توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتعاونون مع السوق السوداء للإعلام

  مصر اليوم -

المتعاونون مع السوق السوداء للإعلام

بقلم - عـــلاء ثابت

من المؤسف أننا نعرف حجم الشائعات الضخم والغرض منه، ومع ذلك لا نتخذ الخطوات المناسبة لوأدها مبكرا، أو الحد منها ونترك الناس فريسة للسوق السوداء للإعلام، ولهذا نعانى كثيرا من النتائج المترتبة على اقتناع عدد كبير من الناس بمعلومات مجتزأة أو مغلوطة، مثلما حدث مع إستراتيجية التعليم الجديدة التى شرعت وزارة التربية والتعليم فى تنفيذها، والسبب يعود إلى عدم التعاون الكافى بين الوزارة والإعلام، وتأخر الشرح الوافى والمبسط للنظام الجديد وأهدافه ومزاياه، فى الوقت الذى تناقلت فيه وسائل التواصل الاجتماعى معلومات بعضها صحيح والآخر مغلوط، لتثير الارتباك بين المعلمين وأولياء الأمور فى قضية تهم كل بيت فى مصر، ولو كانت المعلومات قد جاءت من مصادرها المباشرة إلى الصحف والفضائيات الموثوقة، لما احتجنا إلى الكثير من الجهد لإزالة سوء الفهم والمعلومات الملتبسة والخاطئة.

وتكررت هذه المشكلة فى عدد كبير من الوزارات والمؤسسات الحكومية التى تتأخر كثيرا فى منحنا إجابات عن الأسئلة محط اهتمام الرأى العام، رغم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحرص على مكاشفة الرأى العام بالشرح الدقيق لما يجرى من أحداث أو مشروعات قيد التنفيذ، ويقدم الأرقام والبيانات المقنعة والتى يسهل على المتخصص ورجل الشارع أن يفهمها، لكن بعض الوزراء وكبار المسئولين يفضلون الانتظار أحيانا، أو لا يهتمون بالإجابة عن تساؤلات الناس، وتكون النتيجة أن الشائعات تملأ هذا الفراغ، فلا أحد ينتظر طويلا صدور بيان رسمى، فالناس يبحثون عن أى مصادر تجيب عن تساؤلاتهم ولا يدرى الوزير أو المسئول أنه لا يكفى أن تكون معلوماتك موثوقة وأنها تدحض ما يتم ترويجه من شائعات، لأن السبق عامل مهم وأساسى، ولا تعتقد أن المواطن ينتظرك، بل إن تأخرت فى الرد فسيتم تفسيره على أنك لست على صواب، وأن هناك ما تخفيه أو تخشى ذكره ولهذا تتأخر فى الإدلاء بالمعلومات المتوافرة، وبذلك فإنك توفر خدمة كبيرة لسوق الإعلام الأسود من مطلقى الشائعات وتتعاون معهم من حيث لا تدري، وبمجرد أن تنتشر الشائعات ولا تجد ردا أو معلومة تدحضها، فإنها تزداد قوة وانتشارا ومصداقية ومادام كثيرون قد صدقوا الشائعة فمن الصعب إقناعهم بالعكس، فكل من يصدق شائعة ينقلها ويؤكد أنها الحقيقة.

ومن الصعب أن يتراجع أمام من ذكر لهم الشائعة ويعترف بأنه أخطأ، ولهذا سوف يدافع عن مصداقية الشائعة، ولا تعتقد سيادة الوزير أن أمر الشائعة يتعلق بعدد محدود من مروجيها، فهذا يكون فى البداية فقط، لأن المواطن العادى سيصبح ناقلا للشائعات بفضل تأخر سيادتك عن منح الإعلام المعلومة الصحيحة، والمعروف أن أى شائعة مثل كرة الثلج تكبر وتزداد فى المبالغة كلما انتقلت وتدحرجت، فكل ناقل شائعة يريد لفت الأنظار بإضافة القليل أو الكثير إليها، ولهذا فإن وأد أى شائعة ضارة يتطلب منا وقف تدحرجها، ووأد الشائعة هو كشف الحقيقة واكتساب الثقة، والتأخر المتعمد أو بحسن النية سيكون سلاحا فى يد مطلقى الشائعات، وتكون قد ساعدتهم فى التضليل من حيث لا تدري.

لقد اتصلت بعدد من الوزراء فى مناسبات عدة ومن بينهم وزراء التربية والتعليم والثقافة والتعليم العالى، وطلبت منهم عقد لقاءات مع الإعلاميين وشرح عدد من القضايا التى تهم الرأى العام وإيجاد قنوات سريعة وفعالة، وأن يكون لدى المسئول القدرة والجرأة على مواجهة الرأى العام، ورغم أن ما أردته هو فى مصلحتهم شخصيا، ومصلحة الوزارات والحكومة والدولة، فإنهم فضلوا الصمت!.

فالصمت ليس فضيلة فى هذا الزمن الذى لا يصمت فيه الآخرون، فقد فات أوان أن تركن، لأنك وحدك من يمتلك المعلومات الصحيحة والموثقة فهناك إعلام السوق السوداء الذى يعيش ويتنفس على غياب المعلومة، ويستطيع أن ينسج معلومات وفق هواه أو هوى مموليه وهذا الإعلام الأسود يستطيع بذكاء واحتراف تقديم خلطة من المعلومات الزائفة والحقيقية القادرة على الإقناع، والمعروف أن الأسبقية لها الأفضلية، والجهد المبذول فى استئصال معلومة خاطئة جرى تداولها على نطاق واسع، أكبر عشرات المرات من مواجهة المعلومات الخاطئة مبكرا، والأفضل طبعا أن تكون للوزارات والمؤسسات المعنية الأسبقية فى الإعلان عن أى حدث قبل غيرها، وغالبا فهى تكون على علم، لأنها إما صانعة الحدث أو طرف فيه ولهذا تكون لها ميزة كبيرة سرعان ما يهدرها الوزير أو المسئول الذى يتأخر فى الإعلان، وحتى الأحداث السيئة أو حالات التقصير فمن الأفضل أن تعلن عنها سيادة الوزير أو المسئول، ولا تعتقد أنك تمتلك الصندوق الأسود، لأن السوق السوداء غاية فى السرعة والتربص لكل حالة تقصير أو إهمال، فلا تخش من أن تبدأ أنت بالتوضيح لأنك إن سارعت بالحقيقة، حتى ولو كانت مؤسفة، فإنها ستكون أفضل بكثير من ترك الجماهير تعرفها من السوق السوداء للإعلام.

أتمنى أن نبدأ مرحلة أعلى من الشفافية القائمة على المعلومات الصحيحة، وأن تتعاون الوزارات والهيئات والمؤسسات، وأن تختصر الطريق إلى الإعلام، حتى لا ندع الجماهير فريسة لمروجى الشائعات والسوق السوداء للإعلام.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتعاونون مع السوق السوداء للإعلام المتعاونون مع السوق السوداء للإعلام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon