توقيت القاهرة المحلي 16:50:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

  مصر اليوم -

أسبوع «داعش» الأخير

بقلم - د. جبريل العبيدي

هل سيكون هذا أسبوع «داعش» الأخير ونهاية دولة البغدادي التي أطلق عليها «دولة الخلافة» المزعومة وفق تصريحات الرئيس الأميركي، الذي قال: «لم تعد لهم أراضٍ، إنه عامل كبير، لم تعد لهم أراضٍ»، خصوصاً أن «داعش» أصبح محاصراً في بضعة كيلومترات لا تتعدى العشرات بعد أن كان يتمدد من الموصل في العراق إلى الرقة في سوريا ليعبر البحر إلى درنة وسرت الليبيتين، ولا يقف عند سيناء المصرية، بل يخترق مالي عبر سفهاء «بوكو حرام» (التعليم حرام)، وينشر ذئابه المنفردة في عواصم العالم يوقظهم متى شاء البغدادي، لينشر الرعب، كمشاهد الذبح التي نفذها «داعش» بتقنية سينمائية عالية تنافس هوليوود والتي قام بها عند شواطئ سرت الليبية عندما ذبح الإرهابي الجازوري وصبيانه 21 قبطياً، بغير ذنب ارتكبوه، إلا أن حظهم العاثر أوقعهم بين أيدي سفهاء البغدادي، ليأمر بذبحهم ليشبع سادية القتل عنده ولدى أتباعه ويصور بهم فيلماً سينمائياً يعجز هيتشكوك عن إخراجه؟
«داعش» محاصر في مساحة أقل من واحد في المائة من مساحة دولة البغدادي التي جعل نفسه أميراً عليها، والتي ابتلع فيها أكثر من نصف مساحة العراق، في زمن قصير، بعد أن انهزمت أمامه قوات المالكي، التي كانت تتجاوز في عددها عشرات الآلاف، تاركة أسلحتها الثقيلة وحتى بنادقها، أمام عشرات المقاتلين من «داعش» لم يتجاوزوا في عددهم أربعمائة مقاتل.
«داعش» المحاصر الآن في بضعة كيلومترات يعاني من انشقاقات داخل صفوفه، التي كانت تتمتع بالطاعة العمياء والمطلقة للبغدادي، الذي قالت عنه صحيفة «الغارديان» إنه نجا من محاولة انقلاب، في يناير (كانون الثاني) الماضي، في مخبئه بسوريا، تزعمها أبو معاذ الجزيري.
إن سبب ظهور تنظيم داعش هو مشروع هيلاري كلينتون لتوطين جماعات الإسلام السياسي، في الشرق الأوسط، وبالتعاون مع جماعة «الإخوان»، التي أفرخت كل هذه التنظيمات الإرهابية، وخرجت من تحت عباءتها، واستخدمتها في مشروع المرشد؟
وجراء هذا اتهم ترمب نفسه، أثناء حملته الانتخابية، أوباما وهيلاري كلينتون قائلاً: «باراك أوباما مؤسس تنظيم داعش»، ووصف هيلاري كلينتون بالشريك في صناعة «داعش» ووصفهما بأنهما «أكثر اللاعبين قيمة» بالنسبة لتنظيم داعش.
أسبوع «داعش» الأخير، يتناقض مع وجود آلاف الإرهابيين يعبرون الحدود التركية، إلى سوريا، ولهذا يرى البعض أن إعلان ترمب المبكر عن نهاية «داعش»، جاء لدعم قراره سحب قوات بلاده من سوريا، الأمر الذي يعارضه الكونغرس، ولهذا قد يكون الإعلان مجرد حديث موجه للأميركيين.
تنظيم داعش امتهن الدم والخراب ونشر الفزع والرعب، وصبَّ جامَّ فعله على إشباع غرائز مقاتليه، بالجنس والمال، بعد أن أغرقهم بفتاوى الدجالين، ووعد المنتحرين منهم بالجنة وحور العين، بينما اختبأ إبراهيم عواد السامرائي الملقب بالبغدادي، هارباً من الموت، الذي أطعمه لأصحابه قبل أعداء تنظيمه.
أياً كان من صنع «داعش»، فإنه يبقى صفحة مظلمة في التاريخ العربي والإسلامي، لكونه صفحة ملطخة بدماء المسلمين قبل غيرهم، ولكون فكر التنظيم الشرس كان مبنياً على قتل المسلمين قبل غيرهم مستبيحاً دماءهم بحكم الردة، الذي حكم به سفيه «داعش» على جميع المسلمين خارج بيعته، لدولته المزعومة، التي جعل الغاية والهدف فيها الذبح والقتل والسحل، وانتهاك الحرمات، بالسبي و«جهاد النكاح»، ليدفع بمزيد من المهووسين بالقتل بين صفوف مقاتليه.
أسبوع ترمب الأخير لـ«داعش» يكاد ينجلي، ولا أظن ترمب جاداً فيما قال، فـ«داعش» يبقى فكراً متطرفاً، لا بد من محاربته بفكر مستنير، والعمليات العسكرية، ليست إلا مرحلة من مراحل الحرب على التطرف، ولكنها ليست النهاية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع «داعش» الأخير أسبوع «داعش» الأخير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:54 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

أنجيلينا جولي رمز للأناقة والجاذبية
  مصر اليوم - أنجيلينا جولي رمز للأناقة والجاذبية

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon