توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما تركية

  مصر اليوم -

دراما تركية

بقلم : خالد سيد أحمد

لا يجادل أحد فى براعة الدراما التركية.. حلقات المسلسل تمتد لأسابيع من دون أن تشعرك بالملل. أحداث جديدة ومشوقة كل يوم.. حدوتة مختلفة.. تفاصيل متنوعة وجذابة.. لا تملك إلا أن تواصل المشاهدة حتى تعرف النهاية.
قصة الصحفى السعودى جمال خاشقجى، الذى قتل فى قنصلية بلاده فى إسطنبول يوم 2 أكتوبر الحالى، حولتها السلطات التركية إلى مسلسل جديد ومثير وجذاب، تطل به يوميا ليس على المنطقة العربية فقط، وإنما على العالم أجمع، بشكل يخطف الأنظار ويراكم الشغف لدى المتابعين.
الجميع يعرف أن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، تملك منذ اللحظات الأولى جميع التفاصيل الدقيقة للجريمة التى حدثت فى القنصلية، إلا أنها لم تضعها مرة واحدة على الطاولة.. كل يوم تفرج عن تفصيلة جديدة، فيتلقفها الإعلام بكثير من الاهتمام، ويعيد نشرها لتصبح الرواية التركية محور الحديث والاهتمام فى العالم أجمع.
أحدث حلقة فى هذا المسلسل، الخبر الذى نقلته وكالة رويترز للأنباء، والذى يقول إن الشرطة التركية تفحص عينات مياه أخذتها من بئر فى القنصلية السعودية فى إسطنبول فى إطار التحقيق فى قضية مقتل خاشقجى.
الجميع الآن لديه شغف كبير ليعرف ماذا وجدت السلطات التركية فى بئر القنصلية السعودية؟ هل صحيح أن أجزاء من جثة خاشقجى تقبع فى داخله؟ أم أن تحليل المياه الموجودة فى البئر أثبت عدم وجود أى أثر للجثة؟ ولماذا رفضت السعودية فى البداية السماح للأتراك بتفتيش هذه البئر؟
أسئلة كثيرة ستظل تسيطر على المشهد، قبل أن تعرض السلطات التركية حلقة جديدة من المسلسل تنسينا قصة البئر. رأينا ذلك يتكرر بشكل يومى منذ بداية الأزمة. تسريبات تتضمن صور المشتبه بهم ومدى قربهم من مراكز صنع القرار فى المملكة. البحث عن خط سير 6 سيارات بعد خروجها من مبنى القنصلية. العثور على سيارة تتبع القنصلية فى أحد المواقف بإسطنبول بها متعلقات الضحية. البحث فى الغابات عن جثة خاشقجى. الحقيقة الكاملة التى سيعرضها أردوغان عن القضية. تفاصيل 22 دقيقة تسجيلات للجريمة لدى السلطات التركية.. إلخ.
كلها حلقات مثيرة حولت قضية خاشقجى إلى مسلسل يتابعه العالم بحماسة وشغف كبيرين، لكنها لم تصل إلى لب القضية، رغم إنه كان يمكن لأنقرة ــ كما هو المعتاد فى مثل هذه الجرائم ــ عرض الرواية الحقيقية مرة واحدة أمام الجميع.
هل يريد أردوغان تسلية دول العالم؟ بالتأكيد لا. هو يضغط بقوة على أعصاب الرياض ليصل إلى مبتغاه، والمبتغى هنا ليس مجرد حزمة أموال وصفقات استثمارية، فهذا أمر مفروغ منه، وانما تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، وهو الوصول إلى ترتيبات إقليمية جديدة بموافقة السعودية ودعمها، يتمخض عنها «كسر» ما كان مستقرا وثابتا خلال السنوات الأخيرة، ويعطى لتركيا وحلفائها جرعة أكسجين كبيرة، بعدما تم تقليم أظافرهم ومحاصرة نفوذهم فى الكثير من الملفات المهمة بالمنطقة.
لا يستطيع المرء تجاهل إشارات جديدة تعبر عما هو قادم.. فالتصريح الأخير لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان عن أن «اقتصاد دولة قطر سيكون قويا ومختلفا بعد 5 سنوات من الآن»، ليس مجرد جملة عابرة قيلت من دون قصد، ولكنها تبدو بداية للترتيبات التى يسعى أردوغان إلى الوصول إليها، وأهمها فك العزلة العربية المفروضة على الدوحة، والتوافق على صيغة تحفظ المصالح التركية فى سوريا والعراق، وتخفيف الضغط على الإخوان، وإيجاد منفذ يسمح لهم بالعودة إلى المشهد السياسى فى عدد من العواصم العربية بعدما تم رفضهم ونبذهم من قبل شعوب تلك الدول.
«فى بعض الأحيان عندما يموت الأشخاص يحققون أهدافا، بدت مستحيلة وربما ساذجة وهم على قيد الحياة.. المملكة العربية السعودية ستكون مختلفة بمقتل خاشقجى».. هذه الكلمات التى كتبها ديفيد إغناتيوس، الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» فى ختام مقابلة مع الأمير تركى الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، يبنغى التوقف أمامها كثيرا، لأنها ربما تحمل ارهاصات لملامح مملكة جديدة تتشكل على الشاطئ المقابل لمصر!.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما تركية دراما تركية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt