توقيت القاهرة المحلي 11:11:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحيد حامد.. كل سنة وأنت مبدع

  مصر اليوم -

وحيد حامد كل سنة وأنت مبدع

بقلم: خالد منتصر

عيد ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد ليس مجرد احتفال وتورتة وإطفاء شموع و«هابى بيرث داى».. إلخ، إنه احتفال بأيقونة إبداع يزداد تألقها مع مرور الزمن، مثلها مثل جوهرة ماس تمنح ألقها أكثر كلما مسّتها بصمات السنين، مثل قارورة العطر المعتَّقة التى يلتصق أريجها بشغاف قلبك وتخترق مسام روحك ولو من مجرد نقطة أو رذاذ، ٧٥ سنة من العطاء والفن والتألق والنبوءات والمعارك والعناد، ثلاثة أرباع القرن وهو قابض على جمر الإبداع، لم يرتدِ ثوب الواعظ ولا الخطيب ولا سمسار الأخلاق أو تاجر السياسة، لم يراهن إلا على الفن والفن فقط، منذ أن حمل مجموعة قصصه القصيرة إلى يوسف إدريس، محملاً بغبار قطار منيا القمح، أشار يوسف إدريس إلى مبنى ماسبيرو قائلاً «مكانك هناك»، من وقتها وهو يعرف أن الدراما هى قدره وجنّته وجحيمه ونوره وناره، يهدى بمصباحها الحيارى ويكتوى بعذاب معاركها مع السلطة، أى سلطة تحت أى مسمى وبأى رداء. من الممكن أن تختلف مع وحيد لكنك لا تختلف عليه، بل على العكس تعود أكثر إعجاباً وفهماً، وقد حدث هذا معى شخصياً، وحيد حامد يقاسم معك الحب ولا يخاصم، يستوعبك بحضن المحب وطبطبته، وبأناة الحكيم وخبرة الفلاح الذى يحمل كل طبقات مصر الجيولوجية، تلك المحروسة التى لا ينضب بئر نفطها الفنى أبداً، مشواره يحتاج إلى مجلدات، وأتمنى أن يحالفنى الحظ وأسجل رحلة إبداعه الثرية والتى ستكون فى نفس الوقت إطلالة على تاريخ مصر فى ربع قرن.

وحيد حامد ليس مثقفاً عادياً يرطن بالمصطلحات المعقدة، لكنه مثقف ملتحم بالناس، بسيط لدرجة استحالة التقليد من فرط البساطة، يمتلك راداراً حساساً فى منتهى الدقة، إنه زرقاء يمامة الفن المصرى، نبوءة فيلم «البرىء»، ثم نبوءة فيلم «طيور الظلام» التى تحالف فيها حزب السلطة مع الإسلام السياسى، نبوءة مسلسل «العائلة» هذا المسلسل العبقرى الذى دق ناقوس الخطر بأن الخلل فى الفكر لا فى الأشخاص، وبأن المواجهة الأمنية فقط لا تكفى، نبوءة مسلسل «أوان الورد» الذى رصد بذور الفتنة الطائفية وهى ما زالت فى التربة قبل أن تفاجئنا بثمار الكراهية والحقد الأسود والحصرم المر وصبار الشوك. وحيد حامد انتقل برشاقة راقص باليه بين الأشكال الفنية المختلفة من كتابة القصة إلى المسلسل الإذاعى إلى التليفزيونى إلى السيناريو السينمائى، حتى المسرح خاضه بروح السينما وقدّم عملاً كوميدياً، «جحا يحكم المدينة» الذى كان من أجمل أدوار سمير غانم. اليوم عيد ميلاد وحيد حامد، قبلة على جبينه الوضّاء، وتوسل إلى أنامله الساحرة التى جادت علينا بكل هذا الخير الدرامى والنعيم الفنى، توسل بأن يعود ليمتعنا ويعلمنا أن الفن الحقيقى سحر غامض لا يأتى بقرار ولا يولد قيصرياً.

نحبك يا وحيد، ونحمد الله على أننا قد وُلدنا فى زمنك، وتشكل وعينا من فيض إبداعاتك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحيد حامد كل سنة وأنت مبدع وحيد حامد كل سنة وأنت مبدع



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 10:26 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

محمد رمضان يكشف عن أكبر مخاوفه في الحياة
  مصر اليوم - محمد رمضان يكشف عن أكبر مخاوفه في الحياة

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon