توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا‭ ‬أعطيت‭ ‬صوتى‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى؟

  مصر اليوم -

لماذا‭ ‬أعطيت‭ ‬صوتى‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى

بقلم - طه عبد العليم

 لم أتخل يوما عن موقفى الموضوعى النقدى المنطلق من التفكير فى المصلحة الوطنية المصرية: طالبا وباحثا وإعلاميا، وكان هذا موقفى الثابت فى فترات عملى السياسى العابر، الذى غلب عليه دوما طابع الهواة، وبرأ دوما من داء السياسة المحترفين، ورغم مرورى العابر بكافة التيارات الفكرية عدا تيار الفاشية التكفيرية!! ومن منطلق التفكير فى المصلحة الوطنية المصرية، أعلنت باستقامة فى 5 يناير 2014 بجريدة الأهرام، تأييدى للسيسى رئيسا لمصر قبل ستة أشهر من ترشحه، بعد أن قدم أهم أوراق اعتماد ترشحه، باستجابته الوطنية والجسورة والتاريخية لإرادة الأمة المصرية فى ثورة 30 يونيو، التى أسقطت بفضل وحدة شعبها وجيشها حكم الفاشية التكفيرية التى هددت وجود مصر: دولة وأمة ووطنا وهوية.

ولست من الدائرة المحيطة بالرئيس السيسى أو المقربة منه؛ بل ولم أقابله قط، وفقط من منطلق التفكير فى المصلحة الوطنية المصرية أعطيت صوتى للرئيس السيسى ليقود مصر فى فترة رئاسته الثانية نحو مواجهة تحديات المهام الملحة أمام الأمة المصرية، التى أوجزت ما اعتبرته أهمها فى مقالى السابق، بعد أن برهن فى فترة رئاسته الأولى على قدرته على مواجهة خطر الارهاب وتحدى الإعمار. وبين تلك المهام أبرزت فى مقالى السابق تحدى تصنيع مصر؛ اقتناعا بحقيقة أكدتها مرارا طوال السنوات الماضية، وهى: أنه لا تنمية اقتصادية حقيقية بغير التصنيع؛ كما تؤكد تقارير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، استنادا الى دراسات مُعتَبَرة ومؤشرات مقارنة. وأسجل، أولا، أنه رغم العقبات الداخلية الظاهرة وتحديات العولمة القاهرة, فإن قدرات مصر الكامنة تسمح لها دون ريب بانجاز التصنيع وبلوغ ما تستحقه: أن تصبح دولة صناعية متقدمة! لكن هذا يستحيل بدون إستراتيجية للتصنيع؛ أى تبنى سياسات اقتصادية وصناعية تضمن أسبقية تنمية وتحديث وتعميق وتنويع الصناعة التحويلية؛ خاصة فروعها القيادية سواء منخفضة أو متوسطة أو راقية التكنولوجيا. ولا جدال أن الرئيس السيسي- ومعه الأمة المصرية- يتطلع الى كسب حماسة الشباب الهائلة فى عملية البناء وتحقيق تطلعاتهم المشروعة الى حياة كريمة. والسبيل واضح، وهو التصنيع، لأن الصناعة التحويلية - بتعريفها الواسع الشامل لقطاع الخدمات المتنامى فى عصر المعرفة والمرتبطة بالتصنيع- قد وفرت واحدة من بين كل ست فرص عمل على الصعيد العالمى، بل ومع كل فرصة عمل يتم إيجادها فى الصناعة التحويلية تُخلَق فرصتى عمل أو ثلاثا خارجها، ولأن أثر التصنيع لا يقتصر على مضاعفة فرص العمل؛ وإنما يعزز نوعيتها وانتاجيتها ودخلها.

وثانيا، أن مصر، قد واجهت- شأن غيرها من البلدان النامية التى نجحت فى التصنيع- تحدى تعيين نقطة انطلاق إستراتيجية التصنيع بالمفاضلة بين أولويات: إقامة البنية الأساسية، أو تطوير صناعات التصدير، أو إنشاء الصناعات الخفيفة الصغيرة والمتوسطة، أو تطوير الصناعات الأكثر رشادة من منظور مدى توافر الخامات والخبرة والسوق من أجل تحقيق التراكم المالى الضرورى وإعداد الكوادر، أو بناء الصناعة الثقيلة وخاصة صناعة بناء الآلات. وتكشف الخبرة التاريخية أنه قد جرى المزج بين هذه البدائل بنسب تباينت من بلد لآخر، ولكن بقيت صناعة بناء الآلات والمعدات والأجهزة الأساس الضرورى لإعادة بناء مجمل الاقتصاد ليصبح اقتصادا صناعيا متقدما. وأظن أن الواقع قد حسم نقطة انطلاق إستراتيجية تصنيع مصر، من جهة، لأن مصر قد استثمرت قسما مهما من مدخراتها واستثماراتها فى اقامة مشروعات عملاقة للبنية الأساسية خاصة فى قطاعات الطاقة والنقل والمواصلات تمثل رافعة جبارة لانطلاق التصنيع، ومن جهة ثانية، لأن مصر تمتلك قاعدة صناعية متنوعة - مادية ومعرفية - يمكن البناء عليها للارتقاء بطوابق التصنيع فى القطاعين العام والخاص، وخاصة فى الصناعات المعدنية والبتروكيماوية والنسجية والغذائية بل وصناعة الآلات والمعدات ووسائل النقل والمواصلات والأجهزة، أى الفروع الصناعية التى تتمتع بعلاقات تشابك أمامية وخلفية مع غيرها من قطاعات الاقتصاد المصرى المتنوعة.

وثالثا، أن تسريع التنمية الاقتصادية وتجاوز التخلف والتبعية يرتهن بتبنى استراتيجية للتصنيع تستهدف تعديل بنية الاقتصاد، بإقامة اقتصاد صناعى يرتكز الى تطوير مجمل الفروع الصناعية وبالذات الفروع القيادية، التى تحقق التقدم التكنولوجى وترفع إنتاجية العمل فى مجمل الاقتصاد. ولا يتحقق التصنيع بمجرد إقامة مشروعات صناعية وإنما بتبنى الدولة سياسات صناعية تستهدف إعادة بناء مجمل قطاعات الاقتصاد على أساس الأساليب الصناعية الأحدث للإنتاج، وتنطلق من رؤية متكاملة تحفز وترتقى بعناصر عملية التصنيع, أى: رأس المال اللازم للاستثمار والتمويل, ونخبة المنظمين, وقوة العمل المتعلمة والماهرة والمدربة, وتطوير قاعدة الطاقة اللازمة للصناعة، وتطوير صناعة البناء، وإقامة المشروعات الرئيسية للبنية التحتية الإنتاجية والاجتماعية, وتوسيع فرص نقل مواد ومعارف التكنولوجيا, وتعظيم السوق الداخلية والخارجية لمنتجات ومدخلات الصناعة.. الخ. كما يتطلب التصنيع مواجهة أسباب ضعف انتاجية العمل فى الصناعة التحويلية المصرية، وأهمها: ضعف التعليم الأساسى، وقصور التدريب المهنى، وضعف مستويات الأجور، وهجرة العمالة المدرية والفنية، وارتفاع تكاليف الانتاج، ونقص الخامات والمستلزمات، ونقص التمويل الذاتى، وارتفاع تكلفة الاقتراض، وقصور الخدمات الإنتاجية، وانخفاض جودة المنتجات، واشتداد المنافسة الاجنبية.. إلخ. كما يتطلب التصنيع فى ظل اقتصاد المعرفة تحسين جودة التعليم والتدريب المهنى والارتقاء بالبحث والتطوير وانتاج المعرفة والتقنية وهو ما يرتقى بالمحتوى المعرفى ومن ثم القيمة المضافة للإنتاج الصناعى.

وأختم فأقول- بجانب قيادته محاربة الإرهاب ومضاعفة العمران وهما مقدمتان لا غنى عنهما لبناء المستقبل- قد أعطيت صوتى للرئيس السيسى لأننى أثق فى قدرته على قيادة الأمة المصرية فى مواجهة تحدى تصنيع مصر، إذا اقتنع به والحلقة المحيطة به من دوائر صناع ومتخذى القرار. والأمر، ببساطة أن حسم خيار التصنيع- كما تكشف خبرة مصر والعالم- يتوقف على أن يتحرر صانعو القرار وقادة الفكر السياسى الاقتصادى من أسر النظريات المُشكِكة فى إمكانية تصنيع مصر أو المُضيِقة لحدوده، أو المُتوهِمة عجز مصر عن خوض مُعتركِه!.

 

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا‭ ‬أعطيت‭ ‬صوتى‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى لماذا‭ ‬أعطيت‭ ‬صوتى‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt