توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعض من الإحساس

  مصر اليوم -

بعض من الإحساس

بقلم : حمدي رزق

يا أخى.. الإحساس نعمة، والإحساس بالآخرين ذروة النعم، وقال الحكيم: «أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا/ لولا الشعور الناس كانوا كالدمى».. ولا يكفى أن تساعد الضعيف بل ينبغى أن تدعمه، وتمكنه من أن يتحصل على نصيبه من الحياة، (من التمكين). تخيل رئيس الجمهورية فى لجة موج سياسى عاتٍ يضرب شواطئ المنطقة، ويهدد الحدود، ومخططات ومؤامرات وإخوان وجائحة وهلمّ جرا من مسؤوليات جسام تثقل الكاهل وتقسم الوسط ويبيض من هولها شعر الرؤوس.

الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لحظة إنسانية نادرة يفكر فى سيدة مصرية بسيطة ملتزمة بعملها، ماذا تفعل فى ظرف عام دراسى سيكون الأطفال فى البيت يتعاطون دروسهم عبر الإنترنت، وهى فى شغل عنهم، طلب الرئيس السيسى دراسة هذه الحالة، وتوجيه إنسانى بمراعاة هذه المستجدات!. تعجب من لفتة الرئيس، وكيف بلغ به الإحساس الرحيم بالأمهات العاملات، يقينًا نحن أمام حالة إنسانية يجسدها الرئيس فى عطفته الطيبة على أخواته العاملات، الرئيس يتعاطى وفق قاعدة مصكوكة، شعب لم يجد من يحنو عليه، والحنو «مش كلام وفنجرة بق» ولكنه الإحساس بمتاعب الآخرين، والتخفيف عنهم، ومراعاة ظروفهم، الإحساس فعلاً نعمة.

وطلب الرئيس من رئيس الوزراء وضع خطة سريعة لحل مشكلة السيدات العاملات بتنظيم ساعات عملهن لتناسب وضع الأبناء فى سياق عام دراسى استثنائى، فعل إنسانى راقٍ من إنسان طيب فعلًا وقولًا.

الرئيس (كإنسان) يضرب مثلا لكل مسؤول فى موقعه، الإحساس بأحوال من هم تحت قيادته، يحنو عليهم، ويتفقدهم، ويعمل على راحتهم، ويراعى ظروفهم، ويطبطب عليهم، ويربت على ظهورهم المحنية من شدة التعب، الناس تعبانة، وفى أمس الحاجة لكلمة حلوة، لطبطبة.

أن تحس بالناس، هذا من حسن إيمان المرء.. «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران/ 159).

وأمرنا الله بالإحسان والإحساس فقال: «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة/ 83).

الإحساس بالناس ليس من قبيل التعطف، ولكنه واجب مستوجب، شرعيًا (دينيًا) وأخلاقيًا (إنسانيًا)، ووظيفيًا (اللوائح تنظم العلاقات النموذجية بين المتعاملين، ليس فيها صلف ولا تجبر ولا تنكيل).. لماذا تغيب مثل هذه العطفة الإنسانية عن العلاقات الوظيفية، لماذا يشيع التنكيل، لماذا التسيد البغيض، واختفاء الرحمة فى المعاملات والميل للإهانة والانتقام والثأرية والتجبر على خلق الله؟!.. فعلا الإحساس نعمة، ومَن يكرهها يعمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض من الإحساس بعض من الإحساس



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon