توقيت القاهرة المحلي 20:35:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثروت عكاشة.. أندريه مالرو مصر

  مصر اليوم -

ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر

بقلم: خالد منتصر

يُعتبر الاحتفال بمئوية د. ثروت عكاشة حدثاً لا بد من الاحتفاء به، ولا بد أيضاً من تقديم الشكر لوزيرة الثقافة التى تحمست لهذه الاحتفالية التى ستتخطى حدود الأمسية أو اللقاء، بل ستمتد لتشمل كل معهد فنى بناه وفكّر فيه هذا البنّاء الثقافى العظيم، أندريه مالرو مصر.. الأكاديمية، قصور الثقافة، المعابد الفرعونية التى تم إنقاذها فى عهده، فيلم المومياء الذى لولاه ما خرج إلى النور، كتبه الفنية التى تعلمنا من خلالها ما هو الفن! كل تلك الأشياء ستحتفل بهذا المثقف العظيم الذى منح مصر كل كيانه، وعشقها حتى الثمالة، جندياً ومسئولاً وفناناً ومفكراً، سأعرض للقراء بعض ما كتبه عنه مثقفو مصر مما تسمح به المساحة:

«أيها البنّاء العظيم للبشر قبل الحجر، ولأعمدة النهضة لا دعائم السلطة، سقطت قلاع كثيرة منذ رحيلك عن ميدان العمل الثقافى، لكن قلاعك الجديدة التى شيّدتها بقلمك ورسمت على جدرانها أوجه الجمال السبعة وُجدت لتبقى راسخة أبد الدهر، ومنها سوف يستمر إشعاع تنويرك، فرحيلك الجسدى سوف يزيدها إشعاعاً وتنويراً».

الفنان التشكيلى عز الدين نجيب

«من عاش قاهرة الستينات يدرك جيداً أن ثروت عكاشة قد جعل من القاهرة إحدى العواصم الثقافية الكبرى فى العالم، كان بإمكاننا وقتها أن نحضر حفلتين أسبوعياً لأوركسترا القاهرة السيمفونى تخصص الحفلة الصباحية منهما للطلبة بسعر موحد خمسة قروش للتذكرة، ونحضر موسم الأوبرا الإيطالى ونشاهد عروض البولشوى وباليه لينينجراد وفرقة موسييف الذائعة الصيت للفن الشعبى على مسرح دار الأوبرا، وفرقة «الأولدفيك» البريطانية العريقة على مسرح الصوت والضوء بالهرم، وفرقة تساندريكا الرومانية للعرائس التى كانت الفرقة الأولى للعرائس فى العالم وقتها، وكذلك مسرح موسكو للعرائس «مسرح أبراشوف» الذى يُعد من أهم مسارح العرائس فى العالم على خشبة مسرح القاهرة للعرائس الذى تم إنشاؤه أيضاً فى تلك الفترة وقدم عروضاً مرموقة ما زلنا نشاهدها حتى الآن، ولعل «الليلة الكبيرة» خير شاهد على ذلك».

المخرج محمد كامل القليوبى

«كنت أعرفه قبل أن أراه، أعرفه من خلال ما كان يقوم به كوزير للثقافة وما يقدمه لنا كباحث وعالم ومؤرخ وفنان.. وأخيراً تسللت من بين سطور مذكراته لأستشف من خلالها الإنسان الكبير والروح الهفهافة الباحثة عن الجمال والهارمونى فى كل ما تراه وتلمسه وتبحث عنه. كنت أتابع بذهول ما فعله لمصر وللثقافة العربية وكيف بنى جسوراً من ذهب وياقوت تربط بين حضارة عربية إسلامية عريقة وبين معالم حضارة أوروبية ما زالت مشاعلها تضىء أرجاء الدنيا.. إنه واحد من هؤلاء الفرسان الكبار بدءاً من رفاعة الطهطاوى وصولاً إلى طه حسين وتوفيق الحكيم، عرف كيف يمسك بالخيوط السحرية التى تجمع بين دفقات عمر الخيام الفارسية وبين أصداء «ليليات» شوبان المليئة بالشجن.. وبين الرسومات الإسلامية المغرقة فى تجريبيتها المبكرة وبين أعمال شاجال ودوفى المنمنمة وألعابه بالسحر الأسطورى».

الناقد السينمائى رفيق الصبان

«هو الأديب العاشق للحياة بكل ما فيها، متذوقاً لفنونها وجمالها، متربعاً على عرش الثقافة المصرية بل والعربية، المثقف الواعى الذى سبق أجيالاً وأجيالاً بما قدمه للحياة الثقافية فى مصر فى شتى المجالات الفنية والثقافية، فقد كان وزير الثقافة المثقف المستنير الذى أنشأ وأرسى قواعد التعليم الفنى فى مصر، فلم تكن هناك مؤسسات حكومية تقوم بنشر الفنون، ولذا أنشأ أكاديمية الفنون عام 1959 بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة، وذلك بعد توليه مسئولية وزارة الإرشاد القومى بسنة واحدة، ومن خلال تلك المؤسسة، وهذا الصرح الثقافى العظيم، استطاع الانطلاق بمصر من المحلية إلى العالمية، فقد كانت هى إشارة البدء لتعليم الفنون العالمية والانفتاح عليها، وتأهيل الكوادر الفنية المصرية فى كثير من المجالات، حيث بدأ التعاون مع بعض الدول الأجنبية لاستقدام أساتذة أجانب لتولى عملية الدراسة للطلاب المصريين فى أكاديمية الفنون من خلال دراسة أكاديمية متخصصة، والذين أصبحوا يقودون العملية التعليمية والثقافية فيما بعد، وصولاً لتمثيل مصر فى المهرجانات والمسابقات الدولية والعالمية ووضع فنون مصر على الخريطة العالمية».

د. رانيا يحيى

انتهت الاقتباسات، ولكن لن تنتهى سيرة ثروت عكاشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر ثروت عكاشة أندريه مالرو مصر



GMT 03:16 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

الوضوء الوطني

GMT 03:14 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

مصفاة جديدة للنبوغ!

GMT 03:13 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أرض الحرية.. ليست حرة

GMT 03:05 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 21:32 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق في سرقة قطع أثرية من متحف كلية آثار جامعة سوهاج

GMT 12:25 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بيرسي تاو ينتظم في تدريبات الأهلي الجماعية بشكل كامل

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

تعرّفي على أهمية الـ"فنغ شوي" في غرفة المعيشة

GMT 11:16 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الثقافة تنظم فعاليات وأنشطة فنية بأبو سمبل وكوم أمبو

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيميوني يشيد بلاعبي أتلتيكو رغم الخروج من دوري الأبطال

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طارق العشري مديرا فنيا لنادي وادي دجلة

GMT 15:59 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اغتيال البراءة 27 طفلاً ضمن ضحايا مسجد الروضة في بئر العبد

GMT 05:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيجي حديد تسرق الأنظار في عرض أزياء المصمم جيامباتيستا فالي

GMT 09:10 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

WHITEHALL تقدّم مجموعة من الأقراط الماسية بمناسبة الأعياد

GMT 00:02 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جاريث بيل يعلن رسميا مشاركته فى بطولة كاليفورنيا للجولف

GMT 18:17 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم الشيخ التي لم نعرفها من قبل

GMT 09:29 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن علاقة الاضطرابات النفسية بتغيرات المناخ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon