توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضمير محمد عبلة

  مصر اليوم -

ضمير محمد عبلة

بقلم - حمدي رزق

خلال احتفالية كبرى فى مدينة «فايمار» الألمانية، وفى حضور «أنالينا بيربوم»، وزيرة الخارجية الألمانية، و«بنيامين إيمانويل هوف»، وزير الشؤون الثقافية والمحلية والأوروبية، كرمت رئيسة معهد جوته، «كارولا لينتز»، الأحد، (28 أغسطس 2022)، الفنان التشكيلى المصرى «محمد عبلة» كأول فنان عربى يحصل على «وسام جوته». متحدثة عن المكرمين بوسام جوته، قالت فى حفل تكريم «عبلة»، فى إشارة إلى المبدعين الملهمين: «إنهم يدعمون الأمل بأن يسهم التبادل الثقافى الدولى خلال الأوقات الصعبة فى خلق مستقبل أكثر إنسانية، وأتمنى أن يكون حصولهم اليوم على وسام جوته دافعًا لهم لمواصلة عملهم». لهذه الأسباب نفسها، رد الفنان الكبير محمد عبلة وسام جوته إلى أصحابه، غير آسف، اعتراضًا وإدانة صريحة لموقف الحكومة الألمانية تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة، وقال «عبلة»، فى رفضه البليغ: «موقف الحكومة الألمانية تجاه غزة مُشين.. وأى إنسان لديه ضمير وكرامة عليه أن يتخذ مثل هذا الموقف».

«عبلة» يعبر بصدق عن الضمير الثقافى المصرى والعربى والعالمى (الإنسانى بوجه عام)، الضمير المصدوم فى مواقف دول متحضرة، تُحدثك عن مستقبل أكثر إنسانية، وهى تدهس الأرواح البريئة تحت أحذية سياسييها اللامعة، دون أن تجفل أو تحفل بأى معانٍ إنسانية كالتى تتحدث عنها أوسمتها وعناوينها الثقافية البراقة.

الفنان الكبير محمد عبلة لم ينم على ضيم، ولم يخاتل، ولم يوالس، لا يكذب ولا يتجمل، الصدق عنوانه، لم يحتمل ضميره فجاجة الازدواجية الغربية، الألمانية نموذجًا، يعلنها صريحة، احتجاجًا على عدم المساواة والكيل بمكيالين والحديث عن الفلسطينيين كأنهم ليسوا موجودين، أو أنهم مش بشر ومش بنى آدمين!!. كلمات «عبلة» بحرفها دون تجميل نابعة من ضمير فنان، وضمير الفنان صاحٍ لا ينام، ولا يكتفى بمصمصة الشفاه، وتغريدة لا تساوى عدد حروفها، وعليكم السلام.

حين يصبح الظلم عادة، وقهر الشعوب اعتياديًّا، وذبح الخُدَّج الرضع بأحدث المُسَيَّرات القاتلة، وتحاصر الأساطيل الحربية شواطئ الجوعى، وتسقط عليهم المساعدات من السماء هِبات، فحسب لذَرّ الرماد فى العيون، يصرخ ضمير الفنان، ضمير الإنسان، فى وجه البربرية التى ترسم أسوأ لوحاتها التشكيلية منذ فجر الإنسانية.

مواقف مفصلية إزاء مذبحة بربرية تذبح الضمير الإنسانى بدم بارد، نصًّا من بيان رفض الوسام: «ده موقف يهز ضمير أى فنان ومثقف»، قالها «عبلة» مستغربًا مستهجنًا موقف الحكومة الألمانية: «الألمان أنفسهم عانوا كثيرًا من الحروب والقتل والانتهاكات، فكيف لهم أن يوافقوا اليوم على حدوث مثل هذه الانتهاكات فى حق الفلسطينيين؟».

مثل هذه المواقف تسجل فى الضمير الإنسانى بحروف من نور، وسبقها بيان أكثر من 2000 فنان حول العالم، اتهموا من خلاله الحكومات الغربية بمساعدة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب فى غزة، وطالبوا بإنهاء الدعم العسكرى والسياسى لإسرائيل.

مواقف المبدعين تعبر عن ضمائر حية تُعزينا فى عجزنا وهواننا على الناس، المبدعون رسل الحضارة الإنسانية، وضمائرها الحية، فضلًا عن أنهم سدنتها، وحراس معبدها المؤتمنون على منجزها الأخلاقى.

الفنان محمد عبلة ينضم إلى قائمة الشرف، قائمة المبدعين الذين رفضوا جوائز وأوسمة وتكريمات كسرًا لحاجز صوت المقهورين يسمعه العالم، راجعوا سِيَر الرافضين جميعًا، سترون عجبًا، ضمائر حية تمشى
بين الناس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضمير محمد عبلة ضمير محمد عبلة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon