توقيت القاهرة المحلي 16:16:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صنعة توجيه الرأي العام

  مصر اليوم -

صنعة توجيه الرأي العام

بقلم : أمينة خيري

ترتيب الأخبار فى نشرات الأخبار يعكس أهميتها. وهو ترتيب يظل فى العالم كله حائرًا بين معيارين: الأول الأهمية المجردة للأخبار، والثانى الطريقة المراد بها تشكيل الرأى العام وتوجيهه.

وبالمناسبة فإن توجيه الرأى العام وتشكيله ليس عيبًا أو حرامًا. لكنه فن يتسع للابتكار. كما أنه صنعة لها أصول. وأول قاعدة هى تجنب السفسطة مع المنطق. فقواعده فى مشارق الأرض ومغاربها لا تغيرها نظم سياسية، أو مصالح اقتصادية، أو حتى أفكار أيديولوجية. والقاعدة الثانية هى أن جرعات الأخبار اليومية تلعب دورًا رئيسيًا فى تشكيل وتغيير وتثبيت الأفكار والمشاعر والتصرفات. والقاعدة الثالثة هى أنه فى العام الـ19 من الألفية الثالثة، يتشكل جانب كبير مما سبق من مواقع التواصل الاجتماعى بأنواعها، وعبر إعادة تدوير ما يدور فيها.

هذه المقدمة الطويلة العريضة الغرض منها القول بأن بث خبر العبوة الناسفة التى استهدفت باصًا سياحيًا فى محيط المتحف المصرى الكبير يوم الأحد الماضى ثانى أو ثالث خبر فى نشرات الأخبار فى ذلك اليوم لم يكن موفقًا على الإطلاق. ونحمد الله كثيرًا ونشكره لعدم وقوع وفيات أو إصابات كبيرة. كما نثنى على ما قامت به وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط من اصطحاب مجموعة من السياح الذين كانوا على متن الباص فى جولة فى منطقة الأهرامات بعد الحادث بقليل، وهو تصرف بالغ الذكاء والحنكة. والصور التى التُقطت هناك كانت أبلغ من ألف شجب وإدانة، أو تأكيد على أن مصر آمنة، إلخ. لكن تأجيل بث الخبر نفسه فى النشرات ليبدو وكأنه ليس مهمًا أو دالاً على فداحة، لم يكن قرارًا موفقًا. ليس هذا فقط، بل إن مثل هذه القرارات- التى مما لا شك فيه تنبع من حسن نية ورغبة حقيقية فى تقليل الآثار السلبية- تتحول إلى سلاح حاد وفعال فى أيادى الأعادى.

وإذا كنا نعانى الأمرين من تهويل وتربص من قبل مؤسسات إعلامية دولية أخذت على عاتقها منذ عام 2013 استخدام الميكروسكوب للتنقيب عن كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بمصر وقيادتها السياسية عبر النفخ فى كل كبيرة وصغيرة، معتمدة على إرثها المهنى وسمعتها الإعلامية والمهنية الطيبة، فإن وأد أخبار مصر المهمة والتأكيد المبالغ فيه على أن «كله تمام» وأن الحادث كأن لم يحدث، يلحق بنا ضررا أكبر.

وإذا كان الغرض هو مخاطبة الرأى العام المصرى، فكما ذكرنا هو يتشكل فى جانب غير قليل منه عبر ما ينشر فى وسائل التواصل الاجتماعى. وإذا كان الغرض هو مخاطبة الرأى العام العالمى، فهو لا يقرأ صحفنا أو يشاهد قنواتنا، لكن يرصدها وينتقد منهجها وأحيانًا يسخر من فكرها وأسلوب تدوير محتواها.

مرة أخرى تشكيل الرأى العام وتوجيهه صنعة، منها ما يتسم بالجودة ومنها ما يعانى من ضيق الأفق وقصر النظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صنعة توجيه الرأي العام صنعة توجيه الرأي العام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon