توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى فم الأسد!

  مصر اليوم -

فى فم الأسد

بقلم - سليمان جودة

سوف يكون أفضل جداً لو أن الوزير سامح شكرى راجع ما قاله قبل يومين، عن تمسكنا بإعلان المبادئ الذى جرى توقيعه فى الخرطوم مارس ٢٠١٥ بيننا وبين إثيوبيا والسودان حول سد النهضة الإثيوبى، فلا يعود إليه.. ليس لأنى ضد أن تتمسك القاهرة بإعلان مبادئ كانت قد وقعته، ولكن لأن الإعلان لمن يطالع بنوده التسعة، لا يُرتب لنا شيئاً ملموساً فى موضوع السد!.

فالإعلان كان إعلاناً للنوايا من جانبنا، أكثر منه إعلاناً لمبادئ تُرتب حقوقاً مرئية لنا، حين وضعنا إمضاءنا عليه، وكانت مصر من خلاله تريد أن تقول إن نواياها تجاه إثيوبيا، وتجاه الخرطوم بالضرورة، لا تحمل شراً من أى نوع لهما، وإنها تمد يدها، وتتوقع يداً ممدودة من الجهة الأخرى فى المقابل!.

ولكننا فى كل مرة كنا نكتشف أن يدنا هى وحدها الممدودة!.

وسوف يكون أفضل جداً لو أننا توقفنا عن استدعاء البنك الدولى طرفاً فيما بيننا وبين إثيوبيا والسودان، بشكل خاص، ثم فى العلاقة مع دول حوض النهر الإحدى عشرة بشكل عام!.

إن هناك إصراراً غير مفهوم منا على استدعاء البنك إلى الملف، وكأننا لم نتعظ من تجربة استدعائه هو نفسه إلى العلاقة بين دول الحوض عام ١٩٩٩!.

وكأننا لم نأخذ الدرس من موقفه معنا حين استدعيناه إلى تمويل السد العالى عام ١٩٥٦!.

وكأننا نريده أن يلدغنا من الجحر ذاته ثلاث مرات.. ولا تكفينا مرة واحدة.. ولا مرتان!.

وكأننا نتوقعه جمعية خيرية تسعى بين الدول بكل ما يجلب لها الخير، ويحقق لها النفع والفائدة، ويجعلها.. خصوصاً فى حالتنا.. فى وضع أفضل مما هى عليه!

لن يحدث شىء من هذا، وتجربته معنا ومع غيرنا تؤكد ما أقوله، ليس لأنى أريد عن قصد أن أصوره على أنه شر مُطلق، ولكن لأن هذه هى طبيعته التى نشأ عليها فيما بعد الحرب العالمية الثانية، فهى طبيعة فيه لن تتغير، والرهان على تغيرها، أو تغييرها، أقرب إلى أن نطلب من الأسد أن يكون قطاً، أو العكس!.

إننى أتصور أن نكون على دراية كاملة، ومُسبقة، بالبنك، وبطبيعة أفكاره، وبحقيقة القوى العالمية التى تحركه من داخله وتوجهه.. أتصور أن نكون على دراية بهذا كله، دون حاجة إلى أن تكون لنا معه تجربة، أو تجربتان، أو أكثر!.

ولابد أن أفضل طريقة للتعامل مع الأشقاء الإثيوبيين هى التى تمسك بها الرئيس فى أثناء لقائه مع رئيس وزرائهم، أمس الأول!.. والطريقة هى أنه لا بديل عن ترجمة التطمينات من جانبهم إلى فعل على الأرض.. بل إلى شىء مكتوب.. فنحن نصدق رئيس الوزراء الإثيوبى عندما يقول إن السد لن يضر بنا.. نصدقه.. ولكنه يعرف قطعاً أن الأمور بين الدول لا تؤخذ هكذا بالكلام الشفوى، ولا بالنوايا الحسنة وحدها، ولكنها تؤخذ بما هو مكتوب، ومسجل، وبما وضع كل طرف إمضاءه الواضح عليه!.

مرة أخرى.. وثالثة.. وعاشرة: استدعاء البنك إلى الموضوع هو بمثابة وضع يدنا اختياراً فى فم الأسد.. وعلينا أن نتخيل الباقى!.

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى فم الأسد فى فم الأسد



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt