توقيت القاهرة المحلي 10:12:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإنسانية» لا تحتاج إلى «كورونا»

  مصر اليوم -

«الإنسانية» لا تحتاج إلى «كورونا»

بقلم : وفاء بكري

تعجّب الكثيرون من موقف أهالى إحدى قرى محافظة الدقهلية، الذين رفضوا «إكرام» الطبيبة المتوفاة بفيروس كورونا- وهى للعلم لم تكن ممارسة للطب بسبب مرضها المزمن- لم يكن موقف هؤلاء هو الوحيد من أهالى القرى، الذين يوصفون دائماً بالنبل والشهامة، بل سبقته عدة مواقف مشابهة، فقد منع طبيب من دفن والدته، أصيبت بالعدوى منه لمخالطته مرضى بالفيروس.. ومنع أهل قرية أخرى دفن أحد أبنائهم كان مصاباً أيضا.. وجيران يطردون طبيبة تعمل فى مستشفى العزل بالإسماعيلية، خوفا من انتشار الفيروس بينهم عن طريقها.

يرى البعض أن هؤلاء لديهم «الحق فى الخوف» من العدوى، بسبب أنه لم يقم أحد من وزارة الصحة أو وسائل الإعلام بتوعيتهم بالإجراءات الاحترازية بشكل أكثر عمقًا، بالرغم من أن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتجمعون ويتجمهرون ويخرجون إلى «حال سبيلهم» دون ضرورة للخروج، فى الوقت الذى حذرهم فيه الإعلام مراراً وتكراراً من «التجمعات»، وذلك خوفاً من «عدوى الأصحاء» وليس «عدوى الأموات»، وذلك بناء على تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، كل هذه المواقف اللاإنسانية، «لم تنضح» على أصحابها «بين يوم وليلة»، ولن نقول إن «الجشع والانتهازية» ظهرا فجأة عند الكثير من التجار مع بداية ظهور كورونا فى مصر.

لقد حدثت مواقف أمامى شخصيًا، من بينها تاجر ناقشته عن استغلاله للكمامات والكحول وقت أزمة قد تطولنا جميعا دون تفرقة، فإذا به يرد بهدوء يُحسد عليه: «السوق عرض وطلب»، وعندما رفضت «وسيلته» للوصول إلى أكبر مكسب ممكن، وأنه قد يقع هو نفسه أو أحد من أهله فى «شِباك الفيروس»، رد بأريحية أشد: «ربك ستار»، هؤلاء يطلبون الستر من الله وهم يتخذون الاستغلال مسلكاً لهم، هناك من سرّح عاملين أصبحوا فى صفوف العاطلين الآن.

قيل إن زوج الطبيبة المتوفاة - وفقا لأحد أبناء القرية - «خيره على الكل»، وله مساهمات خيرية كثيرة، هل فكر هؤلاء وهم يمنعونه وهو فى أضعف لحظات حياته بعد فقده رفيقة عمره، فى (الخير الذى قدمه لهم) يوما ما، فيردونه له، هل فكر أحد فى التصدى لجشع تاجر واحد؟، هل فكر صاحب عمل سرّح عماله أو لم يقم بمنحهم رواتبهم كيف يعيشون وسط هذا الاستغلال؟!.

لابد أن نعترف بأن الغالبية العظمى منا قد فقدوا إنسانيتهم قبل ظهور «كورونا» وزادهم الوباء «تجبرا» ولم يعد الموت واعظا لهم، وبالتالى لن يكون الوباء أكثر وعظا، ويبدو أن الكثيرين قد «استوعبوا واقعهم» بطريقة خاطئة ليس فيها من الإنسانية شيئا، فالإنسانية لا تحتاج إلى ظهور كورونا، وآخر دعوانا كما يقول رسولنا الكريم: «اللهم إنى أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإنسانية» لا تحتاج إلى «كورونا» «الإنسانية» لا تحتاج إلى «كورونا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt