توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جينيفر الإنجليزية عاشقة مصر

  مصر اليوم -

جينيفر الإنجليزية عاشقة مصر

بقلم - خالد منتصر

رحلت سيدة من ذهب اسمها جينيفر، لم تكن مجرد زوجة للدكتور أحمد عكاشة، ولكنها كانت أيقونة إنجليزية احتضنتها مصر كما احتضنت من قبلها سوزان الفرنسية زوجة طه حسين، سمحت لى الظروف فى الشهور الأخيرة بزيارات متكررة للدكتور عكاشة لإعداد كتاب جديد، وفى كل مرة كان لا بد أن يفتتح الكلام بقصيدة عشق عن زوجته العظيمة، وحكايات لا تنتهى عن صلابتها وحنانها وعشقها لمصر وتربيتها الرائعة لابنين صارا نجمين مضيئين فى عالم الطب والاقتصاد، كان يغالب دموعه كلما تذكر المرض الخبيث وهو يفترس الجسد النحيل رويداً رويداً، صوته المتهدج كان يحمل عطر عشق معتقاً برائحة السنين ورحلات حول العالم واحتضاناً لسوبر ستار فى عالم الطب من المؤكد أنه محط إعجاب الملايين، سافر د. عكاشة شاباً متمرداً على الطب الكلاسيكى ونبغ أثناء البعثة وأعجب بجينيفر وبدأ القلب يدق والحب ينمو والمشاعر تتدفق والنجاح يزيد، كل المؤشرات كانت تقول إن هذا الشاب مكانه الطبيعى فى إنجلترا، حيث مهد العلوم ومجد الطب ودقة السيستم وصرامته، لكن جينيفر الأيقونة كان لها رأى آخر، مكانك فى مصر يا أحمد، أنت هنا فى إنجلترا ستكون رقماً فى طابور طويل، لكنك فى بلدك ستكون الرائد والمؤسس، وتحققت النبوءة، صارحها د. عكاشة فى البداية بأن الأوضاع ستكون صعبة، مصر ما زالت دولة فقيرة ونامية، كانت تحت احتلال الإمبراطورية البريطانية وخرجت منهكة، قالت له ولا يهمك، قال لها الشقة ضيقة، كيف سنسكن وفى نفس الوقت أفتح عيادة، قالت له سهل جداً، سنقسم الشقة بستار لتستخدم نصفها كعيادة وبعد انتهاء عيادتك نعيدها عش الزوجية مرة أخرى!! يحكى لى د. عكاشة عن تلك الفترة ويقول: كان طارق ما زال يحبو ومسئوليته كبيرة ولكنها تحملت، وكان كل شىء منضبطاً انضباط بيج بن، أن تستكمل رحلة حياتك خارج بلدك خاصة لو كانت قمة الرفاهية وتختار بكامل إرادتك العيش فى بلد ليست فيه تلك الرفاهية، قرار ينم عن شخصية غاية فى الرقى والثقافة والتصالح مع النفس، والأهم أنها قررت أن تتشرب ثقافة ذلك البلد العريق فصارت تعرف كل دقائقها ومفاتيح شفرتها السحرية وكأنها من الحسين أو السيدة زينب، كنت أترجم نظرات الفرح الطفولى التى كانت تشع من وجوه موظفى وعمال المنتجع عندما يعلمون بزيارتها للبروفيسور، كانت الأم والأخت والحضن والدفء والظل والنور والمدد، رحلت جينيفر التى عاشت عمرها خلف الكاميرا لكنها كانت تصنع مجداً وحياة وإشراقاً لأسرة هى نموذج يحتذى فى الجدية والعلم والضمير والوطنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جينيفر الإنجليزية عاشقة مصر جينيفر الإنجليزية عاشقة مصر



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon