توقيت القاهرة المحلي 10:54:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا والمقاربات العربية

  مصر اليوم -

سوريا والمقاربات العربية

بقلم - د. جبريل العبيدي

الأسد يرحب بالبشير المقرب من تنظيم الإخوان في دمشق، معادلة صعبة الفهم، دون براغماتية المصالح، وليس وفق ما صرحا به: «الظروف والأزمات التي تمر بها كثير من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي».
فالمقاربة العربية الجديدة تجاه النظام السوري، خطوة مهمة لنزع مخالب إيران وحزب الله من بلاد الشام، التي تحاول إيران رسم خريطتها باللون الفارسي، خاصة وأن المقاربة العربية من بين أهدافها، استكمال مسار جنيف، وإجراء الانتخابات، وإعادة إعمار سوريا، وعودة اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.
ولكن المشكلة تبقى في إعادة تدوير النظام السوري دون إعادة تأهيله، مما يعني العودة للمربع الأول، ما لم يحدث النظام التعديلات الدستورية التي تضمن الحقوق والتداول السلمي على السلطة، كما أن زيارة البشير الذي كان أول رئيس عربي يزور دمشق، منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، أي بعد نحو 8 أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، وبعد أن اتخذت الجامعة العربية قراراً بتعليق عضوية سوريا في محاولة لخرق عزلة دمشق الدبلوماسية، لا يمكن تفسيرها بمعزل عن زياراته الأخيرة لتركيا وقطر، ومحاولة لعب دور الوسيط.
البشير يمكن أن يحمل بشارة إلى بشار من إردوغان بعودة العلاقات، خصوصاً أن الأخير بدأ يغازل بشار، ويرسل إشارات وتصريحات تحمل دلالات القبول بإعادة تدوير بشار الأسد في المشهد السياسي السوري، وإن كان من «فوائد» عودة النظام السوري إلى حضن العرب هي المحافظة على إبقاء التنظيم الضال جماعة الإخوان خارج الساحة التي أفسدها، وتقليص نفوذ إيران بدل انفرادها بشام العرب.
المقاربة العربية وعودة العرب للعب دور في المشهد السوري، سيغير الكثير وسيزيح الانفراد الإيراني، خصوصاً في إعادة الإعمار والبناء والتنمية، والتي تستطيع الدول العربية وخصوصاً الخليجية لعب دور بارز على العكس من إيران، التي تعاني من أزمات اقتصادية، لا تحسن سوى تمويل ونشر الفوضى والإرهاب والدمار، كما أجادته في العراق واليمن، رغم أن الذي جلب مبرراً للأسد لجلب إيران وحزب الله لسوريا العروبة، هم حكام قطر ونظام الحمدين بالتحديد بعد جلبهم وتمويلهم لعناصر القاعدة و«داعش» من جبهة النصرة إلى «أحرار الشام» التي أفرخت «داعش»، وأشعلت النيران.
المقاربات العربية تبقى نية حسنة، وإن كانت السياسة لا تتبع منهج النيات بقدر الأفعال، ولكن تبقى المشكلة في إعادة العلاقات السياسية بالمطلق دون تقييد، في مقابل لا تغير في سياسة نظام الأسد وشراسته ضد شعبه.
ولكن يبقى على النظام السوري إثبات حسن النيات والتقدم خطوات نحو المقاربات العربية، بدلاً من استغلالها في اتجاه كسب الشرعية الدولية، دون تحقيق أي تغيرات على الأرض، فإعادة العلاقات القنصلية مع الدولة السورية ليست هي المشكلة، فتبقى سوريا دولة عربية إسلامية تربطها بالعرب الأخوة والتاريخ، وتركها تنفرد بها إيران وحزب الله، تعتبر خطوة أكثر ضرراً من العودة للعلاقات، فإعادة نظام الأسد ومحاولة الاحتواء والإدماج اقتصادياً في المنطقة، ستكون له فوائد كثيرة، بدلاً من تكرار خطأ العراق، بتركه لإيران لقمة سهلة.
المقاربات العربية جعلت من تركيا إردوغان مستعدة للتعامل مع نظام الأسد، رغم استمرار تركيا في سياسة «التتريك»، وتوطين الموالين لها، لضمان جيب موالٍ.
ولكن تبقى المقاربات العربية وقرب عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي بمثابة التأريخ بنهاية «الربيع» العربي المظلم والمثقل بالآلام والأوجاع، الذي أشعل النار وترك الرماد في بلاد كانت آمنه مستقرة، ولو كانت تحت حكم الديكتاتورية.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا والمقاربات العربية سوريا والمقاربات العربية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:21 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

49% يؤيدون انسحاب ترامب عقب إدانته
  مصر اليوم - 49% يؤيدون انسحاب ترامب عقب إدانته

GMT 01:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - هالة صدقي تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية
  مصر اليوم - بلينكن يبحث مع نظيره الإسرائيلي وغانتس مقترح بايدن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 00:43 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

انتصار السيسي تطمئن على صحة الفنانة نادية لطفي

GMT 12:37 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

لاباديا يوضح تدريب هيرتا برلين كان تحديا كبيرا

GMT 08:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

وفاة رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى

GMT 21:23 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طلب غير متوقع من أسرة قتيل فيلا نانسي عجرم

GMT 05:44 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تعود إلى نشاطها الفني بعد مرورها بفترة عصبية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المخرج الأردنى رفقى عساف عن عمر ناهز 41 عاما

GMT 22:22 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ناري من خالد الغندور على رئيس الزمالك

GMT 01:55 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات ونظارات عصرية على طريقة نجود الشمري

GMT 21:25 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مي كساب تضع مولودها الثالث وتختار له هذا الاسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon