توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لن تندم

  مصر اليوم -

لن تندم

بقلم - محمد حسن البنا

يروي أحد البسطاء من الأرياف واقعة غريبة حدثت له، مَرضتْ ابنته ذات الأربعة عشر ربيعا وداخ بها علي المستشفيات ، وهداه أحدهم إلي مستشفي متخصص في المدينة، سافر وكان المستشفي ضخما ومترامي الأطراف ، والعيادة المقصودة بعيدة لمسافة لا يمكن أن يصلها سيرا علي الأقدام حاملا ابنته ، يقول لم أجد من يساعدني..تعبت جدا بسبب الشيخوخة، والسفر، والحاجة، ومرض ابنتي ، يهون عليّ الرضا بإبتلاء الله،جلست لأستريح في مكان مخصص لركن السيارات، وكانت دموعي تملأ مقلتي، احاول إخفاءها عن ابنتي وعن المارة وبينما أنا كذلك، وإذ بسيارة فاخرة تركن بجواري، خرج منها شاب طويل القامة ملامحه تدل علي وسامة ربانية وطيبة ، يرتدي بالطو أبيض، وعلي صدره بطاقته المهنية..فوجئت به يتوجه نحوي.. سألني عن حاجتي، فخنقتني العبرات ولم أقدر علي الكلام..اقترب مني وقال: ماذا تريد ؟! وأين بطاقة هويتك ؟!

أعطيته بطاقتي ، لاحظت أنه يتأملها بشدة ويتفحصني، وقد بدت عليه علامات الدهشة والاستغراب..!! ثم أرسل تنهيدة من أعماقه، وجلس بجانبي وراح يُقَبِّلُ جبيني ، والدموع تسيل من عينيه ، سألته: ما بك يا ولدي!؟ هل أصابك مكروه لا قدّر الله!؟ قال: لا.. إنما أشفقت لحالك، ثم حَمَلَ ابنتي بين يديه، وقال: تعال يا عم معي..دخل الشاب أروقة الجناح الطبي ووَضَعَ الطفلة علي كرسي متحرك، وفوجئت به يأمر وينهي، والكل يُحيّيه تحية تقدير واحترام ويتودد إليه.. يبدو أنه صاحب مكانة وشأن في هذا المستشفي.. وراح يطوف بالبنت بين الإستقبال ثم التحاليل والأشعات والعناية المركزة، والعمليات حتي تم إجراء عملية جراحية ناجحة لتستعيد وعيها، واستردت عافيتها.

حمدتُ الله وشكرتُ الشاب الذي كان لي ظهيرًا وسندًا ومعينًا... قلت له: سيبقي خيرك يطوق عنقي ما حييت..ولكنني أريد أن أعرف سر ذلك ، قال : أنا الطفل الذي أعطيته خمسة جنيهات، ليدفع مصروفات المدرسة ، ولولاها لما أصبحت اليوم أستاذ دكتور في أكبر المستشفيات.. وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلي المراتب في أنبل وأشرف المهن..وها نحن نلتقي بعد 30 سنة.. والحمد لله أن مكنني لأرد لك بعض الجميل.

دعاء : ربي إﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﻀﺮ ﻭﺃﻧﺖ أﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ.

نقلا عن الأخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لن تندم لن تندم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon