توقيت القاهرة المحلي 04:15:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عميانٌ قادة عميان

  مصر اليوم -

عميانٌ قادة عميان

بقلم - حمدي رزق

«أَعمى يَقودُ بصيرًا لا أَبا لَكُمُ

قَد ضَلَّ مَن كانَتِ العُميانُ تَهديهِ»

بيت شعر لشاعر العربية الكبير «بشار بن برد» يلخص حالة جيش الدفاع الإسرائيلى، أعمى القلب «نتنياهو» يقود جيشا من العميان إلى المحرقة في غزة.

الحالة، حالة العمى الحيسى الذي يعمه فيه جيش الاحتلال، ترسمه لوحة الفنان «بيتر بروخل» الأب من عصر نهضة الفنون الهولندية بعنوان «عميانٌ قادة عميان»، أو مثَل العميان.. ومنها أشتق عنوان المقال أعلاه.

تصوّر اللوحة الآية الواردة في إنجيل (متّى ١٥:١٤) عن العميان قادة العميان، والمعنى، دَعُوهُمْ وَشَأْنَهُمْ، فَهُمْ عُمْيَانٌ يَقُودُونَ عميانًا. وَإذَا كَانَ الأَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، يَسْقُطَانِ مَعًا فِى حُفْرَةٍ، واللوحة محفوظة ضمن مجموعة متحف «كابوديمونتى» الوطنى في نابولى بإيطاليا.

هيئة البث الإسرائيلية تعلنها دون خجل، (١٠٠ جندى) إسرائيلى أصيبوا في أعينهم، وبعضهم أصيب بالعمى خلال المعارك في غزة.. فأغشيناهم فهم لايبصرون هدى، ولا ينتفعون به. عميان يقودون عميانًا، عميان «الكابينت»، (مجلس الحرب الإسرائيلى) يقودون عميانا إلى «حقل الشوك» هكذا تعرف غزة في الأدبيات العسكرية الإسرائيلية.

خزق العيون الوقحة، مجرمو الحرب باتوا يخشون على أعينهم حذر العمى، يرتدون نظارات الميدان السميكة، يتخبطون في ظلام أنفسهم.. يعمون عن إدراك أهداف هذه الحرب البربرية، يقصفون بعضهم بعضا، يصفونها بالنيران الصديقة وهّم أعداء بعض.

يتعجبون من الإصابات المباشرة في الأعين، ويخشون العمى، نتنياهو يقودهم إلى حفرة يسقطون فيها، غزة محرقة، حفرة نار موقدة، ووقودها أجساد الشهداء الأبرياء..

نتنياهو، أعمى القلب لا يرى سوءة مصيره جيدا، لن يرسم بطلا، ولن يغفر له العميان جريمته، العميان سيحاسبونه على جرمه وما اقترفت يداه.

لغزة رب ينجيها من المهالك، وأرواح أطفالها الشهداء ملائكة ترفرف بأجنحة بيضاء، بردا وسلاما.

عميان الكابينت لا يبصرون مصيرهم جيدا، سيحاكمون كمجرمى حرب، وعقابهم خزق العيون حتى يمضوا بقية حيواتهم يتخبطون في ظلام أنفسهم، لن يفلتوا من عقاب العميان الإسرائيليين، كل من فقد عينه سيرتدى عصابة سوداء ترمز إلى العمى الذي أصاب الدولة العبرية، دولة العميان.

إحصائية هيئة البث الإسرائيلية بالضرورة ليست دقيقة، محكومة بمحاذير صارمة تقلل الخسائر إلى حدّها الأدنى، يقينا الجيش الإسرائيلى يعانى من فقد العيون، من العمى الذي يصيب جنوده، ناهيك عن الجثث العائدة في توابيت من غزة، بيت المقاومة يرسل إلى تل أبيب شحنات من الجثث، أرقام الخسائر في صفوف جيش الاحتلال لو أعلنت بشفافية لتوارى قادة الكابينت عارا، ولكنهم يظهرون كالشياطين يرتدون سرابيل سودا، وكأنهم خارجون لتوهم من الجحيم.

لن يتحمل جنود هتلر الإسرائيلى طويلا، خزق العيون بات هاجسا يؤرقهم، ويعمى أعينهم، لا يرون جيدا، يتخبطون، لذا يقصفون كل شىء وأى شىء، حجر، بشر، طفل، شيخ، مسنة، وفتيات في عمر الزهور.

من فرط العمى يقصفون المستشفيات والملاجئ، فعلا العمى عمى القلب، والعمى الإسرائيلى عمى حيسى، والعمى «الحيسى» هو العمى الحسى، أي عمى حاسة الرؤية ذاتها الميؤوس منه، عمى دائم ليس مؤقتًا أو ناجمًا عن انفعال أو رد فعل على طوفان الأقصى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عميانٌ قادة عميان عميانٌ قادة عميان



GMT 02:33 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

أصايل ومستقبليّون

GMT 02:30 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

صحوة الحجّاج

GMT 02:26 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

العالم بعيون إسرائيلية

GMT 02:22 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

لماذا تستعين القومية بالدين؟

GMT 02:20 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

إيران: العمامة والقبعة العسكرية

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon