توقيت القاهرة المحلي 11:05:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت إفريقيا من أسوان يوقظ الإنسانية

  مصر اليوم -

صوت إفريقيا من أسوان يوقظ الإنسانية

بقلم-عـــلاء ثابت

عندما انطلق صوت شباب إفريقيا من أسوان خلال فاعليات ملتقى الشباب العربى والإفريقى فى أسوان، شعرت بصوت يقول «هنا إفريقيا من أسوان»، صوت مفعم بالأسى، لكنه أيضا مفعم بالأمل، وقد جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتدشن جسرا بين أسى الماضى والحاضر والأمل فى المستقبل. فقد تناول الرئيس السيسى حجم التحديات التى تواجهها البشرية، والانتشار غير المسبوق للصراعات والنزاعات التى خلفت حجما هائلا من الدمار والتخريب الذى لم يشهد له التاريخ مثيلا، حتى أصبحت مشاهدة اللاجئين أمرا معتادا ، وصوت الصرخات والثكالى جزءا من حياتنا اليومية.

هذه الصورة القاتمة لأحوالنا فى إفريقيا والمنطقة العربية لم تمنع الأمل من شق طريقه عبر شباب إفريقيا والعرب، من الفكرة إلى الحلم الذى يتحول إلى حقيقة فى رحلة إلى المستقبل المشرق, عمادها الاجتهاد فى العمل والإيمان المطلق بأن السلام والعدل هما السبيل الوحيد المؤدى للإنسانية الحقة.

كانت هذه رسالة شباب إفريقيا والعرب بصوت وضمير الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى دعا إلى خطاب جديد للإنسانية، يوقظ الضمائر إلى حجم المعاناة التى تطوق العالم، وتستصرخ قواه الحية، لكى تضع حدا لتلك الصراعات التى تبدد ثروات البشر، وإذا لم تقتلهم بالأسلحة، فإنها تلقى بهم فى غياهب الجهل والفقر.

إن ملتقى أسوان لم يكن إلا حلقة فى سلسلة طويلة من لقاءات وجهود الرئيس السيسى فى المحافل الدولية، لكى تتحول إفريقيا من مصدر للتوتر والألم والبؤس إلى رافعة للأمل والإنتاج والتقدم فى العالم، لأنها القارة الشابة المملوءة بالثروات الطبيعية وبقدرات شبابها الطامحين إلى بناء بلدانهم على أسس من العدالة والسلام والاحترام والتعاون بين الشعوب.

كنت قد تابعت جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زياراته إلى الصين وأوروبا والولايات المتحدة، وكيف أنه كان يضع مشكلات القارة الإفريقية فى صدارة الاهتمام بالقضايا الدولية، من منطلق رؤيته وإيمانه بأن القارة الإفريقية تمتلك مقومات إخراج العالم من أغلب الأزمات التى يعانيها، سواء صراعات عرقية أو دينية أوعمليات إرهابية أو مشكلات اللاجئين، وذلك باستغلال ثرواتها وعقول وقدرات شبابها بالطريقة المثلى، لما تملكه من طاقات كامنة قادرة على العطاء فى كل المجالات.

لم يكن قرار الرئيس بتوفير العلاج لأبناء القارة السمراء من فيروس سى إلا مثالا على ما يمكن أن يفعله التعاون الخلاق بين شعوب القارة، ورسالة تحمل المعنى العميق للإنسانية، التى حان الوقت لإيقاظ ضميرها، ليكون التعاون وبناء الثقة والمحبة هو العنوان الأبرز، وليس تلك التفجيرات والعمليات الإرهابية وأصوات الاستغاثة من القوارب التى تحمل الشباب العاطل فى إفريقيا للبحث عن فرصة عمل فى بلدان أوروبا. ومن لا يواجه منهم الأمواج العاتية والغرق فإنه يسمع أصوات اليمين العنصرى الرافض لاستقبال المهاجرين.

لن يحتاج شباب إفريقيا إلى أوروبا إذا توافرت لهم فرص العمل فى بلدانهم، فلا أحد يحب ترك بيته وأسرته ووطنه ليواجه الحرمان والغربة، ولهذا فإن تنمية القارة الإفريقية وضخ الاستثمارات فيها هما الحل لمشكلة الهجرة، لتستريح أوروبا من أزمة المهاجرين، وينعم سكان القارة السمراء بالعيش فى بلدانهم المنتجة والمتقدمة والقادرة على استخراج ثرواتها.

لقد انتقد الرئيس السيسى البلدان المتقدمة التى استفادت بعقول أبنائنا النابهين، الذين أسهموا فى تقدمها ، عندما أشار إلى أن على دول المهجر أن تدفع ولو نسبة للبلدان التى أنجبت وعلمت هؤلاء الشباب النابهين، فى تلميح ذكى إلى أن شبابنا شارك فى نهضة وتقدم تلك البلدان المدينة لنا بقسط مما حققته من نماء وثروة.

وإذا كان الرئيس السيسى يأمل فى تجديد الخطاب الإنسانى ليحل التعاون والعدل محل الصراعات والتخريب، فإن رهانه الأساسى على عزيمة شبابنا فى تجاوز التحديات المحيطة، لأنهم «الرقم الفاعل فى بناء المستقبل»، وأن ننحاز إلى الشباب فى سعيهم إلى بناء مستقبل واعد، ولهذا حثهم على التمسك بأحلامهم والعمل على تحقيقها، لأنها الطريق نحو مستقبل مشرق لبلداننا، وأن نجعل من الإنسانية دستورنا.

لقد كان ملتقى الشباب العربى والإفريقى فى أسوان نقطة ضوء باهرة أخرجتنا من أجواء الأسى التى نشاهدها يوميا، وإذا كان الملتقى قد اختتم أعماله بمجموعة من القرارات المهمة حول تمكين الشباب، ووضع تصورات قابلة للتنفيذ عن تفعيل التعاون والمشروعات المشتركة، وتطوير البنية التحتية، خصوصا شبكات النقل والاتصالات بما يحسن التجارة البينية والتفاعل الخلاق بين أبناء القارة، لكن الوصية الأهم التى نبه لها الرئيس السيسى شباب القارة كانت هى جملة: «من فضلكم حافظوا على بلادكم»، وهى جملة غنية بالدلالات وتنبه إلى المخاطر التى تحيط بنا، والدعوات إلى إثارة الفوضى واستغلال طاقة الشباب فى التدمير الذاتى لبلدانهم، لتصبح معاول هدم، بدلا من أن تكون طاقة للبناء والتقدم، عن طريق العلم والعمل وليس التظاهر والتخريب والفوضى التى لا يمكن إلا أن تزيد من حدة الأزمات، وتعطل الإنتاج، وتجلب المزيد من الخراب والدمار، ولهذا فإن الوعى بتلك المخاطر، وأن يضع الشباب نصب عينيه المحافظة على أوطانهم من التخريب والتدمير، من أهم خطوات النجاح والتقدم.

نقلا عن الأهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت إفريقيا من أسوان يوقظ الإنسانية صوت إفريقيا من أسوان يوقظ الإنسانية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon