توقيت القاهرة المحلي 01:14:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فريدة ونانسى ونور.. تاء التأنيث ثورة لا عورة

  مصر اليوم -

فريدة ونانسى ونور تاء التأنيث ثورة لا عورة

بقلم : خالد منتصر

فى ظل الإحباط والاكتئاب، الذى شعرنا به مع منتخبنا القومى لكرة القدم بعد الخروج المهين من الدور الأول لكأس العالم، امتدت أيادى بنات مصر الناعمة لتربت على أكتافنا بحنان الأم المزروع فطرياً فى كل أنثى هى دوماً رحم الأمان حتى لوطنها الكبير، خرجت علينا السبّاحة فريدة عثمان بابتسامتها الجميلة لتهدينا ذهبية السباحة، وأطلت علينا نانسى طمان، بطلتنا الرشيقة لتهدينا ذهبية الجمباز، ولهثت أنفاسنا مع مضرب نور الشربينى الساحق الماحق، تتوجه قطرات عرقها المتلألئ لتضع فى أعناقنا طوق ياسمين انتصارها فى بطولة العالم للإسكواش، غنينا مع صلاح جاهين «البنات البنات ألطف الكائنات»، كنا نغنيها بألسنتنا، لا تتجاوز حناجرنا، عرفنا معناها اليوم، وعرفنا أن المبدع «جاهين» كان يمتلك البصيرة والنبوءة، إنه حتماً سيأتى اليوم الذى تمد فيه البنت المصرية طوق النجاة لتنقذ مصر من كآبة اليأس، حتماً ستنتفض «بهية» وتخرج كما فى نهاية فيلم «العصفور»، لتصرخ فى الجموع المنكسرة المنهزمة المأزومة، حنحارب، حنحارب كل ما هو قبيح ومؤلم ومحبط، حنحارب فقر الروح وفقر الفكر، حنحارب جدب البهجة وتصحّر الوجدان، وجهت فريدة ونانسى ونور رمح التحدى فى وجه تيارات الفاشية الظلامية التى طالما مسحت عقل مصر ومسخت روحه وصورت للبنت أن جسدها عبارة عن كتلة لحم مشتهى، عليه أن يستقبل كبت الفحول وعقدهم النفسية وعصابهم وازدواجيتهم ونفاقهم، خرجت كل منهن لتعلن للعالم أن الجسد طاقة روح ونافذة بهجة وأداة إنجاز وركيزة أمل ودعامة حلم، أن البنت ثورة لا عورة، أنها نور شمع لا ظلام قمع، فريدة تسبح، لا تلاطم الماء ولا تقاوم التيار فحسب، لكنها تلاطم الجهل وتقاوم التخلف أيضاً، «نانسى» لا تروض الجسد فقط، ولكنها تروض معه الضباع البشرية التى حولت مصر إلى سرادق عزاء ووكر خفافيش وكهف غربان، «نور» لا تضرب كرتها العنيدة فى الحائط الصلب الصلد، ولكنها تضرب معها كل أوهام التفوق الذكورى الساذج، الذى عاش فى أسطورة النصف إله، الذى يستخدم الجاريات المحظيات، لتدليك فحولته ودغدغة كبريائه وزغزغة غروره المزمن، علينا أن نفرح بهن، ونحتفل معهن بانتصاراتهن، ويا ليتنا نصل إلى هذا السر الأنثوى الغامض، الذى كشف عورة مجتمعنا فى لحظة فارقة، كنا قد ظننا فيها بأننا من الممكن أن نتجاوز كساحنا على كافة المستويات بساق واحدة اسمها الرجل، شكراً لتاء التأنيث على جرعة الأمل التى عالجتنا من إدمان الوهم.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريدة ونانسى ونور تاء التأنيث ثورة لا عورة فريدة ونانسى ونور تاء التأنيث ثورة لا عورة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 00:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد إمام يتعاقد على مسلسل لـ رمضان 2025

GMT 02:20 2020 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

تعرف على قصة الفتاة صاحبة "استغاثة الفيسبوك"

GMT 05:06 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان حكيم يكشف أنّه لا يمانع دخول ابنه مجال التمثيل

GMT 09:21 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي وكورتني كارداشيان في فستانين أنيقين

GMT 19:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

مباحث الآداب تفحص ٥٥ شقة مفروشة في الغردقة

GMT 15:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قشر البيض أهم مصادر معادن الكالسيوم والفسفور والزنك

GMT 00:02 2015 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

كيف يكون شكل الجنين في الشهر التاسع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon