توقيت القاهرة المحلي 10:38:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وليلة القبض على عشماوي

  مصر اليوم -

ليبيا وليلة القبض على عشماوي

بقلم - د. جبريل العبيدي

دون إطلاق رصاصة واحدة، يعتبر القبض على الإرهابي هشام عشماوي، الضابط المصري المفصول والقيادي الأبرز في تنظيم «القاعدة» المختبئ في ليبيا، ضربة قاصمة سددها الجيش الليبي على مرمى تنظيم «القاعدة»، بعد أن أعلن الجيش الليبي أنه ألقى القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي، خلال عملية أمنية فجر الاثنين، في مدينة درنة الليبية.

عشماوي هو الرائد هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم في الجيش المصري و«أبو عمر» في صفوف «القاعدة»، والذي شكل تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع دولة البغدادي المزعومة إلى أن انتهى به المطاف في تنظيم «المرابطين». شارك في قيادة عدة عمليات إرهابية داخل ليبيا، وكان من أبرز قيادات «مجلس شورى مجاهدي درنة»، كما شارك في عمليات داخل مصر ضد قوات الجيش والشرطة المصرية، ولذلك يعتبر الصندوق الأسود للتنظيم، والقبض عليه في مدينة درنة سيفضح الكثيرين من سدنة الإرهاب وعرابي «القاعدة» و«داعش» من جماعة تنظيم «إخوان البنا وقطب»، الذين كثيراً ما تستروا على وجود هؤلاء الإرهابيين، بل أنكروا وجودهم، ومدوهم بالمال والسلاح القادم من نظام الحمدين في قطر من دون حساب.
القبض على الإرهابي عشماوي بصحبة الإرهابي مرعي عبد الفتاح زغبية، المدرج على قوائم الأمم المتحدة والولايات المتحدة، سيفضح الكثيرين وعلى رأسهم ممولو الإرهاب، بدءاً من النظام القطري وعرابي جماعة «الإخوان» في ليبيا، الذين كانوا وراء الغطاء السياسي لوجود هؤلاء الإرهابيين وإنكار وجودهم في ليبيا عامة وفي مدينة درنة خاصة.

عشماوي الذي تسبب بمقتل المئات من الليبيين بين جنود وضباط ومدنيين، هو أيضا مطلوب في جرائم أخرى في موطنه مصر، حيث كان المتسبب والمخطط والقائد فيها، ومنها «كمين الفرافرة» الذي أسفر عن مقتل 28 ضابطاً ومجنداً مصرياً.
القبض على المصري عشماوي والليبي زغبية سيكون بمثابة قطع ذراع لتنظيم «القاعدة» في أفريقيا وليس ليبيا وحدها. فارتباطهما بتنظيم «المرابطين» والإرهابي الجزائري مختار بلمختار، يجعل منهما كنزاً ثميناً، وذلك بما سيقدمان من معلومات خاصة... وقد ظهر عليهما الذعر والخوف وحتى الاستجداء، إذ لم يقاوما قوات الجيش رغم تسلحهما بأحزمة ناسفة وأسلحة آلية وقنابل يدوية، ولكن حبهما للحياة طغى على مزاعم الجهاد والتضحية التي كثيراً ما دفعا إليها شباباً مغرراً به. فنهاية عشماوي لعلها ستكون درساً للشباب المسلم المغرر به من قصة ضابط تخرج في الكلية الحربية يلتحق بتنظيم «القاعدة»، التنظيم الأشد خطورة لينتهي به المطاف ذليلاً لم يتمكن حتى من استخدام سلاحه حتى للهروب.
ورغم أن عملية القبض على عشماوي كانت عملية خالصة للجيش الليبي فإن الحرب على الإرهاب الآن ليست مسؤولية فردية، بل هي تعاون دولي سيكون له مردود إيجابي على الجميع، وبخاصة أن ملاحقة وتتبع القيادات والإمساك بهم أحياء، سيكون له أثر أكبر من ضربهم بطائرات «الدرون» ليموتوا ويموت سرهم معهم دون الإمساك برأس الأفعى.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وليلة القبض على عشماوي ليبيا وليلة القبض على عشماوي



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 17:46 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

"WWE" تفصح عن أفضل 10 مصارعين لعام 2017

GMT 17:53 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

إصابة تومي يوريتش مهاجم أستراليا بكورونا

GMT 10:26 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

8 حقائق مهمة عن الفنانة وردة الجزائرية

GMT 00:59 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

ميدو يوضح الفارق بين مرتضى منصور ومحمود الخطيب

GMT 03:36 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم السبت 9 تشرين التاني

GMT 11:27 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل رئيسة عصابة فى "لص بغداد"

GMT 18:22 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

وفاة إعلامي خليجي شهير بعد سقوطه من شرفة منزله

GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

المحكمة ترفض دعوى إسقاط الجنسية عن نجلي مرسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon