توقيت القاهرة المحلي 17:06:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لكى تنجب مصر «يوسف شاهين» مرة أخرى

  مصر اليوم -

لكى تنجب مصر «يوسف شاهين» مرة أخرى

بقلم: خالد منتصر

فى ذكرى رحيل يوسف شاهين سألت نفسى سؤالاً افتراضياً، هل من الممكن أن تنجب مصر يوسف شاهين آخر؟

السؤال بطريقة أخرى، هل يوسف شاهين مجرد مخرج موهوب صنعته نوعية التعليم الأمريكى الجيد.. أم هو نتاج خلطة ظروف سحرية اجتمعت فى لحظة فصنعت يوسفات شاهينيات كثيرة فى كل مجالات الإبداع؟، لماذا يوسف شاهين بالذات هو الذى طرحت معه هذا السؤال بالرغم من وجود مواهب كثيرة؟

ليست ذكرى الرحيل فقط، فيوسف شاهين يمثل لحظة فارقة وفريدة، و«كوكتيل إسكندرانى» لو ألقيت نظرة على الإسكندرية اليوم ستجد أن هذا الكوكتيل قد اندثر وضاع فى زحام تشوهات الإسكندرية التى حدثت مع زحف السنين وفيروسات تتار الفاشية الدينية وتدنى الذوق الجمالى الظاهر فى عشوائيات الارتفاعات المخالفة وفوضى التعدى على كل ما هو جميل والتصالح مع كل ما هو قبيح.. ما هذه الخلطة التى أنتجت وصنعت يوسف شاهين؟، وهل من الممكن تكرارها؟، أو هى موجودة الآن بالفعل؟

يوسف ابن الإسكندرية الكوزموبوليتان، اليونانى والإيطالى والفرنسى والقبرصى واليهودى.... إلخ، مدينة جاذبة لا طاردة، تصهر فى سبيكة متفردة ولا تقهر فى مسخ مشوه، تصهر بشراً ولا تضمر شراً، شاطئها المفتوح الممتد بامتداد الأفق علم أهلها أن يكونوا حضناً دافئاً للجميع، مدينة تطبطب لا تكيل اللكمات، تمشى إليها وهى فاتحة ذراعيها لا تدفعك بالركلات، يوسف ابن مدرسة فيكتوريا التى انفتحت على العالم وكانت أمماً متحدة مصغرة، هو ابن الطبقة المتوسطة زميل لأبناء ملوك وأرستقراط من الأردن وإسبانيا والسعودية، يوسف ابن ظرف وزمان ومكان كانت اللغات الأجنبية فيه وسيلة تواصل لا تناحر، وكان التحدث بلغة أجنبية بإتقان وسلاسة ليس دليلاً على انحراف دينى أو غزو ثقافى، يوسف ابن تعليم كان يمنح النشاط المسرحى مساحة أوسع وأرحب بحيث تتفجر المواهب، ويكون الاهتمام بمسرحية هاملت مساوياً للاهتمام بنظرية فيثاغورس، يوسف ابن فترة كان السفر فيها تحليقاً للأحلام لا لجوءاً للأوهام، سافر وهو يحلم بالمسرح والسينما، سافر ليتعلم ويتثقف، لم يكن خائفاً ولا متربصاً بدولة الحلم، ولم تكن الدولة التى استقبلته خائفة أن يفجرها أو يدمرها، يوسف ابن ثقافة لم تكن تسأل عن الديانة ولم تكن تحرم تهنئته بالعيد، يوسف ابن ثقافة احترمت غرامه وافتتانه بالرقص والغناء، يوسف ابن ثقافة كانت تمنح ابن العشرينات فرصة إخراج فيلم روائى طويل بطولة نجوم مصر، يوسف ابن زمن سمح له بالاختلاف حتى إن أطلق عليه البعض جنوناً ومجوناً، كان عاشقاً لأم كلثوم وأغنيتها «وعايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يا زمان»، فهل سيعود ذلك الزمان بتلك التفاصيل والمعطيات والمعايير ليصنع لنا يوسف شاهين مرة أخرى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكى تنجب مصر «يوسف شاهين» مرة أخرى لكى تنجب مصر «يوسف شاهين» مرة أخرى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:27 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مورينيو يعلن عودتة للتدريب في الصيف المقبل

GMT 17:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتنظيف الفرن بالطريقة الصحيحة

GMT 03:46 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عفاف شعيب تكشف أسرارًا جديدة عن عائلة عبد البديع العربي

GMT 14:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أكثر الأشياء التي تثير عصبية زوجك وغضبه

GMT 01:20 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

علاج حب الشباب بالليمون

GMT 13:05 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة تحضير المهلبية

GMT 05:52 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

"التضامن" تواصل صرف معاشات مارس لليوم الثانى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon