توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم في مواجهة إيران

  مصر اليوم -

العالم في مواجهة إيران

بقلم: سوسن الشاعر

القمم الثلاث؛ الخليجية والعربية والإسلامية التي عقدت يومي الخميس والجمعة في مكة المكرمة، هي منعطف في منطقة الشرق الأوسط، وتاريخ حاسم يحدد شكل المنطقة ومستقبلها للعقود المقبلة، ويعيد تشكيل المنطقة من جديد.. قمم دعت إليها الدولة الوحيدة التي بمقدورها أن تجمع هذا العدد الكبير من الدول الخليجية والعربية والإسلامية؛ هي المملكة العربية السعودية التي وحدها القادرة على أن تضع الجميع أمام مسؤوليته التاريخية اليوم في مواجهة المشروع الإيراني التدميري، وقدمت المملكة بدلاً منه مشروعها القائم على التعاون والتنسيق والتكامل والبناء والدفاع والأمن المشترك بين مجموع الدول الحاضرة.
بل إن السعودية وضعت المجتمع الدولي برمته أمام مسؤوليته للحفاظ على الأمن الدولي والتصدي للمشروع الإيراني، فكل محاولات الالتفاف الآن أو تأجيل حسم الموقف لم تعد مجدية، وجميع محاولات التهرب من الاستحقاق أصبحت متأخرة. لم يعد الحياد ممكناً حتى مع من يريد الحياد ومن يدعي رغبته في النأي بالنفس.
اليوم أصبحت جميع الأوراق على الطاولة والحدث جلل؛ مواجهة المشروع الإيراني أصبحت مسألة دولية وليست خليجية فقط، والعقوبات دولية، ليست أميركية فحسب، لإرغام إيران على القبول بالشروط الاثني عشر التي عرضتها الولايات المتحدة والكفيلة بإنهاء النشاط الإرهابي الإيراني، وتنفيذها مناط الآن بقوة مدمرة دخلت منطقتنا واللعب الآن أصبح على المكشوف، فقد انتهى زمن التلون والتقية ومسك العصا من منتصفها، إذ إنه حتى إيران اكتشفت أن الإنكار والخطب المزدوجة ورقة احترقت ولم تعد مجدية، بل مدعاة للضحك أمام الحقائق الدامغة التي تدينها، لذلك نجد روحاني يقر في آخر خطبة له بالتدخل الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ويقول: «نعم نحن هناك ولسنا بحاجة لأخذ الإذن من الدول العربية فعمقنا الاستراتيجي يمتد للبحر الأحمر والبحر المتوسط»!! ضارباً بعرض الحائط أي أعراف دولية أو اتفاقيات أو حدود سيادية تنظم العلاقات بين الدول، وقطع بهذا الاعتراف الطريق على من أراد أن يدافع عن إيران أو يبرر تصرفاتها متذرعاً بالحياد وبالوساطة!!
المشكلة في بعض الدول، ومنها العراق، الذي لم يسمع روحاني وهو يعترف بالنفوذ الذي لم يتحقق إلا بفضل تسليح الميليشيات الإرهابية، والاعتداء بالقوة، فاعترض على بيان القمة الذي يدين إيران، فبدا العراق إيرانياً أكثر من الإيرانيين الآن.
اللعب الآن مع الكبار، لا العراق ولا قطر الصغيرة، ولا أي دولة أخرى صغيرة بمعيار التأثير قادرة على أن توقف العجلة، القصة ليست زعلاً بين دول خليجية يمحوه السلام وحب الخشوم، نحن أمام منعطف كبير لا بد أن نعي استحقاقاته.
هناك قوة ضاربة في الخليج العربي، قوامها القواعد الأميركية وحاملات الطائرات الأميركية بكل ترساناتها، وكذلك الجيوش السعودية والإماراتية والبحرينية مقابل الجيش الإيراني. لا أحد يريد إطلاق رصاصة واحدة، ولكن الجميع مطالب بتحديد موقفه الآن قبل أن يضطر أحد لاستخدامها.
هذا التحول تجاوز بكثير دول الخليج، القصة إذن لم تعد خلافاً خليجياً - إيرانياً حتى يصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن بعض الدول الخليجية على استعداد لتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع إيران في محاولة لشق الصف الخليجي، فالثلاثي الخليجي (السعودية - الإمارات - البحرين) تحرك معاً، وهم يعلمون أنهم مكتفون ذاتياً، ولن يغير من موقعهم توقيع دول خليجية مع إيران وثيقة عدم اعتداء، فذلك - إن حصل - فإنها كعدمها لا معنى لها ولا طائل، خصوصاً أن القواعد الأميركية التي ستنطلق منها الطائرات موجودة في إحدى تلك الدول، والأهم أن آخر دولة تحترم المواثيق والمعاهدات هي إيران.
وبناء عليه، فإن جميع تلك المحاولات هي مضيعة للوقت.
ما يهم الآن هو تنفيذ إيران الشروط الاثني عشر فقط لا غير:
1 - الكشف للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامجها النووي.
2 - وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيل «آراك».
3 - السماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المشروط إلى جميع المواقع النووية في البلاد.
4 - إنهاء نشر الصواريخ الباليستية والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
5 - إطلاق سراح المواطنين الأميركيين ومواطني الدول الحليفة المعتقلين في إيران.
6 - إنهاء دعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط بما فيها «حزب الله»، و«حماس»، و«حركة الجهاد».
7 - احترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية.
8 - وقف دعم الميليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية في اليمن.
9 - سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا.
10 - إنهاء دعم طالبان والإرهابيين الآخرين في أفغانستان والمنطقة وعدم تقديم مأوى لقادة «القاعدة».
11 - إنهاء دعم فيلق القدس التابع لـ«الحرس الثوري» للإرهابيين عبر العالم.
12 - وقف تهديد جيرانها بالصواريخ، وهجماتها السيبرانية المخربة، فضلاً عن تهديدها للملاحة الدولية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في مواجهة إيران العالم في مواجهة إيران



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon