توقيت القاهرة المحلي 03:03:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الصميم

  مصر اليوم -

في الصميم

بقلم - جلال عارف

أحد الدروس المهمة التي تعلمناها من أساتذتنا الكبار، هي ألا نقسو في أحكامنا علي المبدعين الحقيقيين، أن ندرك أن الموهبة عملة نادرة، وأن علينا أن نرعاها بقدر المستطاع، وأن نساعدها علي أن تتألق، وأن نترفق بها حينما يجانبها التوفيق.

لا يعني ذلك أن نمتنع عن نقد ما يقدمونه من إبداع، أو أن نتغاضي عما يرتكبونه من أخطاء في تصرفاتهم الشخصية. العكس هو الصحيح.. فالنقد مطلوب، والمحاسبة ضرورية. لكن علينا أن ندرك ونحن نتعامل مع المبدع الموهوب ألا نستخدم ما يبدد الثروة التي يمثلها في زمن شحت فيه المواهب في كل المجالات.

تعلمنا مبكراً أن القسوة قد تكون مبررة في الجدل السياسي، لكن الأمر يختلف حين نتعامل مع المواهب الحقيقية في الفن والأدب. والأسباب كثيرة منها أن هؤلاء المبدعين قد لا يتحملون قسوتنا، لأن عملية الابداع في حد ذاتها صعبة وقاسية عليهم بما يكفي. صحيح أنهم يتمتعون بعذاب الابداع، لكنهم يدفعون الثمن. ولو أنك رأيت شاعراً بعد أن ينتهي من قصيدة ملهمة، أو فناناً بعد أن يبدع عملاً موسيقياً، أو أديباً وهو يكتب كلمة النهاية في رواية أو مسرحية.. لرأيت إنساناً منهكاً، يطلب الراحة وينتظر الجائزة التي ينالها حين يصل إبداعه للناس، وينير ولو شمعة صغيرة علي الطريق الطويل إلي الأجمل في حياتنا جميعاً.
هذا الإنسان الجميل بإبداعه يستحق معاملة خاصة. تحتفي بنجاحه وتتسامح مع اخفاقاته. تصحح له الخطأ وتأخذ بيده لطريق الصواب. لا نتركهم فريسة للابتزاز، ولا لمغامرات طالبي الشهرة، ولا لدعوات من يطاردون كل جميل في حياتنا، أو من طالبوا ذات يوم قريب بأن نخرج لهم نجيب محفوظ من قبره ليحاكموه علي ما أبدع!!
المبدع الحقيقي يستحق معاملة خاصة لكي يتصدي لكل ما هو قبيح في وطننا، للتخلف الفكري وللتدهور الأخلاقي. المبدع الذي أتحدث عنه هو الذي يحمي الابداع نفسه من الاسفاف، ويحصن المجتمع بالفن الجميل والثقافة التي تحترم العقل وتغني الوجدان.
تجتاح القسوة حياتنا كلها.. ولكن، رفقاً بالمبدعين

نقلا عن الاخبار القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الصميم في الصميم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل

GMT 23:03 2021 الأحد ,30 أيار / مايو

تألقي بمكياج صيفي ناعم على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon