توقيت القاهرة المحلي 02:24:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل أولاً

  مصر اليوم -

إسرائيل أولاً

بقلم - مصطفى زين

لا تتوقف المحاولات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية. كل الإدارات سعت إلى ذلك ديبلوماسياً وعسكرياً، متحدية العرب و»المجتمع الدولي». أحدث هذه المحاولات كان تجميد المساعدات لوكالة «أونروا»، تلبية لطلب إسرائيلي قديم جدده نتانياهو عندما «أمر» ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة بإعادة النظر في عمل هذه الوكالة الدولية، ودمجها في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

لطلب نتانياهو هدف واضح فإلغاء «أونروا» يعني، في ما يعنيه، عدم الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين، وإلغاء حقهم في العودة إلى بلادهم التي هجروا منها منذ سبعين عاماً، والاعتراف بحق أي يهودي بالاستيطان مكانهم، بعد أكثر من ألفي عام على الهجرة اليهودية (إذا صدقت الأسطورة)، إذ قال إن «أونروا منظمة تخلد قضية اللاجئين الفلسطينيين ورواية ما يسمى حق العودة، وتهدف إلى تدمير دولة إسرائيل. لذا يجب أن تتلاشى وتزول». لكن ما هدف إدارة ترامب من تجميد عمل هذه الوكالة الدولية؟

واقع الأمر أن البيت الأبيض الذي قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يحاول زيادة الضغط على الفلسطينيين والعرب للقبول بأي صيغة لـ «صفقة القرن». وقد شددت الناطقة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت على أن واشنطن لم توقف المساعدات بل جمدتها، أي أنها مستعدة لإعادة النظر في التجميد، مقابل موافقة الفلسطينيين على «الصفقة»، أو الانخراط من جديد في عملية مفاوضات من أجل المفاوضات، في عملية ابتزاز واضحة فالولايات المتحدة تعتبر أكبر المساهمين في تمويل «أونروا»، وتجميدها هذه المساهمة قد يؤدي إلى إغلاق مستشفيات ومدارس أمام الفلسطينيين، ووقف المساعدات عن الملايين المنتشرين في مخيمات لبنان والأردن وسورية وغزة، فضلاً عن الموجودين داخل فلسطين المحتلة (تدير أونروا 711 مدرسة ومعاهد للدراسات العليا ويعمل لديها 30 ألف موظف، كما تدير عشرات المستشفيات).

في معنى آخر، تريد إدارة ترامب محو ذاكرة الفلسطينيين وإقناعهم، بعد الدول التي تستضيفهم، بتوطينهم حيث يقيمون لكن خارج مخيمات اللجوء. المشروع ليس جديداً تكرر طرحه في كل المفاوضات التي خاضتها منظمة التحرير، ويتكرر في كل لقاء للمسؤولين الأميركيين والعرب، فضلاً عن أن «صفقة القرن» التي يتبناها ترامب تسعى إلى خلق دولة فلسطينية في سيناء، بعدما تعذر العمل بالخيار الأردني، وترى في ما يدور في شبه الصحراء من مواجهات بين الجيش المصري والإرهابيين فرصة للضغط على الجميع للقبول بهذا الطرح. ويتوقع أن يزيد ترامب هذا الضغط على حلفائه وعلى الأمم المتحدة التي تعامل إسرائيل بـ «طريقة أحادية ظالمة»، على ما قال.

سياسة الولايات المتحدة تجاه المسألة الفلسطينية ثابتة على مر العهود: إسرائيل أولاً وإلى الجحيم حقوق الإنسان وحرية الشعوب. وعلى الجميع الرضوخ لشروط أميركا.

 

نقلا عن موقع الحياه اللندنيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل أولاً إسرائيل أولاً



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon