توقيت القاهرة المحلي 02:45:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مريم قُتلت مع سبق الإصرار!

  مصر اليوم -

مريم قُتلت مع سبق الإصرار

بقلم - حمدي رزق

مهم جداً الاطلاع مصرياً على التقارير والأوراق الطبية الخاصة بالمجنى عليها، مريم عبدالسلام، التى تُوفيت إثر الاعتداء عليها بالضرب فى بريطانيا. النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق- انطلاقاً من مسؤوليته القضائية الوطنية- طلب التقارير والأوراق البريطانية، وكلف بالاستعلام عن طبيعة الرعاية الصحية التى تم تقديمها لـ«مريم»، فى أعقاب الاعتداء عليها حتى الوفاة، ومراجعة جميع الإجراءات التى اتُّخذت فى ذلك الشأن.

الشق الطبى فى القضية مربط الفرس، كما تقول رسالة الدكتورة «ميرڤت شيخ العرب الصديق»، أستاذ أمراض النساء، الرسالة عبارة عن «بوست» نشرته على صفحتها الفيسبوكية، وطلبت نشره هنا ليصل إلى الكافة.

تقول الدكتورة ميرڤت: «أعلم أن صوت صفحتى محدود، خاصةً بعد أن استبعدت الكثير من ذوى الألسنة البذيئة والضمائر الواسعة والمعايير المزدوجة، ولذلك فما كتبت لن يصل لمَن يعنيه الأمر من أهل الضحية أو السلطات المصرية المعنية بالحفاظ على كرامة مواطنيها وحياتهم.. ولذلك أرجو الإشارة إليه أو نشره بالطريقة التى تراها، علماً بأنه رأى مهنى ومتخصص.

البريطانيون يتناولون حادث مريم- رحمها الله- بعنصريتهم المعهودة، وحجتهم فى ذلك أن مَن اعتدى عليها عصابة إناث من الضباع من أصل أفريقى.. بل إن بعضهم يتمادى ويقول: (اطردوا المهاجرين)!.

فإن كانت العصابة قد اعتدت على الضحية استعراضاً للإجرام والقوة لأن النظام القانونى فى بريطانيا سمح لهن بذلك، فقد قتلها الأطباء فى بريطانيا مع سبق الإصرار حين لم يقدموا لها الحد الأدنى من الرعاية الطبية، بل بالعكس تسببوا فى تدهور حالتها حتى الوفاة، وذلك يتناقض مع أبسط القواعد المهنية والأخلاقية والإنسانية.

(مريم) لم تَمُت كنتيجة مباشرة للاعتداء، ولكنها ماتت نتيجة الإهمال الطبى وعنصرية الأطباء حين أخرجوها يوم الحادث من المستشفى بمنتهى الاستهانة بألمها ومشاعر أسرتها، بل بحياتها، وحين كرروا الجريمة، فأخرجوها من العناية المركزة وهى تتنفس عن طريق أنبوبة شق حنجرى، وفى تقديرى أن السبب المباشر للوفاة صدمة ميكروبية وخلل فى تجلط الدم أدى إلى خليط من الجلطات والنزيف. (septic shock and DIC).

السعى وراء الفتيات غير مُجدٍ، إنما ينبغى أن يكون ذلك وراء وزارة الصحة البريطانية، فقد تم الاعتداء على الفتاة يوم 20 فبراير وتوفيت يوم 13 مارس، أى بعد ثلاثة أسابيع كاملة من الشقاء قضتها الضحية وأهلها حتى انتقلت إلى جوار ربها.. وأى سير فى طريق آخر سيكون، فى تقديرى، إضاعة للوقت ولن يؤدى إلى شىء».

ومن جانبنا، نقدر سعى النائب العام وطلب التقارير والأوراق الطبية الخاصة بالمجنى عليها، مريم عبدالسلام، بما فيها تقرير الصفة التشريحية لجثمان «مريم»، وأرجو ألا تماطل السلطات البريطانية فى تقديمها، وعلى «الخارجية» المصرية أن تضغط فى سبيل تمكين النائب العام المصرى من الحصول على التحقيقات كاملة غير منقوصة، هكذا يفعلون معنا ويضغطون من أجل مواطنيهم إذا عثرت قدم أحدهم فى حارة مزنوقة.

نعم «مريم» قُتلت فى الغربة ولكنها فى قلوبنا، «مريم» بنتنا وغالية علينا، وإذا كانت رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماى» قد قلبت الدنيا على روسيا لمحاولة اغتيال جاسوس روسى مزدوج على الأراضى البريطانية، فإن «مريم» البريئة تستحق أن نقلب من أجلها الدنيا لأنها راحت ضحية اعتداء بربرى وإهمال طبى يصل إلى حد القتل مع سبق الإصرار على الأراضى البريطانية.

بالمناسبة، ما هذا الصمت الرهيب الذى استولى على السفير البريطانى فى القاهرة، جون كاسن، تجاه قتل «مريم»، لا يتسق مع ثرثراته اليومية فى قضايا أقل أهمية وهامشية، السفير عامل فيها من بنها، ودن من طين وودن من عجين، غاب تماماً عن الصورة، «جون» يجيد فى الألعاب الرياضية، أما فى الحوادث الإجرامية يبلع لسانه.. «جون» أين أنت؟!.. لا أسكت الله لك صوتاً!.

 

نقلا عن المصرى اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم قُتلت مع سبق الإصرار مريم قُتلت مع سبق الإصرار



GMT 02:45 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشهد غزة ولوحة فلسطين

GMT 02:42 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هي معركة السنوار ونتنياهو الآن

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مهزوم منتصر... ونصر مزعوم

GMT 02:34 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اللاجئون والمهاجرون بعد الانتخابات الأوروبيّة

GMT 02:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

يحيى السنوار «فِش غزّة»!

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:01 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود
  مصر اليوم - نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها
  مصر اليوم - نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها

GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

موديلات أحذية برّاقة لسهرات الصيف

GMT 04:42 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل كيكة بسبوسة

GMT 05:44 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

كلب يستغل سيارات ري الحدائق لأخذ حمام بارد

GMT 16:19 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن شروط تأجيل المباريات بسبب كورونا

GMT 11:09 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواعيد مباريات الدور الرئيسي في مونديال اليد

GMT 09:27 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

إيفرتون بدون تغييرات في مواجهة ليستر في الدوري الإنجليزي

GMT 07:07 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

باحثة توضّح فوائد "الضحك" وتأثيره على الجسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon