توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في قضية خاشقجى

  مصر اليوم -

في قضية خاشقجى

بقلم - طلعت إسماعيل

يولد الصحفى وعلى رأسه ريشة، نعم ريشة، لكنها ليست ريشة التمييز، أو التعالى على غيره من البشر، إنما هى سلاح للكلمة الحرة والرأى النزيه، المجرد عن الهوى، الذى حمله المجتمع مسئوليته، من أجل الدفاع عن مصالح الناس والكشف عن قبح الواقع وسوءاته، بهدف تجنب الانزلاق إلى هوة التهلكة، وضياع الأوطان، ووقوعها فى أتون الصراعات والفوضى.

الجندى المحترف لا يتخلى عن بندقيته، والصحفى الحق لا يتنازل عن ريشته، ودائما جاهز لإطلاق كلمات الصدق، وهى أقوى من الرصاص، ومن هنا قد يخاف البعض الصحفى، رغم أنه عين للحاكم والمحكوم، يكشف من خلالها مكامن الضعف، ونقاط القوة، معززا ثقة المجتمع فى قدراته على تخطى الصعاب، مع تنبيهه إلى ما يجب القيام به لإصلاح الخلل الذى قد يظهر هنا وهناك.

فى المعركة يواجه الجندى الرصاص، غير عابئ بالموت، فهو مستعد دائما للتضحية والفداء، وفى المقابل يتعرض الصحفى للقمع والتنكيل، والسجن والتعذيب، وصولا إلى الاختفاء القسرى، وحتى القتل بوسائل وحشية لا تخطر على بال، فقط لأن الصحفى أراد أن يعبر عن وجهة نظر مغايرة، ولعل ما تعرض له الصحفى السعودى جمال خاشقجى داخل قنصلية بلاده فى مدينة اسطنبول خير مثال.
خاشقجى الذى اعلنت السعودية مقتله داخل قنصليتها فى اسطنبول على يد مجموعة «متفلتة»، تصرفت من تلقاء نفسها، دفع ثمن الاختلاف فى الرأى فى أسوأ حالاته، وورط مقتله جهات لم تضع فى الحسبان أن الكلمة تبقى هى الأقوى، وأن سطوة الإعلام أكبر من أن تغرى البعض باللعب بعيدا عن العيون.

وخلال الاجتماع السنوى للرابطة العالمية للصحف وناشرى الاخبار الذى عقد فى العاصمة الألمانية برلين، الذى حضرته وسط مئات الصحفيين وصناع الإعلام الذين، جاءوا من أركان الأرض الأربعة، شكل اختفاء الصحفى السعودى، قبل الإعلان الرسمى عن مقتله، سؤالا عريضا، فما أن يعرف أى زميل أجنبى أننى من المنطقة العربية حتى ينهال على بالأسئلة عن خاشقجى وتداعيات اختفائه، ظنا منه أن الصحافة العربية على إطلاع أكبر بما يجرى.

هذا على صعيد الحوارات الجانبية بين الصحفيين بعضهم البعض، والذين لم يخفوا انزعاجهم مما حدث، باعتباره يمس الإعلام الدولى كما المحلى سواء بسواء، أما على صعيد الحدث الرسمى فقد شكلت قضية جمال خاشقجى، عنوانا رئيسيا فى الكلمة الافتتاحية التى ألقاها مايكل جولدان رئيس الرابطة العالمية للصحف وناشرى الأخبار.

جولدان وهو النائب السابق لمجلس إدارة صحيفة نيويورك تايمز، اعتبر ما جرى لخاشقجى يأتى ضمن العراقيل والعقبات والتحديات التى يتعرض لها الصحفيون فى العالم، وهو أمر غير مقبول من الجماعة الصحفية الدولية والمدافعين عن الحريات بشكل تام.

حاول البعض استغلال قضية خاشقجى، بل وحتى الرقص على جثته، بطريقة أو بأخرى، من منظور سياسى ضيق، غير أن الدرس الرئيسى أن الإعلام فى مجمله يشكل قوة ضغط هائلة، ولعل الدور الذى لعبته صحيفة «واشنطن بوست»، حيث كان الصحفى السعودى أحد كتابها، خير برهان على أن الصحافة لديها من القوة، والوسائل، ما يفضح الأكاذيب، فهى لم تكتفِ بنشر الأخبار عن القضية، بل استعانت بكل ما لديها من مهنية ومصداقية للوقوف على مصير كاتبها.

ستظل الصحافة الاحترافية، الأكثر مصداقية لدى الناس، فعلى الرغم مما لعبته مواقع التواصل الاجتماعى من دور فى متابعة قضية خاشقجى، لم تستطع الشائعات والجيوش الإلكترونية، منع جزء من الحقيقة حتى الآن، وهو مقتل الصحفى السعودى، وإن بقيت تفاصيل ما جرى، كما أعلن، قصة غير متماسكة حتى اليوم، ويعتريها النقص والتضليل، من هذا الطرف أو ذاك.

ما وقع لخاشقجى يفتح باب الاجتهاد أمام الصحفيين، وإن طال الزمن، للسعى وراء رواية أكثر إقناعا، وهو ما أوصى به مايكل جولدان فى الاجتماع السنوى للرابطة العالمية للصحف، على اعتبار أن «رواية القصص المعمقة مفتاح المشاركة مع الجمهور».

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في قضية خاشقجى في قضية خاشقجى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt