توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مئوية الحرب الكبرى

  مصر اليوم -

في مئوية الحرب الكبرى

بقلم : مصطفى زين

مئة عام مرت على انتهاء الحرب العالمية الأولى. أو حرب تفكيك الإمبراطوريات النمسوية والألمانية والسلطنة العثمانية وتوسع أخرى، وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية الأوروبية، ثم بروز الإمبراطوريتين السوفياتية والأميركية اللتين قسمتا العالم إلى قسمين.

قيل في تلك الحرب إنها ستكون نهاية الحروب في أوروبا لكن التنافس على المستعمرات كان السبب الرئيسي في نشوب الثانية وهي اشد هولاً واكثر تدميراً بسبب التقدم في صناعة الأسلحة والحاجة إلى المزيد من الأموال لتشغيل مصانعها، تماماً كما هو حاصل الآن فسباق التسلح يستهلك معظم الموارد البشرية، ولم يعد مقتصراً على أوروبا، بل عم الدول الأكثر فقراً التي تغرق في حروب أهلية تغذيها أطماع الإمبراطوريات السابقة التي تحتكر هذه الصناعة وتطورها كل يوم، وتتكتل ضد أي دولة تحاول المنافسة.

ومن نتائج الحرب الكبرى أنها أعادت رسم الخريطة الأوروبية وخريطة البلدان التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية وتقاسمها بين بريطانيا وفرنسا اللتين خاضتا الحرب الثانية، مستخدمتين أبناء المستعمرات وقوداً لها، فكان الإفريقي يقتل الإفريقي والعربي يقتل العربي والمسيحي يقتل المسيحي والمسلم يقتل المسلم باسم السيد الذي يدعي حمايته وتعليمه الحرية والديموقراطية ويدفعه إلى القتل في الوقت ذاته.

ومن نتائج التنافس على المستعمرات أيضاً بروز الإمبراطورية الأميركية التي ورثت فرنسا وبريطانيا وشكلت معهما حلفاً ضد أعدائهما في أوروبا وفي المستعمرات، ودافعت عنهما في مواجهة الإتحاد السوفياتي. أي أنها حدَثت، بما لديها من قوة ونفوذ، النهج الإستعماري فكانت الإمبريالية التي نعرفها اليوم، وحل الإستعمار الإقتصادي محل الإستعمار المباشر. ولم تنته الحروب، بل زادت وتيرتها، خصوصاً في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث مصادر الطاقة.

بعد مئة سنة على الحرب الكبرى هل انتهت الحروب؟ كل الدلائل تشير إلى عكس ذلك. سباق التسلح ما زال قائماً. التنافس على المستعمرات القديمة «المستقلة» ما زال كما كان. الأيديولوجيا الإستعمارية هي ذاتها. المملكة المتحدة ما زالت تدعي ملكيتها جزر الفوكلاند قرب الأرجنتين. فرنسا ما زالت متمسكة بتاريخها وترفض الإعتذار إلى الجزائر.

الولايات المتحدة تهدد أي دولة أو شخص يعارض سياساتها وتفرض العقوبات يميناً ويساراً على من يخالفها ويعارض إسرائيل. روسيا التي كانت حليفة خلال الحربين العالميتين أصبحت عدواً.

الشرق الأوسط نموذج للحروب المتناسلة منذ اقتسام «أملاك» السلطنة العثمانية إلى اليوم. ومنذ وعد بلفور لليهود وإنشاء إسرائيل بعد الحرب الثانية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة تحمي المصالح الإستعمارية.

يحيي القادة الأوروبيون غداً ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى ويتحدثون عن السلام والحرية وتقديس الحياة ولدى كل منهم خطة لمزيد من الحروب، فمصانع الأسلحة في حاجة إلى من يستهلك إنتاجها وهناك من هو مستعد لشرائها. كما أن الجيوش جاهزة للتحرك ومساعدة «الحلفاء» والأصدقاء».

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مئوية الحرب الكبرى في مئوية الحرب الكبرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt