توقيت القاهرة المحلي 08:24:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة

  مصر اليوم -

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة

بقلم - عمرو هاشم ربيع

بعد أيام قليلة يبدأ العام الدراسى الجديد، وتبدأ معه مشكلات جمّة، منها تكدس الفصول، وهى واحدة من أبرز أسباب غياب الطلاب عن المدرسة، خاصة فى المرحلة الثانوية، وتدهور حال المدرس بعد تعطل عمليات التدريب التى تقرر لها مبالغ طائلة أخذت كقروض لم يعرف أحد حتى الآن أين ذهبت؟ وإذا أضيف إلى كل ما سبق حال المنهج الذى ضاعت بسببه الهوية الوطنية، والقيم التى ما برحت الدول تكرسها فى مناهجها لأبنائها منذ الصغر.

إذا أضيف كل ذلك لاتضحت لنا واحدة من أهم المشكلات التى تعانى منها مصر (دولة ومجتمعا) اجتماعيا.

إحدى أبرز المشكلات الإجرائية التى نعانى منها ولم نجد لها حلا إلى الآن هى الإنفاق على التعليم، فكل بلدان العالم ترصد موازنة خاصة للتعليم، وتسعى دائما للارتقاء بتلك الموازنة عاما بعد عام، باعتبار التعليم هو الأداة التى تبنى بها الأمم، وهو- وليس ميادين المعارك الحربية- ميدان القتال الحقيقى بينها، لأنه لو حسن توظيفه لتحققت التنمية فى كافة المجالات، وفاقت الأمم من غفوتها وكبوتها وجثوها أمام الأمم الأكبر التى مردت على كسر إرادتها.

فى مصر يبدو أن العكس هو الحادث على طول الخط، فها هى دعوات تعديل الدستور التى تسعى لتعديل مدة الرئاسة، تكبل المواد الأخرى التى يراد تعديلها، ومنها موازنة التعليم والبحث العليم فى الدستور، ليس بغرض زيادتها، بل بغرض تخفيضها على حساب أمور كثيرة، يبدو أنها لا علاقة لها بمشكلات مصر الاجتماعية.

منذ أيام صرحت وزارة التعليم عن استراتيجية جديدة لتطوير التعليم فى مصر، وفى مقال الأسبوع الماضى ذكرنا أن تلك الاستراتيجية ليست مكتوبة، وأن المكتوب فقط هو ورقة للبنك الدولى قاصرة وعاجزة ولا تتماشى مع الواقع البيئى لمصر. منذئذ لم ترد الوزارة وتكذب ذلك، بل إن ما نسب للوزير منذ شهر وكتبته العديد من المواقع الإخبارية من أنه ينوى وضع كتاب سلاح التلميذ والأضواء على التابلت المسلم للتلاميذ، لم ينف، وهو كارثة بلا شك، أن تروج الوزارة للكتب الخارجية، وتهمل كتب الوزارة التى صرف عليها مليارات الجنيهات نظير الطبع. هى أيضا مشكلة لأنه من خلالها ستتمكن باقى الكتب الخارجية من مقاضاة الوزارة للمعاملة بالمثل، ناهيك عن أن مرجعية الطالب التى ما فتئت تعتمد على التلقين سترتبك بين مصدر المعرفة.

المشكلة الأكبر فى الإنفاق وهدر المال، هى عدم قدرة الوزارة على تعقب الدروس الخصوصية، وهى بالتأكيد عرض لمرض عضال فى التعليم. مرض يستنزف المليارات من دخل الأسرة، لصالح طغمة من أباطرة المدرسين وأرباب المراكز التعليمية، التى تفتح أبوابها فى عز النهار، والمدارس فارغة من الطلاب والمدرسين. هل يمكن لأحد أن يصدق أن الدولة التى نجحت بشكل منقطع النظير فى تعقب بؤر الإرهاب بعد 30 يونيو 2013، عاجزة عن تعقب هذه المراكز التى تعمل جهارا نهارا، لا رقيب ولا حسيب. هل عجزت الوزارة عن طرح بديل لتلك المشكلة، واتخاذ إجراءات لمنع تلك المهزلة.

إن واحدا من أسوأ الأمور التى يعانى منها قطاع الخدمات فى مصر، ومنه التعليم، هو الوعد بوضع استراتيجيات ضخمة لحلول لمشكلات عاجلة، وتلك الاستراتيجيات إما تستورد من الخارج، أو تتأخر بعد وعود لوضعها خلال شهور عدة بغية البقاء فى مقاعد الوزارة، والأهم من كل ذلك هو غياب أخذ رأى أولى الخبرة والتخصص فى وضعها. كلنا نتذكر أن وزير التعليم الأسبق وضع عام 2014 استراتيجية معتبرة لحل مشكلات التعليم، كلها فنت بخروجه من الوزارة، وأصبحنا الآن فى ذمة خطة البنك الدولى.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موازنة التعليم بين الدولة والأسرة موازنة التعليم بين الدولة والأسرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt