توقيت القاهرة المحلي 01:27:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا... تكتيك أم تبدل؟

  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل

بقلم - د. جبريل العبيدي

غازل رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الذي يعد الواجهة السياسية لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين - فرع ليبيا، في تصريحات له، الجيش الليبي الذي قاد عملية الكرامة التي أطلقها قبل 3 سنوات لمكافحة الإرهاب والجماعات التكفيرية، والتي كانت متحالفة مع جماعة الإخوان، وهذا يعرفه القاصي والداني، بل كانت شريكاً حقيقياً لها من خلال الدعم من عدة وعتاد ومن تمويل مالي متدفق، بل والمجاهرة بالتأييد السياسي لهذه الجماعات تحت مسميات مختلفة تنوعت بين «ثوار» و«مجاهدين» و«مجلس شورى الثوار» و«مجلس شورى ثوار بنغازي»... إلخ، فهل نصبح أمام تبدل في موقف الجماعة، أم أنه فقط مجرد تكتيك أمام العاصفة، خصوصاً بعد انفراط عقد الجماعة والحلفاء السابقين، وفشل الجماعة عسكرياً وشعبياً في الحشد أكثر من مرة، الأمر الذي كانت تتفنن فيه في الماضي عبر طرق خداع مختلفة؟!
صوان قال إنه يحتسب من قدموا أرواحهم مع عملية الكرامة بصدق ونية محاربة الإرهاب «من الشهداء»، مشيراً إلى أن «أجرهم حاصل» إذا كان تقديمهم للدعم والتأييد بهذا الهدف. كما أنه اعترف بوجود الإرهاب قائلاً: إن «الإرهاب كان موجوداً في مناطق عدة من بنغازي، وما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً، وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين»، وقال أيضاً: «عملية الكرامة رفعت شعاراً جميلاً وهدفاً نبيلاً متمثلاً في محاربة الإرهاب»، الأمر الذي أغضب قادة الجماعات الإرهابية الهاربة والفارة من بنغازي والمختبئة عند أنصار جماعة الإخوان في المنطقة الغربية.
تصريحات صوان جاءت أشبه بتوزيع صكوك غفران لتكشف عن «تكتيك» جديد في موقف الجماعة وإعادة ترتيب مواقف، فصوان الذي ما انفك قبل 3 سنوات عن وصف الجيش الليبي بأنه «قوات حفتر الانقلابي، وأسير حرب تشاد، واللواء المتقاعد ومن معه جماعة من المغرر بهم، ولا وجود للإرهاب في بنغازي»، يتبدل اليوم ويقر بوجود الإرهاب في هذه المدينة ويحتسب قتلى الجيش من الشهداء، وهو الذي بالأمس القريب كان يحرّض الجماعات الإرهابية التي هاجمت مناطق المقرون والجليدية والرقطة وسلطان (محيط الهلال النفطي) وتسببت في مقتل المئات من المدنيين، على رص الصفوف وإعادة الهجوم.
السؤال الآن: ماذا حدث وماذا تغير في بنية الجيش الليبي حتى يصبح هؤلاء شهداء في عقيدة وتفكير صوان وجماعة الإخوان؟ وما مصير من قتلة هؤلاء الشهداء، والذين كان يجاهر بدعمهم صوان وجماعتُه؟ ومَن المسؤول عن السنوات الثلاث من الدم والموت والدمار والخراب ودعم الإرهاب والإرهابيين؟
تصريحات رئيس الحزب السياسي لجماعة الإخوان التي غازل فيها شهداء الجيش الليبي وعملية الكرامة خاصة، لا تؤكد بالضرورة فك الارتباط بجماعات إرهابية تم استخدامها في الماضي، والآن أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على الجماعة، خصوصاً في استمرار الارتباط العلني بها في ظل متغيرات دولية حادة أصبحت تدرك خطر جماعة الإخوان، ومنها الإدارة الأميركية الحالية التي تختلف عن إدارة أوباما وتابِعتُه هيلاري كلينتون، عرّابة توطين جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، مما اضطر الجماعة وعبر ذراعها السياسية إلى المجاهرة بهذا الموقف الذي لا يوجد تأكيد لحقيقة النيات من خلفه غير إعادة تكتيك وليس تبدلاً حقيقياً في الموقف، وقناعةً بنبذ الارتباط الحقيقي مع هذه الجماعات الإرهابية، والتي جميعها في الأصل خرجت من تحت عباءة تنظيم الإخوان باعتراف قادتها.

نقلا ع الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل «إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل



GMT 21:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

عن الصناعة والقطاع الخاص!

GMT 21:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مؤامرة التهجير

GMT 21:34 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

البشر والحجر!

GMT 21:24 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أهلا ببطل الكونفدرالية

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon