توقيت القاهرة المحلي 02:42:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع البيرفيكشن

  مصر اليوم -

صراع البيرفيكشن

بقلم: خالد منتصر

بعد مشاهدة موكب المومياوات الملكية بدقته وإبهاره وروح الرغبة فى الكمال التى سرت فى أوصال كل من شارك فى هذا الحدث المبهر، قمة البيرفيكشن كما يصفه الأجانب، بعدها تساءلت إذا كنا نستطيع أن نفعل كل ذلك وبكل هذا التميز، فلماذا نرى فى الشارع سلوكيات «الطلسأة» و«اللكلكة» و«الطناش»، تحكمنا ثقافة «إلا خمسة»، كل شىء نفعله «إلا خمسة» و«ناقص حتة» أو «سيكا»، كما يقولها الجيل الجديد!، لماذا كل تلك الحوادث على الطرق التى أساسها ثقافة الطلسأة والسربعة، وعبارة «يعنى هى جت على دى»! لماذا كل تلك الأطنان من أهرامات القمامة فى الشوارع ثم نأتى لنضيف إلقاءها فى الترع التى نظفتها الدولة كنوع من التعود والألفة مع القبح؟ لماذا الكسل فى صيانة ما بعد الصناعة والإنشاء؟ لماذا يبنى شخص خمسة أدوار مخالفة أو يفتتح مصنعاً فى عمارة ليس فيه أى نوع من أنواع الحماية المدنية ويستخدم أدوات قابلة للاحتراق تنفجر مع أول شرارة؟ لماذا الطلسأة والطناش فى إبلاغ عطل قطار أو تجهيز فرملة أمان فيه؟ عدم التزام أو اهتمام فى الشارع بالإجراءات الاحترازية، بطل مسلسل فرعونى مكسل يحلق لحيته.. إلخ، مظاهر طلسأة كثيرة صارت تحكم تفاصيل حياتنا، تندهش وأنت ترى أن هؤلاء المطلسئين ينتمون إلى نفس البلد الذى نفذ الموكب الملكى، وهم فى نفس الوقت أحفاد هؤلاء الفراعنة العظام ملوك الدقة والبيرفيكشن فى الفن والحياة.

قبل الموكب بأيام حالفنى الحظ وحضرت حدثاً شاهدت فيه ذلك «البيرفيكشن» لايف، الاحتفال بمئوية د. ثروت عكاشة فى مكتبة الإسكندرية ومشاهدة جناح شادى عبدالسلام، وهما مثالان على هذا البيرفيكشن أو الرغبة فى الكمال والدقة الشديدة واحترام التفاصيل، حكى د. مصطفى الفقى أن عكاشة كان يراسله من أجل شريحة لعمل فنى يرسلها له من النمسا لاستكمال معلومة فى مجلداته عن الفن، وحكى شقيقه د. عكاشة عن وسوسته ومراجعته الدقيقة وحرصه على البحث عن المعلومة من مصدرها، حتى إنه فى مذكراته السياسية كان يطلب ممن كتب على لسانهم شيئاً أن يوقعوا بجانب الكلام أنهم قد قالوه بالحرف! وكان عكاشة الكبير يطلب من شقيقه الأصغر وهو فى باريس أن يذهب إلى اللوفر ويكتب وينقل كل ما يتعلق باللوحات فى كراسة ويمنحه مكافأة على أدائه لتلك المهمة!

أما المخرج شادى عبدالسلام فهو قصة وحكاية من الممكن أن يكون ملخصها أو عنوانها المخرج المهووس بالبيرفيكشن، الباحث عن الكمال، كان يطارد التفاصيل ويبحث فى المراجع وكأنه يعد رسالة دكتوراه، عندما أعد فيلم «إخناتون» حوّل البطل محمد صبحى إلى تلك الشخصية بكل ملامحها وكأنها صورة كربون، انبهرت وأنا أشاهد رسوماته للمشاهد والكادرات قبل تصويرها بكل دقة التفاصيل، حتى زاوية الإضاءة وإكسسوار الأساور والعقود والأقراط، ثم أشاهدها فى الفيلم فتصيبنى الحيرة، هل معقول أن يكون الخيال كاميرا فوتوغرافية بكل تلك الدقة؟

فعلناها فى موكب المومياوات، إذن نحن نستطيع فعلها فى كل سلوكياتنا وممارساتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع البيرفيكشن صراع البيرفيكشن



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon