توقيت القاهرة المحلي 03:24:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ لا يكتبه النشطاء!

  مصر اليوم -

التاريخ لا يكتبه النشطاء

بقلم - حمدي رزق

تكريم العظماء فى الندوة الثقافية احتفالا بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر العظيم، من تقاليد المؤسسة العسكرية المصرية الراسخة، مؤسسة عالية المقام تعرف منجزات قادتها العظام حق المعرفة، وكلٌّ دوره محفوظ فى سجلاتها التاريخية، تنزلهم منازلهم.

المؤسسة العسكرية المصرية ذات تقاليد عريقة، وعندما تكرم الأبطال، تتحدث بوعى تاريخى، وتخوض معركة الوعى متسلحة بالحقائق على ضفاف القنال التى شهدت طرفا من عبقريات قادة أكتوبر العظام، منهم من قضى نحبه راضيا مرضيا، ومنهم من ينتظر راضيا مرضيا.

التاريخ يكتبه المنتصرون، يكتبه من خاضوا غمار الحرب، واكتووا بنارها، وتحملوها صامدين، وفازوا بنصر أو شهادة، الحرب ليست نزهة خلوية، لكنها تضحيات جسام.

نعم التاريخ يكتبه المنتصرون، كما قال رئيس الوزراء البريطانى التاريخى «ونستون تشرشل» ونضيف، ولا يكتبه النشطاء كما يحاولون فى الفضاء الإلكترونى انتقاصا من أدوار تاريخية بثأرية سياسية.

حقا، الرئيس السادات صاحب أعظم قرارات العسكرية المصرية فى تاريخها الحديث، شاء من شاء وأبى من أبى، والفريق سعد الشاذلى رئيس أركان نصر أكتوبر المجيد، شاء من شاء وأبى من أبى، والرئيس مبارك صاحب «الضربة الجوية» العظيمة شاء من شاء وأبى من أبى، والمشير محمد حسين طنطاوى بطل معركة «المزرعة الصينية»، وسجل اسمه بين قادة أكتوبر العظام، شاء من شاء وأبى من أبى.

حكم التاريخ لا يرتهن بأحكام النشطاء، والنشطاء يتبعهم الغاوون، اشمئناط النشطاء من الاحتفاء بالمجهود الحربى للرئيس مبارك فى ذكرى مرور نصف قرن على العبور العظيم، وإلقاء التراب على منجزه العسكرى، لا يغير من حكم التاريخ، والتاريخ صاحب ضمير، بعض من الإنصاف والتواضع أمام التاريخ.

التاريخ يكتبه المؤتمنون على الحقيقة، لا يُكتب بالمزاجية والعشوائية والارتجال، وقلب الحقائق، وابتسار الأدوار، الموقف السياسى الذى يلوّن الأحكام التى تصدر بحق قادة أكتوبر العظام يحمل فى طياته خللا تاريخيا لا تتحمله الأجيال.

فارق بين الأحكام السياسية، وفيها قولان، والأحكام التاريخية، ولها معيار أخلاقى، لها ضوابطها العلمية، ولا يجوز الخلط بين ما هو سياسى متغير، وبين ما هو تاريخى عسكرى ثابت فى يوميات الحرب.

الثابت تاريخيا أن قادة أكتوبر سجلوا منجزا عسكريا استثنائيا شهدت به كبريات الأكاديميات العسكرية العالمية، ودروسه تدرس فى عبقرية الأداء، وغيرت من نظريات عسكرية، وأعادت رسم خرائط المنطقة، ما قبل أكتوبر شىء وما بعده شىء آخر.

أتعرفون لماذا يرحل القادة صامتين، لأنهم أدوا الأمانات إلى أهلها، رجال لم تلههم تجارة ولا بيع، رحلوا قبل زمن بيع الغالى بالرخيص، وخلط اللبن بالماء، وزعم الأدوار، ورسم أبطال كرتونيين (من ورق) فى الفضاء الإلكترونى، استلابا لأدوار حقيقية، وتضحيات بالأرواح.

اشتغال النشطاء بتأريخ التاريخ، وحرف الحقائق، ولىّ عنقها، والقص واللزق، وخلط الأوراق بين ما هو سياسى وما هو عسكرى، والتخليط المتعمد اعتمادا على الذاكرة السمكية لأجيال ولدوا فى حجر «مارك زوكربيرج» مؤسس موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، كل هذا الغثاء الفيسبوكى، ينطبق عليه القول القرآنى «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ (الرعد/ ١٧).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ لا يكتبه النشطاء التاريخ لا يكتبه النشطاء



GMT 03:10 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

استهداف الحوثيين والإيرانيين في البحر

GMT 03:08 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: دولتان... جيشان... إلخ...

GMT 03:06 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

أثر الهجوم على سياسات الفلسفة

GMT 03:03 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

السودان... العودة المنتظرة

GMT 03:00 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قمة وحدة الصف في البحرين

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:52 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

بدء تحرك الرصيف البحري الأميركي نحو غزة
  مصر اليوم - بدء تحرك الرصيف البحري الأميركي نحو غزة

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon