توقيت القاهرة المحلي 00:05:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رائحة الورد وأنوف لا تشم

  مصر اليوم -

رائحة الورد وأنوف لا تشم

بقلم - حمدي رزق

أعلاه عنوان رواية شهيرة لطيب الذكر الأستاذ «إحسان عبدالقدوس»، تذكرت العنوان وأنا أشم رائحة كريهة تغشى الفضاء الإلكترونى تتنكر للدور المصرى خلال حرب غزة، ما أحزن المصريين من فحش وتفحش أبواق جماعة الإفك والبهتان (المعروفة سابقًا بالإخوان).

مصر الكبيرة لا تتبضع دورًا، ولا تسعى إلى دور، هو دورها، ولو كرهتم، ودورها محورى ورئيس، شاء مَن شاء وأبَى مَن أبَى، تكاد القضية تكون قدَرية، قدَر مصر وشعبها.

لولا الدور المصرى على مر التاريخ ومنذ نكبة 48 في حفظ كتاب القضية، لصُفيت دماء القضية الفلسطينية، ولما بقى في الأرض المحتلة ديار، مصر التي وقفت كالطود الشامخ تدافع عن حق البقاء، بل حق العودة، وحقوق الشعب الفلسطينى المهدرة، وحقه في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر التي رفعت لاءتها الشهيرة في وجه المعسكر الغربى، الذي تداعى لنصرة إسرائيل بالمال والسلاح والدعم وحق الفيتو في مجلس الأمن، وصدّرت عناوينها الرئيسية في وجه مجرمى الحرب، لا للتهجير، ولا للتوطين، ولا لتصفية القضية في الأراضى المصرية.

وأعلنتها مصر على العالم وبلسان قائدها البطل عبدالفتاح السيسى: «التهجير القسرى للفلسطينيين خط أحمر»، ورضخ لمشيئتها صقور الكابينِت الإسرائيلى، وساكنو البيت الأبيض.

مصر التي واصلت الليل بالنهار لوقف الحرب المدمرة عبر هدنة إنسانية، على أمل تمديدها، وتثبيتها على الأرض هدنة وراء هدنة حتى تضع الحرب أوزارها، ونجحت في خلخلة القناعات الإسرائيلية التي تحدثت بالإبادة الجماعية، ووصفت مخطط نتنياهو بجريمة حرب، ولم ترهبها الأصوات القبيحة التي هددت بضرب غزة بالنووى!.

مصر التي لم تغلق معبرها الوحيد، شريان الحياة لإخوتنا في غزة، يومًا واحدًا، وقاتلت بشرف وضراوة لإدخال المساعدات طوال 49 يومًا استغرقتها الجولة الأولى من الحرب المسعورة، وأعادت تهيئة معبر رفح على الجانب الفلسطينى، بعد أن تعرض للقصف، ما أعاق إدخال المساعدات طويلًا، وأدخلت ما يبل ريق العطشى والجوعى، واستنقذت الجرحى والمصابين والخُّدَّج والرضع، وفتحت مستشفياتها لاستقبالهم، وسهرت على تطبيبهم وشفائهم.

مصر التي استقطعت من لحم الحى، من قوت شعبها الكريم، نحو 13ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية، فضلًا عن الوقود والغاز، وسبل العيش، حتى أكفان الموتى بلغت مستشفيات القطاع، الذي كادت الأوبئة تجتاحه لولا الغوث المصرى العاجل.

مصر الكبيرة أدارت معركة دبلوماسية عصيبة وعصية على أعتى المفاوضين حتى بلغنا الهدنة (الصفقة) بشق الأنفس، وشهدت لها عواصم العالم غربًا وشرقًا، ولولا الاعتبار والاحترام الذي يكنه العدو للقيادة المصرية ما كان لهذه الصفقة أن تتم ويُكتب لها النجاح، الثقة في نصاعة الدور المصرى من قِبَل المتحاربين هي كلمة السر، زلّلت كل العقبات حتى وصلنا إلى مرحلة سلم واستلم.

ثم لا يُتبعون جهدهم مَنًّا ولا أذى، رجال صدقوا، يصلون الليل بالنهار في عمل دؤوب، يجتهدون في صمت، ولا يصرحون، ولولا جهودهم الحثيثة لكان للقضية وجه آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رائحة الورد وأنوف لا تشم رائحة الورد وأنوف لا تشم



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 00:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل
  مصر اليوم - مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon