توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فائض تصريحات مع عجز قرارات

  مصر اليوم -

فائض تصريحات مع عجز قرارات

بقلم - سوسن الشاعر

كيف للتحالف الرباعي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أن يرعى مصالحه في ظل المتغيرات المتسارعة في المسرح العالمي، وأهمها إعادة التموضع الأميركي الدولي في ظل إدارة دونالد ترمب؟

كيف له أن ينتهج سياسة أكثر حدة وأكثر جدية في إقناع حلفائه بأن التصريحات والبيانات المؤيدة له، لم تعد تجدي نفعاً إن لم تصحبها مواقف وقرارات؟

وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل وفي لقاء أجرته معه صحيفة «دير شبيغل» في الثامن من يناير (كانون الثاني) تحدث عن أثر الانسحاب الأميركي من الساحة الدولية في عهد أوباما، والانكفاء على الذات، فقال: «لا يوجد شيء اسمه (فراغ سياسي دولي) إذا انسحبت أي من القوى العظمى من مناطق نفوذها، فإن طابوراً من القوى المنافسة سيقفز مكانها في الحال، وهذا ما فعلته روسيا وإيران في مناطق النفوذ الأميركية في سوريا، حين استفادت من قرار الإدارة الأميركية السابقة بعدم التدخل، وكذلك ما فعلته الصين حين انكفأت الولايات المتحدة الأميركية في مجال التجارة الدولية».

وأضاف: «كنا نطالب الولايات المتحدة الأميركية بالكف عن لعب دور الشرطي الدولي، وحين استجابت لم نستفد أبداً من تراجعها وانكفائها، كما استفادت روسيا والصين».
وزير الخارجية الألماني نبّه الدول الأوروبية كلها، وعلى رأسها بالطبع ألمانيا، بالكف عن الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية كحليف، فالأخيرة ذات سياسة متقلبة وغير ثابتة، ولا بد من ألمانيا أن تعتمد على ذاتها، وعلى البحث عن حلفاء آخرين.

وماذا عنا نحن؟ فإذا كانت ألمانيا، وهي أقوى الدول في الاتحاد الأوروبي، تلوم نفسها على عدم الاستفادة من المتغيرات لرعاية مصالحها، فماذا عنا نحن الدول التي رعت المصالح الأميركية لعقود، وحتى اليوم نرتبط مع الولايات المتحدة الأميركية بعدة مصالح مشتركة؟
ماذا عن وضعنا الأمني والتمدد الإيراني والتهديدات الإيرانية؟ كيف لنا أن نربط موقف الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية بمصالحنا الأمنية؟
ألا يكفي أننا لم نقفز لملء فراغ المصالح في سوريا ولبنان والعراق، وأخطأنا بترك إيران تقفز عليه، وتتكسب من ورائه؟

فما قاله وزير الخارجية الألماني حقيقي، ينطبق علينا أيضاً، ففي ظل التمسك من جانبنا بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الدائرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، قفزت إيران في الحال، واحتلت الصدارة في مناطق نفوذها، سواء عبر ميليشيات عسكرية زودتها بالسلاح، أو عبر أحزاب تدين للنفوذ الإيراني.

فهل نضيع فرصة عودة الولايات المتحدة الأميركية للساحة الدولية، في ظل وجود جنرالات محيطة بترمب تجعل من قرار عدم الانكفاء الدولي قراراً لمعظم الإدارات الأميركية، لا البيت الأبيض وحده. كيف يمكن أن نستفيد من نصيحة وزير الخارجية الألماني في ظل المتغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية الجديدة؟

تصريح نائب الرئيس مايك بنيس الأسبوع الماضي «لن نسمح للحرس الثوري الإيراني أن يحل محل (داعش) في سوريا والعراق» يصب في الطرح ذاته الذي نادى به وزير الخارجية الألمانية، فلا يوجد شيء اسمه فراغ أمني أو سياسي أو تجاري، وأميركا على علم بنوايا إيران التي تنتظر أن تفرغ مواقع القتال حتى تقفز على أي فراغ تتركه «داعش»، أو حتى يتركه حليفها النظام السوري.

فما نحن فاعلون؟ صحيح أن إدارة ترمب تتوافق معنا تماماً حول الخطر الإيراني، إنما تلك ميزة لا بد من تفعيلها ومساعدتها بتحقيق نتائج على أرض الواقع، والتصدي للخطر الإيراني الذي يود الهيمنة على مقدرات العرب. فهناك فائض في التصريحات مقابل ضعف في القرارات النافذة.

صحيح أن إدارة ترمب تنوي فرض عقوبات على إيران لكنها مقيدة من جهة بالاتفاق النووي، ومقيدة من جهة أخرى بعدم وجود شريك أوروبي متحمس كحماسها لمواجهة إيران. وقد أكد هذا الكاتب في «الشرق الأوسط» عادل درويش في مقالته «وحش فرانكشتين الجديد في عامه الأول» إذ بيّن أن ترمب «أدت تصرفاته غير التقليدية إلى فشله في إقناع الأوروبيين بدعم موقفه لاحتواء التهديدات الإيرانية للأصدقاء في الخليج وللسلام العالمي».

نحن أمام هذا الواقع من المتغيرات، فكيف سنستفيد منها لرعاية مصالحنا؟ كيف لنا أن ننقل تصريحات الحلفاء إلى قرارات نافذة؟

نحن بحاجة لربط مصالح الدول الأوروبية مع التحالف الرباعي نظير الموقف من التمدد الإيراني في المنطقة وبرنامجها الصاروخي، كذلك نحن بحاجة إلى ربط مصالح الولايات المتحدة الأميركية بنتائج واقعية تتجاوز التصريحات المتتالية من المسؤولين الأميركيين ضد إيران.

إن أراد هؤلاء الاستفادة من مصالحهم معنا، لا بد أن يكون ذلك بمقابل مجزٍ بقرارات وبمواقف جادة تجاه الخطر الإيراني، فلا نقلل من حجم استفادة تلك الدول منا.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض تصريحات مع عجز قرارات فائض تصريحات مع عجز قرارات



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt