توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى!

  مصر اليوم -

ديسالين ليس النجاشى

بقلم - خالد سيد أحمد

كثير من المواطنين الذين تابعوا زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين، إلى القاهرة على مدى يومين، شعروا بقدر كبير من الأسى والحزن، ذلك أن الرجل الذى طلب منه ارسال رسالة طمأنة لمصر تزيل مخاوفها وقلقها العظيم على مياهها، لم يقدم سوى كلام منمق للاستهلاك الإعلامى فقط، وهذا الأمر لم يكن مفاجئا للبعض.. فديسالين ليس النجاشى الذى لجأ إليه المسلمون الأوائل طلبا للحماية ولم يخذلهم!

رئيس الوزراء الإثيوبى خلال مؤتمره الصحفى مع الرئيس السيسى، قال إن «شعب إثيوبيا لم ولن ــ فى أى حال من الأحوال ــ يسعى إلى تعريض حياة أشقائنا المصريين إلى الخطر، فنهر النيل يتدفق فيما بيننا، ولن نضر بلدكم بأى حال من الأحوال، وسنعمل عن كثب ونكفل الحياة لشعوب نهر النيل والقرن الإفريقى وإخراجهم من دوائر الفقر».

كلام جميل ورائع، لكن اذا حاولنا وضعه على أرض الواقع، حتى يكون له جدوى ومردود ايجابى يزيل القلق لدى المصريين من المخاطر الحقيقية التى ستنتج عن إنشاء سد النهضة، فلن نجد سوى محاولات إثيوبية متواصلة لاستهلاك الوقت، حتى تنتهى من إنجاز بناء السد.

ما يقلقنا حقا هو أن سعة خزان هذا السد العملاق تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، والذى يؤكد الخبراء على أن ملء هذا الخزان فى عدد سنوات قليل سيؤدى إلى فقدان مصر لربع مساحتها الزراعية، كما انه سيؤدى فى حالة «الملء والتشغيل» إلى زيادة الانخفاض فى توليد الكهرباء من السد العالى ليصل إلى 4500 جيجاوات، أى بنقص قدره 37%، مع حدوث عجز كلى فى توليد الطاقة الكهربائية ليصل إلى 41 عاما!.

هذه المخاطر الحقيقية الماثلة أمام أعين المسئولين المصريين، تترافق مع استمرار الجمود الحالى الذى يشهده المسار الفنى للمفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، الأمر الذى دفع القاهرة إلى اقتراح مشاركة البنك الدولى كطرف فنى فى اللجنة الوطنية الثلاثية لتسهيل المناقشات والتوصل إلى حل للنقاط الخلافية واتخاذ قرار بشأنها، وذلك بما للبنك الدولى من خبرات ومصداقية لدى الدول الثلاث.

هذا الاقتراح يعد من أفضل الخطوات العملية التى اتخذتها مصر على الإطلاق منذ تفجر هذه الأزمة، لان دخول البنك الدولى على خط المفاوضات، سيكشف عن الطرف الذى يعوق الوصول إلى نتائج حقيقية للدراسات الفنية، وسيكون داعما لموقف القاهرة على المستوى الدولى.

كما ان هذا الاقتراح ــ وفق الرؤية المصرية ــ يأتى «سعيا لتجاوز العقبات التى تواجه المسار الفنى، لا سيما فى ضوء ما يعترى مسار المفاوضات من تأخير، ولتفادى اتخاذ إجراءات أحادية على الأرض بشأن ملء خزان السد قبل الانتهاء من الدراسات الفنية»، وفقا لتصريحات السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية.

ديسالين وكعادته دائما فى استهلاك الوقت لصالح المضى قدما فى إنشاء السد بالمواصفات التى ستحدث ضررا بالغا بالحقوق المصرية، تهرب من الموافقة على هذا الاقتراح، وقال فى مؤتمره الصحفى: «أقدر المقترح المصرى بشأن إشراك طرف ثالث كوسيط فى المفاوضات الفنية، لكن بلادى مهتمة بدراسة تحديد الطرف الثالث وآلية وتوقيت تدخله بالمفاوضات!!».

واضح جدا ان ديسالين لن يكون «النجاشى الجديد»، الذى يستطيع منح مصر الاطمئنان على حقوقها المائية، خصوصا أن بلاده تدرس كذلك الإعلان عن بناء 3 سدود جديدة منها 2 على النيل الأزرق، بالإضافة إلى سد النهضة الذى يتم تشييده حاليا، وبالتالى فإن المسألة ليست متعلقة هنا بالتنمية أو التقدم فى إثيوبيا ــ وهو حق لها لا جدال فيه، وإنما المسألة تتعلق بمخطط يتم تنفيذه لـ«تعطيش مصر»، كما يراه الكثير من المتابعين والمراقبين.

ينبغى أن تدرك الحكومة الإثيوبية ان نهر النيل هو الشريان الوحيد لنا، وبدونه لن تكون هناك حياة على الأرض، وأن إقدامها على ملء خزان سد النهضة بدون الاتفاق على الإطار الزمنى المناسب، سوف يسفر عن وجود «ملايين العطشى» فى بر مصر، وهو ما لا يمكن للشعب المصرى قبل نظامه القبول به على أنه «أمر واقع»!.

 

 نقلا عن الشروق القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسالين ليس النجاشى ديسالين ليس النجاشى



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt