توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلاج ليس بالفتاوى!

  مصر اليوم -

العلاج ليس بالفتاوى

بقلم : محمد أمين

كيف تعامل العالم مع كارثة كورونا؟.. وكيف تعاملنا معها؟.. هناك من قطع خطوط التواصل مع الصين براً وبحراً وجواً.. وعندهم حق.. وهناك من اكتفى بالصراخ فقط.. وفريق آخر ننتمى إليه بدأ يتكلم عن شرب الينسون والكراوية.. وهناك من تحدث عن ماء الوضوء، والوضوء خمس مرات، فهؤلاء لا يقربهم كورونا أبداً.. بدعوى أن الفيروس يتساقط مع الماء!

هناك فريق دخل المعامل لإيجاد حل.. وفريق راح يدخل الصوامع والمساجد ليدعو بالشفاء.. مع ملاحظة أننى لست ضد الدعاء لرفع البلاء، ولكن الدعاء وحده لا يكفى.. لأن الله سبحانه يعلمنا التوكل الصحيح بأخذ الأسباب، وإلا يكون نوعاً من التواكل الذى لا يقبله الله ولا رسوله!.. الله يأمر بالعلم لإنقاذ البشر، ويعتبر العلماء ورثة الأنبياء.. ولم يكن يقصد علماء الدين أبدا!

فهل يعقل أننا مازلنا كما نحن، نتكلم بعد كل هذا العلم عن الرقية والحجاب فى مواجهة طاعون العصر؟.. كل ما شغلنا هل المتوفى شهيد أم لا؟.. كان أولى بنا أن ندخل المعامل ونبحث عن طريق للعلاج، وليس الاكتفاء بشرب الينسون والجنزبيل.. وماء الوضوء.. فماذا يفعل غير المسلمين.. نحن نتحدث عن علاج للبشر، وإذا كان الفيروس يتساقط مع الماء، فلا توجد مشكلة!

ومن المهم أن نستطلع رأى العلماء وليس دار الإفتاء.. وما علاقة المشايخ بوباء عالمى؟.. وما علاقة كورونا برجال الدين أياً كانت عقيدتهم؟.. وأياً كان المذهب الذى ينتمون إليه؟.. مفترض أن تتحرك فرق البحث العلمية لمحاصرة الفيروس الغامض، وليس رجال الدين.. من المفترض أن يكون هناك عقار وليس فتوى.. ولا يصح أن تصدر أى فتوى من أى نوع!

مكافحة العدوى تحدث فى المعامل وليس فى المساجد.. ولا يعنى ذلك أن نلغى المساجد (لمن لا يفهمون الأمور فى سياقها الصحيح).. الكلام لا يعنى إما الأبيض أو الأسود.. إما هذا أو ذاك.. نريد شوية تفكير.. شوية عقل ليس مجرد شعوذة ونصب ودجل.. شرب الماء فى كل الأحوال مهم.. وشرب الدواء أهم.. معلوم أن الحلوق الجافة عرضة لنقل العدوى.. ولكن الدواء أهم!

يا سادة: ما كان يصلح أيام الرسول لا يصلح الآن.. الأمراض نفسها تتحور وتتطور بيولوجياً.. فلا يصح أن نكتفى بالدعاء لطرد كورونا وغيرها.. إن الله لا يرفع الطاعون بالدعاء عليه.. إنما يرفعه بما يقدمه العلماء من عقاقير وأدوية وأبحاث علمية لتكون السبب فى صرف البلاء.. فكروا فإن التفكير نعمة أنعم بها الله على عباده، وطالبهم بأن يتفكروا ويتدبروا.. وقال سبحانه أفلا يتفكرون؟.. فكروا تصحُّوا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج ليس بالفتاوى العلاج ليس بالفتاوى



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon