قد يعرض إثيوبيا لاحتمالات أربعة، إما العودة للتفاوض وتوقيع اتفاق قبل الملء، أو إحالة الملف لمحكمة العدل الدولية، أو توقيع العقوبات، وكلها احتمالات تعرقل إثيوبيا فى الوقت الذى تقف فيه مصر إلى جوار تنمية إثيوبيا، بشرط التفاهم على الملء أولاً!

وبالتالى، فلا أرى هذا التصريح بالذات نوعاً من المناورة، وإنما هو تصريح يستوعب الحقيقة، ولا مجال للتلاعب أو التعنت كالمعتاد.. فقد دخلت الفاس فى الراس كما يقولون.. وأصبح على إثيوبيا الانصياع وإلا سوف يتم إهدار المليارات التى تم وضعها فى السد.. فقد كان موقف مصر صلباً وهى تبحث عن حقها، واستخدمت كل أوراق الضغط محلياً وإقليمياً ودولياً.. وأثبتت مصر حُسن نيتها تجاه إثيوبيا ورغبتها فى تنميتها اقتصادياً، دون إضرار بمصالح أحد، وأكد الرئيس تقدير مصر لحكمة الرئيس راما فوزا فى ظروف استثنائية بالغة الحساسية بالنسبة للقارة الإفريقية!

وأخيراً فقد أثبتت مصر أنها دولة متحضرة، ولديها الاستعداد الكامل للتفاوض من أجل تحقيق مصالح كافة الأطراف من خلال اتفاق عادل ومتوازن، والعودة الفورية لمائدة التفاوض للتوصل إلى اتفاق قبل ملء السد، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن، باعتباره جهة الاختصاص لأخذه فى الاعتبار!

وباختصار، أتمنى أن يكون للاتحاد الإفريقى دوره المهم، وليس انتظار مجلس الأمن.. وساعتها سيدخل التاريخ بدلاً من أن يتم دفنه للأبد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللمسات الأخيرة اللمسات الأخيرة



GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:11 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

ماجد المهندس يعلن عن مشروع فنى جديد
  مصر اليوم - ماجد المهندس يعلن عن مشروع فنى جديد

GMT 00:46 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات طبيعية للشعر بمفعول الكيراتين

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الإفتاء المصرية تؤكد أن إنفاق المرأة فضل منها

GMT 14:21 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فلنتعلم من الطبيعة

GMT 22:24 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف حسم ريال مدريد صفقة ديفيد ألابا مجانًا

GMT 05:05 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بدء طرح كراسات شروط الإسكان الاجتماعي في مصر الأحد

GMT 18:08 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

رسميًا واتفورد يقيل فلوريس سانشيز من تدريب الفريق

GMT 15:07 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

أحدث موديلات فساتين السهرة للمحجبات في 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon