توقيت القاهرة المحلي 09:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

فيينا قطبة قطبة كسجادة عجمية؟!

  مصر اليوم -

فيينا قطبة قطبة كسجادة عجمية

بقلم : راجح الخوري

عندما استؤنفت المفاوضات النووية في فيينا، عاد الوفد الإيراني حاملاً ثلاثة عوامل هدفها الاستمرار في المراوغة وكسب المزيد من الوقت، بعدما كانت طهران قد كسبت خمسة أشهر ونصف الشهر، بعد توقف المفاوضات التي بدأت في أبريل (نيسان)، ويونيو (حزيران)، واستهلكت ست جلسات من دون أي نتيجة، سوى تصاعد معادلة التحدي التي تتبعها إيران، أي تسريع عمليات تخصيب اليورانيوم ورفعه إلى درجة 60 في المائة، مقابل إبطاء وتيرة التفاوض في فيينا، عن طريق المراوغة وطرح الشروط والمطالب التي يعرف النظام الإيراني جيداً أنها لن تمر، خصوصاً في ظل مواقف حتى روسيا والصين، التي بدت أقرب إلى موقف دول الغرب في معارضتها لطموحات طهران النووية.
هذه المرة عاد الوفد الإيراني، بعد وصول الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، بثلاثة عوامل، أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها تعجيزية، هدفها المضي في المراهنة على مخططات كسب المزيد من الوقت، ما يساعد النظام الإيراني على المضي في تسريع التخصيب، وسط خلاف متزايد مع مراقبي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» الذين مُنعوا من الوصول إلى الكاميرات في منشأة ناطنز:
العامل الأول أن رئيس الوفد على باقري كني، بدا كمن جاء يحمل معه ممحاة كبيرة، عندما طلب في الجلسة الأولى أن تبدأ المفاوضات من الصفر، أي أن تُلغى كل النتائج التي أمكن التوصل إليها في الجلسات الست السابقة، وهو ما أثار استغراب حتى المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف والمندوب الصيني وانغ تسون، وسط انتقادات متصاعدة من الدول الأوروبية، ورفض جازم من الجانب الأميركي.
العامل الثاني أنه قدم ورقتين غير قابلتين للتطبيق؛ واحدة عرضت شروط طهران المستحيلة والتعجيزية، التي يطلبها النظام الإيراني من الولايات المتحدة، وهي كسر موقف الرئيس جو بايدن، بدعوته إلى رفع كل العقوبات أولاً ودفعة واحدة، مع توقيعه على آلية للتحقق، ما يعطي إيران حق الموافقة أو الاعتراض من منطلق موضوع التحقق، إضافة إلى مطالبته بأن يتعهد، في وثيقة خطية، بعدم عودة أميركا إلى إلغاء الاتفاق، وهو ما لا يستطيع بايدن التعهد به وإلزام الإدارات من بعده بهذا، وأيضاً التعهد بعدم دفع الشركاء الأوروبيين إلى الانضمام إلى تطبيق نظام العقوبات على إيران.
العامل الثالث أن إيران ترفض أن تأتي الخطوة الأولى منها، وترفض أيضاً مقترح الرئيس الأميركي بالتنفيذ وفق آلية «خطوة امتثال مقابل خطوة امتثال»، كما أنها ترفض البحث قطعاً في مسألة تطوير الصواريخ الباليستية وسياستها الإقليمية المخربة والمزعزعة للاستقرار، سواء جاء هذا في سياق توسيع نص الاتفاق أو حتى في سياق اتفاق ملحق به.
منذ عرض الموقف الإيراني التعجيزي الجديد، واجهت العودة إلى المفاوضات جموداً، واتسعت الاتهامات الموجهة إلى إيران، بأنها تدفع عملية التفاوض إلى الفشل، ومع بداية الحديث عن العودة إلى توسيع العقوبات وارتفاع التحذيرات الأميركية من وجود «بدائل أخرى»، في إشارة إلى عمل عسكري، وقد ترافق هذا مع تصعيد إسرائيلي بتوجيه ضربة إلى المواقع النووية الإيرانية، دخل الوفد الإيراني لعبة مدروسة للمناورة لكسب المزيد من الوقت، عندما أوحى علي باقري كني باستعداده للتراجع، على قاعدة قوله: «إن كل شيء قابل للبحث»، بمعنى واضح جداً لإسباغ لعبة الصبر وطول الوقت، أو بالأحرى بإسباغ عملية حياكة السجاد قطبة واضحة وقطبة مخفية، على استراتيجية التفاوض، لتأخذ مزيداً من الوقت المراوغ، في حين تدور عمليات التخصيب بسرعة كبيرة تضع إيران على عتبة امتلاك سلاح نووي!
مع جمود المفاوضات قال مسؤول إيراني: «من الذي انتهك الاتفاق؟ الأميركيون... من الذي يجب أن يعوّض عن ذلك ويكون مرناً؟ الأميركيون بالطبع»، كان هذا شرحاً موجزاً ووافياً للموقف الإيراني، الذي يريد ليس فرض شروط طهران على واشنطن وحلفائها الأوروبيين فحسب، بل مطالبتهم بتعويضات عن النتائج الخانقة التي ضربت الاقتصاد الإيراني نتيجة العقوبات.
أمام هذا، برز، في الأسبوعين الماضيين، عامل قرقعة السلاح والتلويح بالعمل العسكري، خصوصاً مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن، حيث أعلن أنه أبلغ المسؤولين فيها عن «توجيهات أعطيت للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لضرب إيران، وعن موعد هذه العمليات»، وجاء هذا بعد تصريح وزير الدفاع الأميركي الجنرال أوستن لويد، الذي قال: «إن الإيرانيين يلعبون في فيينا، وأوروبا تعلم ذلك».
في سياق عرض العضلات العسكرية كانت القوات الجوية الأميركية قد أعلنت عن إجراء اختبار ناجح لقنبلة خارقة للتحصينات موجهة بالليزر من طراز «gbu72»، ويكتسب هذا النوع من القنابل أهمية قصوى في الحال الإيرانية، لأنه مخصص لاختراق حواجز صلبة من الخرسانة في أعماق الجبال، لكن إيران سارعت إلى الرد بالإعلان عن استعدادها لإطلاق صاروخ فضائي من منطقة سمنان، واعتبرت واشنطن أن هذه الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أقمار صناعية تتحدى قرار مجلس الأمن الذي يدعو إيران إلى عدم القيام بأي نشاط صاروخي باليستي قادر على حمل أسلحة نووية! ربما لهذا تعمدت إسرائيل قبل أيام الإعلان عن عملية سابقة نفذتها في 8 يونيو (حزيران) الماضي، مستعملة سلاحاً غير تقليدي في محيط دمشق وحمص، عندما استهدفت مواقع تحت الأرض تنتج غازات سامة، وأنها استعملت قنابل تخترق الإسمنت على سماكة كبيرة، وهو ما اعتُبر رسالة تحذير مباشرة إلى إيران.
لكن كل هذا العرض والتلويح بالقوة لم يعد في الواقع يتماشى مع طبيعة التفاوض في فيينا، حيث تحولت طاولة المفاوضات إلى ما يشبه رقعة شطرنج دولية تتقاطع فوقها حسابات مهمة ومؤثرة عند المفاوضين، وليس من المبالغة مثلاً أن يقرأ المرء في تبدّل الموقف الروسي الذي عبّر عنه ميخائيل أوليانوف، أولاً مستغرباً عودة الوفد الإيراني إلى ما قبل نتائج الجولات الست للمفاوضات، ليبدي تفهماً نسبياً لهذا، وبدا هذا كاستحضار للحسابات الدولية، مثل كرات على طاولة الشطرنج النووية، تقذف إلى جانب الكرة الإيرانية، أو بهدف استغلال المواقف منها لخدمة قضايا أخرى، بمعنى أن رائحة الأزمة الأوكرانية باتت حاضرة هناك، ويراها الأميركيون وشركاؤهم الأوروبيون بأم العين، تماماً كما أن رائحة الأزمة التايوانية حاضرة من خلال المندوب الصيني وانغ تسون، لكن بالتالي بمعنى أن يتذكر بايدن أن حساباته حيال النووي الإيراني تحتاج منه إلى أن يتذكّر جيداً حسابات روسيا في أوكرانيا، وحسابات الصين حيال تايوان، وأيضاً حيال الاندفاعات الحامية لمواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد.
ومن الواضح أن الإيرانيين يمارسون ألعابهم البهلوانية في قبول الشيء اليوم والتراجع عنه غداً، وممارسة التفاوض على النووي على قاعدة استراتيجية حياكة الوقت قطبة واضحة وأخرى مخفية تماماً، مثل حياكة سجادة عجمية، لكن النظام الإيراني المخنوق اقتصادياً، بدليل ثقل الميزانية الجديدة للدولة، التي أعلن عنها قبل أيام، يمكن أن يدفعه ذلك للعودة إلى الاتفاق قبل أن يختنق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيينا قطبة قطبة كسجادة عجمية فيينا قطبة قطبة كسجادة عجمية



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt