توقيت القاهرة المحلي 16:13:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طفل البلكونة..!!

  مصر اليوم -

طفل البلكونة

بقلم - جلال عارف

فجأة.. اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بقصة »طفل البلكونة»‬ وأمه التي تحاول إدخاله إلي شرفة الشقة عن طريق نافذة الجيران بعد ضياع مفتاح الشقة!!
المحاولة فيها تعريض لحياة الطفل للخطر. وربما كان في الخلفية عند المتابعين قصص مريعة عن الجرائم  الأسرية الصارمة التي تضاعفت في الفترة الأخيرة.. ولهذا رأينا الصرخات علي مواقع التواصل الاجتماعي، وعلي شاشات التليفزيون تطالب بمحاكمة الأم، وتجتهد في البحث عن التهم التي ينبغي أن توجه لها، وسنوات السجن التي ينبغي أن تقضيها وراء القضبان!!
وسط هذه »‬الهوجة» لم يسأل أحد عن الظروف، حتي وقفت الأم أمام النيابة بعد إلقاء القبض عليها، لنجد صورة للمعاناة التي تعيشها أم »‬عاملة بسيطة في مدرسة» تتحمل العبء الأكبر في الإنفاق علي الأسرة بعد مرض الزوج. وتكدح في عملها ثم في رعاية أربعة أطفال.
وأمام النيابة تقف الأم والطفل والزوج. لا تبدو الأم امرأة تتعمد إيذاء أطفالها. إنه نقص الوعي وضغط الحياة. تتعامل النيابة بعيداً عن قسوة الصرخات علي »‬الفيسبوك» بالمحكمة والسجن. تستمع النيابة لدموع ندم الأم، ولصرخات الطفل الذي يرفض أن يكون مصير أمه السجن، وأن يكون مصيره الملجأ. يتم الإفراج عن الأم وتعود مع ابنها ليلتم شمل الأسرة.
ستختفي القصة بعد اختفاء الإثارة. ولكن ستبقي اسئلة ينبغي أن نهتم بالاجابة عليها عن جهود مطلوبة للتعامل مع هذا القطاع الواسع من الأسرة المصرية. كيف نساعد مثل هذه الأم علي رعاية ابنائها؟ وكيف نعمل علي زيادة وعيها بمسئولياتها تجاه الأبناء؟
وكيف يذهب العمل الأهلي إلي هؤلاء يقنعهم بأن رعاية الأسرة الصغيرة ستكون أفضل، ويعمل معهم علي تحسين ظروف الحياة بقدر الامكان؟!
 كم أتمني أن يجد الزوج الرعاية الصحية التي تمكنه من العودة للعمل. وأن يكون ما حدث درساً لكل أسرة »‬مهما كانت ظروفها» بأن رعاية الاطفال مسئولية كبيرة. وأن يدرك العمل الأهلي أن مكانه الأساسي هو هنا.. حيث ملايين الأسر التي تحتاج للمساندة، وحيث ملايين الأطفال معلقون في رقاب أمهات كادحات مثل أم »‬طفل البلكونة» التي كانت النيابة أكثر رحمة بها حين قالت إنها تحتاج للعون وليس للسجن الذي يحول الخطأ الفادح إلي مأساة!!

 

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفل البلكونة طفل البلكونة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon